لا يبدو أنّ منظّمة الدول المصدّرة للنفط «أوبك» متّجهة نحو خفض جديد لإنتاجها الذي يمثّل حوالى 40% من الإنتاج العالمي من الوقود الأحفوري خلال اجتماعها المقرّر في التاسع من أيلول الجاري. مؤشّرات عديدة تفيد بهذه الخلاصة. بداية على الصعيد الرسمي نقلت وكالة «رويترز» عن مندوب خليجي لدى «أوبك» قوله: «بناءً على الظروف الحالية للعرض والطلب والطلب المحتمل في الشتاء وبدء تعافٍ اقتصادي فإنهم (وزراء «أوبك») قد يبقون الأوضاع كما هي إلى حين الاجتماع التالي».وأوضح المندوب نفسه أنّ المنظّمة ستدعو أعضاءها مجدداً إلى مزيد من الالتزام بحصص الإنتاج. وتأتي هذه التصريحات بعدما كان وزير الطاقة القطري، عبد الله بن حمد آل عطيّة قد أوضح في اتصال هاتفي مع الموقع الإخباري «Zawya.com» أنّ «أوبك» من المرجّح أن تُبقي حجم إنتاجها ثابتاً. من جهة أخرى، تبدو إحداثيّات السوق أكثر ملاءمة بكارتيل النفط، فالأسعار مستقرّة فوق 70 دولاراً لبرميل الخام وقاربت في الفترة الأخيرة أعلى مستوى منذ 10 أشهر، وهذا الأمر يرضي «أوبك» التي سعت في خضمّ موجة الركود إلى إنعاش سعر سلعتها عبر إقرار خفوضات بقيمة إجماليّة تبلغ 4.2 ملايين برميل يومياً.
وللتشديد على حصص الإنتاج أسبابه، فالتزام الأعضاء بحصصهم تراجع من مستوى قياسي بلغ 80% في بداية العام الجاري إلى 71% في نهاية تمّوز الماضي. ووفقاً لما تنقله «رويترز» أيضاً، لا يزال مسؤولو «أوبك» قلقين بشأن متى يصبح الطلب قوياً بدرجة كافية لخفض المخزونات العالمية المرتفعة. لكنهم يتوخّون الحذر أيضاً من إجراء أي خفض إضافي في المعروض ربما يرفع أسعار النفط ويبطئ وتيرة الانتعاش الاقتصادي.
تجدر الإشارة إلى أنّ الجدول الجديد لتركيب أسعار النفط في لبنان يصدر غداً، ومن المتوقّع أن يتضمّن ارتفاعاً جديداً في سعر صفيحة البنزين التي تمثّل الضرائب والرسوم حوالى 40% من سعرها.
(الأخبار)