مهدي السيدتمخض لقاء وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك مع مبعوث الرئيس الأميركي إلى الشرق الأوسط جورج ميتشل، عن بيان خالٍ من أي موقف واضح من مسألة تجميد البناء في المستوطنات، فيما طالب الفلسطينيين بوقف «الإرهاب والتحريض ضد إسرائيل»، ودعا الدول العربية إلى البدء بإجراءات التطبيع.
وأكد البيان المشترك، الذي صدر في أعقاب لقاء باراك ـــــ ميتشل الذي استغرق 4 ساعات، أن «المحادثات كانت إيجابية، وأنها ستستمر قريباً». وأشار إلى أن الطرفين ناقشا مجمل القضايا المرتبطة بالسلام والأمن في الشرق الأوسط. وجاء في البيان أن الطرفين اتفقا على تلطيف حدة التصريحات المتبادلة في موضوع الاستيطان. وأعرب مكتب باراك عن الرضى الشديد عن مضمون البيان المشترك. ويتبين من التقارير الإعلامية ومواقف المصادر الإسرائيلية، أن مهمة باراك تركزت على تمهيد الطريق أمام لقاء مثمر بين ميتشل ورئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، لحسم نقاط الخلاف يتوقع حصوله بعد أسبوعين في القدس المحتلة، وأنه تجنب طرح الصيغة التي قيل إنه يحملها المتمثلة بالتجميد المؤقت للبناء في المستوطنات، في مقابل التشديد على أن المستوطنات لا تمثّل عقبة أمام السلام. ويمكن إجمال نتيجة اللقاء بين باراك وميتشل، بتحقيق تقدم ملموس، لكن من دون التوصل إلى حل وسط، حسبما قال مصدر مقرب من باراك لصحيفة «هآرتس»، مع الحرص على عدم إظهار الخلافات والفجوات في المواقف بين الطرفين، بحسب «يديعوت أحرونوت»، وهذا ما عكسه البيان المشترك الصادر عن الطرفين. وفيما وصف باراك اجتماعه مع ميتشل بـ«الإيجابي»، عاد وأشار إلى أن إسرائيل أوشكت على التوصل إلى تفاهم مع واشنطن بخصوص المستوطنات اليهودية، إلا أنه استبعد تجميداً كاملاً للمستوطنات.
ونقلت الإذاعة الإسرائيلية عن باراك قوله إن إسرائيل تصر على إتمام مشاريع البناء الجارية بالفعل في مستوطنات الضفة الغربية، وإنها تقترب الآن من تفاهم مع الولايات المتحدة التي طالبت بوقف كامل للأنشطة الاستيطانية. ونقلت «هآرتس» عن مقربين من باراك قولهم إن «الطرفين تمكنا من الوصول إلى تفاهمات في مسائل عديدة، لكن لا تزال هناك خلافات تحتاج إلى استيضاح وإيجاد حل. الاتجاه إيجابي وتحقق تقدم». وذكرت «يديعوت أحرونوت» أن لقاء باراك وميتشل «ساده الكثير من الابتسامات، لكنه خلا من التفاهمات» وأن باراك حاول إقناع ميتشل بعدم تحويل قضية المستوطنات وأعمال البناء فيها إلى الموضوع المركزي لأن من شأن ذلك منع تقدم في المفاوضات.
بدورها، نقلت «معاريف» عن مصدر إسرائيلي قوله إن «الأجواء تحسنت، بالتأكيد يوجد تقدم واستعداد من الطرفين لبذل الجهود للوصول إلى صيغ تسمح بالتقدم».