بهدف «إحداث دفعة إلى الأمام في استراتيجيّة تسريع نمط نموّ الأعمال في البلدان الناشئة»، اشترت شركة صناعة الأدوية البريطانيّة «GlaxoSmithKline» أعمال شركة «Bristol-Myers Squibb Co» في لبنان وسوريا والأردن وليبيا واليمن. فبيئة الأعمال في ظلّ الركود تزيد مستوى عمليّات الاستحواذ، إذ تسعى بعض الشركات إلى الهروب من الأكلاف المرتفعة، ويستغلّ البعض الآخر الفرص المؤاتية.في لبنان، كانت أعمال «Bristol» قد ضعفت كثيراً في نهاية العام الماضي وبداية عام 2009، «ما اضطرّها إلى طرد موظّفين، وفي نهاية المطاف الانسحاب من السوق»، وفقاً لنقيب مستوردي الدواء في لبنان أرمان فارس. والصفقة التي تبلغ قيمتها الإجماليّة 23.2 مليون دولار نقداً، ستوفّر لـ«Glaxo» سيطرة أقوى في السوق اللبنانية. فإدارة أعمال منافستها التي تضمّ 12 دواءً تجري عبر مكتبها الأساسي توفّر لها هامش ربحيّة أكبر، وتثبّت قدميها في أكثر المنطقة.
إذاً فعملها المركّز المرتقب في السوق اللبنانيّة سيكون أساساً «إعادة الأصناف بكلفة أقلّ»، بحسب فارس، والاستراتيجيّة المتّبعة ستبنى على زيادة «الترويج والتسويق» للمنتجات، التي اكتسبت الشركة خبرة فيها من خلال استحواذها عليها نفسها في مصر وباكستان.
ويُبرّر اهتمام الشركة البريطانيّة بالمحفظة التي اشترتها من واقع أنّ قيمة مبيعاتها السنويّة في الدول الأربع بلغت 11.8 مليون دولار في عام 2008، فيما عائدات الشركة في العالم بلغت 36.26 مليار دولار في العام نفسه.
الخطوة التي قامت بها «Glaxo» تعدّ استغلالاً للموقف الذي يبدو أنّه يتكرّر لدى الشركة الأميركيّة، ومن المستبعد أن يُغيَّر أيُّ شيء في ما يتعلّق بالأعمال في لبنان، لأنّ أعمال «Bristol» كانت «أساساً جيّدة» قبل أن تتعثّر، على حدّ تعبير فارس. وتبقى «المشاكل باللبناني!» على موضوع الوكالة التي يمكن أن ينشأ نزاع بشأنها.
(الأخبار)