ليبرمان يرفض تحديد جدول زمني للمفاوضات... والسلطة «لم تتبلّغ» وجود خطّة سلام أميركيّةفاجأ المنسّق الأعلى للسياسة الخارجيّة والأمنيّةللاتحاد الأوروبي، خافيير سولانا، الصحافيين الإسرائيليين بالحديث عن استعداد إسرائيلي لتجميد البناء في المستوطنات. تفاؤل أتبعه وزير الخارجية الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان بتحذير الفلسطينيين من مغبّة إعلان دولة فلسطينية من جانب واحد

أشار المنسّق الأعلى للسياسة الخارجيّة والأمنيّة للاتحاد الأوروبي خافيير سولانا، أمس، إلى أن لدى إسرائيل استعداداً لتجميد أعمال البناء في المستوطنات، وذلك خلافاً للتصريحات الأخيرة التي أطلقها رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو في هذا الخصوص.
كلام سولانا جاء خلال زيارته إلى إسرائيل، التي وصلها أمس آتياً من سوريا، حيث التقى كبار المسؤولين الإسرائيليين، في مقدّمهم الرئيس الإسرائيلي شمعون بيريز، ووزير الخارجية أفيغدور ليبرمان.
ونقل موقع «يديعوت أحرونوت» عن سولانا قوله، خلال لقاء مع صحافيين في القدس المحتلة، إن مندوبي نتنياهو، المستشار السياسي يتسحاق مولخو ومدير مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي مايك هرتسوغ، والمبعوث الأميركي الخاص إلى الشرق الأوسط جورج ميتشل، «مشغولون بأمور تقنية أكثر منها سياسية، وأعتقد أنه سيُتوصل إلى اتفاق حتى 18 أو 19 أيلول، قبل انعقاد الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك» في 22 أيلول المقبل.
وفي الشأن السوري، قال سولانا، خلال لقائه بيريز، إنه سمع من الرئيس السوري بشار الأسد أنه يريد استئناف المفاوضات غير المباشرة مع إسرائيل بوساطة تركيا. وأضاف أن «السوريين يعتقدون أن تركيا هي الخيار المفضّل، ويعتقدون أيضاً أنهم كانوا قريبين من إنهاء إطار المفاوضات بواسطة الأتراك. وبعد انتهاء هذه المرحلة، سيكون في الإمكان التفكير في المستقبل بالجلوس وجهاً لوجه مع الإسرائيليين». وتابع أن الأسد «ترك لديه انطباعاً بأنه مهتم باستئناف محادثات السلام مع إسرائيل». وكان ردّ بيريز أنه «إذا كان الأسد مهتماً بالسلام مع إسرائيل، فإن عليه التوجه إلى مفاوضات مباشرة ومن دون شروط مسبقة». كذلك تطرق إلى حزب الله واصفاً إياه بأنه «جيش الاحتياط لسوريا»، وأنه «يعمل كمنظمة إرهابية بكل معنى الكلمة وبدعم من سوريا».
وأشار بيريز إلى أن «الوقت الحالي مناسب لصنع السلام»، وحذر في المقابل من أن التدهور في عملية التسوية سيقود إلى تغيير الخريطة الاستراتيجية للمنطقة. وأضاف أن إسرائيل والفلسطينيين وافقا على مبدأ الدولتين لشعبين، وأنه ينبغي الآن فحص احتمالات التنفيذ. ورأى أنه «ليس ثمة ما يمنع البدء بمسارين تفاوضيين متوازيين، الأول بشأن الاتفاق الدائم، والثاني لتنفيذ الاتفاقات القائمة».
وفي السياق، توقّع بيريز أن يرتّب الرئيس الأميركي باراك أوباما لقاءً يجمع «بيبي» ورئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس أواخر شهر أيلول الجاري في الأمم المتحدة ويكون برئاسته. وأعرب بيريز، في مقابلة مع شبكة «فوكس نيوز» الأميركية، عن اعتقاده بأنه «ستكون هناك فرصة على الأقل كي يقررا (نتنياهو وأبو مازن) إعادة فتح باب المفاوضات، لكن ذلك لن يشمل حماس».
من جهة ثانية، نقلت صحيفة «هآرتس» عن وزير الخارجيّة الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان قوله، خلال لقاءين منفصلين عقدهما مع سولانا ومبعوث الرباعية الدولية إلى الشرق الأوسط طوني بلير، إن «مبادرات الفلسطينيين الأحادية الجانب لا تسهم في إقامة حوار إيجابي بين إسرائيل والفلسطينيين، وإذا قُدّمت مبادرة سلام فياض الأحادية الجانب، فإنها لن تبقى دون رد».
وشدد ليبرمان على أنه يحظر على إسرائيل الالتزام بتواريخ محددة لإتمام المفاوضات والتوصل إلى اتفاق مع الفلسطينيين.
من جهته، شدّد القيادي في «فتح» نبيل شعث على أن عباس سيرفض أي دعوة من الولايات المتحدة إلى استئناف محادثات السلام مع اسرائيل ما لم تقنعها واشنطن بتجميد جميع الأنشطة الاستيطانية.
(الأخبار، أ ف ب، يو بي آي)

وأشار الأسد إلى أن «تمسّك سوريا بالسلام العادل والشامل القائم على مبدأ عودة الأراضي العربية المحتلة، نابع من موقفنا المبدئي أن الأمن والاستقرار في الشرق الأوسط لن يتحققا إلا بإرساء السلام، وأن عدم وجود شريك إسرائيلي ومقابلة الدعوات للسلام بمزيد من الحروب لن يجلبا للمنطقة والعالم سوى المزيد من اللاإستقرار وتفاقم الإرهاب».
(سانا)