بدأت تتكشّف تدريجياً تفاصيل قضيّة الاحتيال التي تورّط بها الملياردير السعودي، رئيس مجلس إدارة ومؤسّس «مجموعة سعد»، معن الصانع. فـ«أموال الاحتيال» البالغة 10 مليارات دولار، المتّهم بسرقتها من «أحمد حمد الغصيبي وشركاؤه» (AHAB) كانت تُقيّد في حساب خاص مسمّى «الحساب 3» وفقاً للوثائق التي قُدّمت أمام محكمة تعالج القضيّة في نيويورك.وتقول الوثائق إنّ الصانع نفّذ الاحتيال عندما كان رئيساً لفرع الخدمات الماليّة التابع لـ«AHAB»، المسمّى «The Money Exchange»، واستخدم الحساب المذكور لتغطية ممارساته على مدى عقود.
وتسلّم الصانع تلك الوظيفة منذ عام 1981، وكرّت سبحة الفساد منذ بداية التسعينيّات، ما يعني أنّ الاحتيال في تحويل الأموال استمرّ عقدين من الزمن حتّى أدّت الأزمة الماليّة العالميّة وأزمة السيولة التي نتجت منها إلى انكشاف الصانع على المخاطر في ربيع العام الجاري.
وأوضحت الدعوى التي نقلت تفاصيلها التقارير الإعلاميّة أمس، أنّ الصانع استخدم مؤسّسة «The Money Exchange» لسحب قروض باستخدام وثائق مزوّرة وحرّف العمليّات الماليّة إلى حساباته الخاصّة وحسابات شركاته. كما أخفى تلك الممارسات، بحسب الوثائق التي قدّمتها المحكمة، من خلال تزوير معقّد للإمضاءات ورقابة صارمة على المعلومات التي تدخل وتخرج من المؤسّسة الماليّة التي كان يرأسها.
واللافت هو أنّه كان يفرض نظاماً صارماً على موظّفيه لدرجة أنّه أوعز إليهم عبر مذكّرة داخليّة أصدرها في تمّوز من عام 2006 بأن يحوّلوا جميع الرسائل الخارجيّة الموجّهة إلى المديرين التنفيذيّين في المؤسّسة إليه شخصياً.
هذه المعلومات والتفاصيل قدّمها مصرف «المشرق» في إطار الدعوى التي رفعها ضدّ «AHAB» لتعثّر الأخيرة في صفقة تحويل أموال قيمتها 150 مليون دولار في أيّار الماضي.
(الأخبار)