أم العبد الممثل الشرعي للمخيمأعلن من هنا من خيمتي التي بنيتها على سطح المنزل. أن المؤتمر السادس لحركة فتح ولجنته المركزية لا يمثلانني من قريب أو بعيد. فبعد مراجعة وتمحيص في الأسماء تبين لي أن اسم خالتي أم العبد ليس من ضمن الأسماء في اللجنة المركزية المنتخبة. كما أعلن بكل صراحة (ووقاحة أيضاً) أن الحكومة المقالة أو المنتخبة والموجودة في قطاع غزة أيضاً لا تعبر عني بشيء. فأم العبد «الله يطول عمرها» ليست من ضمن الوزراء أو حتى المستشارين. كما أعلن أن الفصائل العشرة ــــ ما بعرف بصراحة إذا بعدهم عشرة أو نقصوا أو زادوا ــــ لا تمثلني بشيء. فخالتي وخالتكم أم العبد أكدت أنها لا تنتمي إلى أي منها. كما أعلن باسم خالتي أم العبد أن اليسار الفلسطيني أو ما بقي منه لا يعبر عن تطلعات المخيم، فأم العبد تكره البكاء على الأطلال ولو كان بصوت أم كلثوم. أما بالنسبة للمناضلين السابقين، المثقفين الحاليين، رؤساء جمعيات «الهشتك بشتك» وفقاً لتعبيرها، فهم لا يصلحون لتمثيلنا. فأم العبد تكره الجمعيات ورؤساءها، هي لا تفهم على الإطلاق كيف أصبحوا مناضلين سابقين وفلسطين لم تحرر بعد. ولأن أم العبد لا تستهضم بأي شكل من الأشكال عمل المنظمات الدولية، لأنها «تكرر الدراسات» كما أنها تقيم ورش العمل (أو الهبل وفقاً لتعبيرها) بينما الأجدر بهم أن يؤمنوا فرص عمل. وأعطت مثالاً على ذلك أنهم لم يفتتحوا حتى فرن خبز، وهو مشروع أرباحه مضمونة ويؤمن فرص عمل لشباب المخيم بدل جلوسهم على قهوة «أبو علي». وهي لم تسمع عن أي نشاط بتمويل من هؤلاء يذكر بفلسطين، وبالتالي «فشروا» أن يمثلونا.
في عام 2006 زار المفكر الأميركي نعوم تشومسكي مخيم شاتيلا. فتراكض المثقفون والسياسيون «المفترضون» لإخباره عن المخيم وأحواله. ولكنه طلب مجالسة النساء المسنات بناءً على نصيحة صديقه إدوارد سعيد. لأنهن الأكثر عفوية، ويتفوقن علينا نحن الرجال. فنحن إن لم نكذب فسنخفي بعض الحقائق خوفاً على صورة رجولتنا. لن تجد رجلاً يخبرك عن آخر مرة بكى فيها. لذلك أعلن من خيمتي يلي على راس «السطح» أن أم العبد، هي من يمثلني، وأوافق على إعطائها السلطة المطلقة دون أي نقاش.
مخيم شاتيلا ــــ علاء العلي

■ ■ ■

هناك أجدر من أم العبد لتمثيل الشتات

مع أني لم أحظ بشرف لقائها شخصياً، ولم تتسنّ الفرصة لي للتحاور معها في قضيتنا الستينية، ولم أعرف أيديولوجيتها السياسية، إلا أني بناءً على ما قد خبرتني به العصفورة، قررت أن أوافقك يا صديقي على تنصيب أم العبد ممثلاً شرعياً ووحيداً للمخيم، بل لكل مخيم، لكل الشتات الفلسطيني.
خبرتني العصفورة أن أم العبد لاجئة فلسطينية، تقبع تحت أحد سقوف الزينكو في مخيم لا يبعد عن الأرض سوى بضعة كيلومترات، ويبعد عن الوطن قدر ما أثقلت به القضية من ملفات. عندما رشحت أم العبد لهذا المنصب فكرت ملياً قبل أن أضم صوتي لصوتك، فكما تعلم أن الصوت أمانة.. ولكي أصوت على أساس واضح درست فكر أم العبد، كما لا يفعلون عادة عندما يصوتون! من الواضح أنها لا تنتمي لأي تنظيم حزبي أو فصيل سياسي ليس من شأن أغلب أفراده إلا أن يزيدوا من الانقسام الداخلي الأحمق الحاصل الآن، أعتقد أنها ليست مع حل الدولتين، بالتأكيد هي لا تفضل المفاوضات على المقاومة المسلحة، أظنها إن تسلمت منصبها لن تبحث في معاهدات السلام، ولن تهتم بعقد اتفاقيات الصلح، فهي تكره طاولة المفاوضات وتكره المؤتمرات وما يصدر بعدها من سخافات. فأم العبد قد ملت من اللت والعجن بالقضية! أم العبد لا تريد إلا أن تمسح خطوط 48 و67 من على الخريطة بالخرقة التي تربطها بزنار ثوبها، لا تريد سوى أن تسمع أصوات أبناء عبد، بكرها، قد تعالت، لكن دون أن يرتد لها صدى، فإن بقيت بالمخيم سيرتد صدى لهو الأطفال من بين أزقته وإن لعبوا بين البيارات فسيضيع بالمدى صدى صوتهم، أم العبد لا ترغب بأن تشرق الشمس عليها مرة أخرى من بين ثقوب ألواح الزينكو والفراغات التي بينها!! أم العبد لا تريد سوى العودة للوطن. إذاً فإن أم العبد تمثل الفلسطيني الذي يريد أرضه، كل أرضه. وهذا الفلسطيني المقصود معروف ومحدد. هذا هو الأساس الذي رشحت أم العبد بناءً عليه لهذا المنصب، وأنا أجد فيه ما أريد، فأنا مع النهج القائم على فكرة الفلسطيني الذي يريد الأرض كل الأرض. بالتالي، صوتي لأم العبد. أم العبد ترشحت لهذا المنصب دون بيانات انتخابية ودون مؤتمرات غبية! وأنا قرأت فكرها السابق الذكر من هنا من عمان، مع أعمدة بخار الشاي بالنعناع الذي تعده كل صباح، فأفكار أم العبد المبنية على أساس العودة تطير وتنتشر كلما تصاعدت رائحة النعناع بأكواب الشاي! إذاً وبناءً على ما سبق ذكره، لتسلم أم العبد سلطاتها الدستورية ولتباشر أعمالها من الآن، فليس هناك أجدر من أم العبد لكي يمثل الشتات الفلسطيني.
عمان ــــ حنين عطا الله