بايدن يحطّ فجأة في عاصمة الرشيد: المصالحة ضرورة للاستقراربغداد ـــ الأخبار
بعد ساعات من وصول رئيس الوزراء الفرنسي فرنسوا فييون إلى بغداد، حطّ نائب الرئيس الأميركي في عاصمة الرشيد موفداً من رئيسه باراك أوباما، ليلتقي الرئيس جلال الطالباني ورئيس الحكومة نوري المالكي ورئيس البرلمان إياد السامرائي «وليوضح لهم أهمية السعي إلى إرساء المصالحة الوطنية في البلاد لضمان استقرار الساحة العراقية بما أنّ واشنطن تجدّد التزامها بمواعيد الانسحاب بموعد الاتفاقية الأميركية ـــــ العراقية» بحسب ما جاء في بيان للبيت الأبيض.
ورافق فييون وفد يضم رؤساء 30 من كبريات الشركات الفرنسية، ليشهد على توقيع رزمة من الصفقات الاقتصادية، تدشيناً لعودة فرنسية مظفّرة لبلاده غداة إعادة انتشار قوات الاحتلال الأميركية.
وأبرز مرافقي فييون كانوا وزيرة الاقتصاد كريستين لاغارد، ورئيسة منظمة أرباب العمل لورانس باريزو، ورئيس المجموعة الأوروبية للصناعات الجوية والدفاعية eads لوي غالوا، ورئيس مجلس إدارة شركة «لافارغ» برونو لافون، والمدير العام لعملاق النفط «توتال» كريستوف دي مارجوري، ورئيس مجلس إدارة شركة «فيوليا» هنري بروغليو، والمدير العام لشركة «سويز» جان لوي شوساد.
وغطّت الاتفاقيات مع الطرف العراقي معظم المجالات الاقتصادية، في التعاون وحماية الاستثمارات الفرنسية على الأراضي العراقية والصفقات العسكرية والنقل الجوي والتدريبات الدفاعية وإنشاء الطرق وعقود التحليلات الاستراتيجية التي سيهتمّ بها مكتب تمثيل المصالح الاقتصادية الفرنسية في العراق، الذي سيُدشَّن قريباً في بغداد. اتفاقات رعى توقيعها رئيس الحكومة العراقية نوري المالكي وفييون، الذي اعترف بأنّ «الشخصيات التي حضرت معي اليوم جاءت بنية قوية لتطوير نشاطاتها في العراق».
وفيما بقي كلام فييون دبلوماسياً، قال مسؤول حكومي فرنسي مرافق لرئيس حكومته للصحافيين إن «العراقيين يريدون أن يتحرروا من الوصاية الأميركية، لهذا يريدون أن يعملوا مع مستثمرين آخرين يعرفونهم جيداً، بينهم فرنسا».
وأوضح المسؤول الفرنسي أنه «إذا كان بمقدرونا، فإننا سنجلب كل الشركات الفرنسية الأربعين العملاقة إلى هنا، ولا شركة ترفض القدوم».
بدوره، رأى غالوا أن «الخطوط الجوية العراقية لديها فقط طائرات من طراز بوينغ الأميركية، وهذا بالنسبة إليّ يعدّ استفزازاً». وتابع: «نحن نقدم خدمتنا في جميع مناطق الخليج، فلماذا لا يكون لنا هذا الدور في العراق».
وتوجه فييون، بعد ظهر أمس إلى السليمانية في كردستان العراق حيث استقبله الطالباني.
أما المالكي، فذكّر بأنّ لـ«الشركات الفرنسية تاريخ في العراق، ولها رغبة وتصميم على العودة بعد انقطاع اضطراري»، وأشار إلى أنّ «العراق يطمح إلى أن يكون هناك، بالإضافة إلى التعاون الاقتصادي، تعاون سياسي وتبادل في مؤسسات المجتمع المدني».
على صعيد متصل بإعادة انتشار قوات الاحتلال، لم يستبعد وزير الدفاع العراقي عبد القادر العبيدي أن تستدعي حكومته القوات الأميركية إلى المدن مجدداً، إذا خرج الوضع الأمني عن سيطرة القوات العراقية. وفيما كشف أنّ «عدد القوات الأميركية التي تتمركز خارج المدن حالياً، هو 130 ألف جندي، يتوزعون على 152 قاعدة أميركية، أشار المتحدث باسم وزارة الداخلية عبد الكريم خلف إلى أنّ «القوات الأميركية انسحبت من 168 موقعاً ومعسكراً، 20 في الشمال، و46 في الأنبار (الغرب)، و16 في الجنوب، و86 في بغداد، وهناك 130 ألف جندي سينسحبون خلال الأشهر المقبلة، ويبقى 35 ألف جندي فقط».

وكان رئيس إقليم كردستان العراق مسعود البرزاني قد نفى أول من أمس أن يكون قد تنازل عن أي شبر من المناطق المتنازع عليها مع الحكومة الاتحادية، التي يطالب الأكراد بموجب دستورهم الجديد، بضمها إلى الإقليم، وفي مقدمها كركوك ومدن وبلدات أخرى في محافظات نينوى وديالى وواسط.
(يو بي آي)