فيما تجري حركة مكوكية بين واشنطن وتل أبيب والعواصم العربية لهدف «باطني» محوره التطبيع، تراجع تيسير التميمي عن فتوى سابقة بمنع زيارة المسلمين للقدس المحتلةدعا قاضي قضاة فلسطين، الشيخ تيسير التميمي، أمس، المسلمين إلى زيارة القدس المحتلة، كاسراً بذلك محظوراً طويل الأمد بزيارة المدينة المقدسة، لأن ذلك كان يعدّ دعماً للكيان الإسرائيلي.
وقال التميمي، خلال مؤتمر صحافي في القاهرة، إن «المسلمين يجب أن يسافروا إلى القدس ويؤدوا مناسك الحج في الأماكن المقدسة للمسلمين في المدينة القديمة، مضجع الديانات السماوية الثلاث»، ما يمثّل تراجعاً عن فتوى قديمة له بهذا الشأن. وأوضح قائلاً: «أسحب الفتوى التي أصدرتها، وأسأل المسلمين جميعاً والمسيحيين (العرب) الآن أن يزحفوا نحو القدس للزيارة والاكتفاء والتبضع». وأضاف: «تعالوا إلى الفنادق الفلسطينية والأسواق الفلسطينية».
وكان التميمي قد أصدر فتوى في وقت سابق حظرت على المسلمين زيارة المدينة، بحجة أن ذلك يعني تطبيعاً للعلاقات مع الدولة العبرية. وقد انضم إليه رجال دين آخرون وحرّموا زيارات كهذه، وقالوا إن المسلمين يجب أن ينتظروا حتى تأسيس الدولة الفلسطينية والقدس الشرقية عاصمة لها كي يقوموا بزيارتها.
وهذه الدعوة التي أطلقها التميمي قد لا يتأثر بها المسلمون في دول لا تقيم علاقات دبلوماسية مع الدولة العبرية، كسوريا أو السعودية أو لبنان، لكنها ستشجع المسلمين في أماكن أخرى كالهند أو مصر أو الأردن أو باكستان أو إندونيسيا على زيارة القدس المحتلة.
وهذه الدعوة تأتي كذلك في وقت تتحدث فيه تقارير عن أن الولايات المتحدة تضغط على الدول العربية كي تقوم بخطوات تصبّ في اتجاه تطبيع العلاقات مع إسرائيل، في حوافز للدولة العبرية للتقدم في عملية السلام مع الفلسطينيين. وفي هذا الشأن، طالب المبعوث الأميركي للشرق الأوسط، جورج ميتشل، مراراً الدول العربية بإعادة فتح البعثات الدبلوماسية والسماح للطائرات التجارية الإسرائيلية بالمرور في مجالها الجوي وضمان دخول السياحة الإسرائيلية.
ورغم كل الجهود الأميركية الدافعة باتجاه حل الدولتين على أساس المبادرة العربية للسلام التي قّدمت في قمة بيروت 2002، فإن حكومة بنيامين نتنياهو المتشدّدة لم تظهر إلا القليل من الاستعداد لتقديم التنازلات، وهي لا تزال مصرّة على متابعة سياستها الاستيطانية، إحدى العقبات الأساسية أمام التسوية السلمية.
(أ ب)