نتنياهو يجدّد شروطه لقيام الدولة الفلسطينية... وباراك يلتقي ميتشل اليومعلي حيدر
عرض رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أمس، «إنجازات حكومته» في المئة يوم الأولى، خلال جلسة الحكومة الأسبوعية، معتبراً أن أهمها «ترسيخ المحتوى الحقيقي لمسألة الدولتين». وفصَّل موقفه بالقول لقد «بلورنا اتفاقاً قومياً على مفهوم الدولتين للشعبين».
وأوضح نتنياهو أن التوافق هو على «أن الفلسطينيين سيضطرون إلى الاعتراف بدولة إسرائيل كدولة للشعب اليهودي، وأن تحل مشكلة اللاجئين خارج حدود إسرائيل، وأن تحصل إسرائيل على حدود قابلة للحماية، الأمر الذي يشمل نزعاً كاملاً لسلاح الدولة الفلسطينية»، معتبراً أن ذلك يمثّل «الانعكاس الأكثر أهمية لحكومة الوحدة».
وعزا نتنياهو الهدوء السائد في جنوب إسرائيل على الحدود مع قطاع غزة إلى عملية «الرصاص المصهور التي مثّلت قاعدة جيّدة للهدوء»، وإلى تهديده بأن «الرد سيكون شديداً على أي إطلاق ناروعن مرور مئة يوم على تأليف الحكومة، قال نتنياهو «إننا لم نحصل على يوم واحد من التسامح (من جانب المعارضة والإعلام في إسرائيل) لكننا لا نتذمر». وتطرّق إلى الاقتصاد الإسرائيلي، لافتاً إلى أنه ستقرّ ،خلال الأسبوع المقبل، الموازنة العامة لسنتين «وسنمضي في تنفيذ الإصلاحات التي تعتبر ركيزة الاستقرار في منطقة غير مستقرة».
ونقل الوزير يولي أدلشتاين عن نتنياهو رفضه، خلال اجتماع مع وزراء الليكود، تجميد البناء الاستيطاني وتأكيده أنه «لم يُتوصّل إلى أي اتفاق أو أي التزامات بشأن تجميد البناء في المستوطنات». لكنه أضاف، بحسب أدلشتاين، أنه «من المهم في الواقع الاستمرار في الحوار مع الولايات المتحدة من أجل إيضاح المعطيات الحقيقية».
وفي مقابل دعوة بعض وزراء «الليكود» إلى طرح أي قرار بشأن تجميد البناء في المستوطنات أمام منتدى واسع من الحكومة، أكد نتنياهو أنه «في كل الأحوال ينبغي أن يطرح أي موضوع عن تجميد البناء أمام الحكومة الإسرائيلية».
من جهته، أعلن وزير الدفاع إيهود باراك للصحافيين، قبل توجهه إلى العاصمة البريطانية للقاء الموفد الأميركي إلى الشرق الأوسط جورج ميتشل اليوم، أن اللقاء يهدف لحل الخلافات بين إسرائيل والولايات المتحدة بشأن الاستيطان وبحث سبل تعزيز السلام الإقليمي. وقال إن «لقائي بميتشل وبمسؤولين آخرين يهدف إلى إحراز تقدم نحو تفاهم أوسع مع الولايات المتحدة على العملية الدبلوماسية والمبادرات السلمية التي ندعمها».
وأشار باراك إلى أن «خريطة الطريق» تنصّ تحديداً على إقامة دولة فلسطينية على مراحل، إضافة إلى وقف أعمال العنف وتجميد الاستيطان اليهودي في الضفة الغربية، لافتاً إلى أن إسرائيل تسعى أيضاً لإيجاد «طريقة لترجمة» خريطة الطريق إلى «مسار مقبول لنا وللولايات المتحدة وللآخرين».
يُشار إلى أن باراك ربط، بعد آخر اجتماع له مع ميتشل، أي اتفاق يتعلق بتجميد البناء في المستوطنات بإحراز تقدم يتعلق «بتطبيع» الدول العربية العلاقات مع إسرائيل.
وفي السياق، ذكرت صحيفة «هآرتس» أن باراك هو من اقترح على ميتشل القدوم إلى المنطقة لأيام والقيام بجولات مكوكية بين تل أبيب والعواصم العربية، لبلورة صفقة بشأن الاستيطان وبوادر عربية تطبيعية، وأن إحدى الأفكار التي وردت في اجتماعات باراك ـــــ ميتشل هي عقد مؤتمر دولي للسلام في الشهور القريبة لدفع عملية التسوية الإقليمية والإعلان عن الخطوات التي ينفذها كل جانب، على أن تتعهد في هذا المؤتمر «كل الأطراف بالقيام بخطوات على أرض الواقع وتخفّف الشكوك بين الجانبين».
بدورها، قالت صحيفة «يديعوت أحرنوت» إن الأميركيين يؤكدون أن المؤتمر، الذي سيعلنه الرئيس الأميركي، سيجمع إسرائيل والفلسطينيين والدول العربية المعتدلة تحت سقف واحد، وسيعلن فيه خطوات تطبيعية ستتخذها تلك الدول إزاء إسرائيل. أضافت الصحيفة أن الإدارة الأميركية تسعى للتوصل إلى صيغة متفق عليها مع إسرائيل لتجميد البناء مؤقتاً. ونقلت أيضاً عن مصادر سياسية رفيعة المستوى قولها إن «المباحثات بين الجانبين تخوض في تفاصيل التفاصيل بشأن أوضاع البناء في التكتلات الاستيطانية والاحتياجات الخاصة لسكانها».
ونقلت الصحيفة نفسها عن مصادر سياسية إسرائيلية تقديرها أن الولايات المتحدة تسعى إلى إقناع المغرب، الذي كان يقيم علاقات دبلوماسية مع إسرائيل أوقفها في أعقاب اندلاع انتفاضة الأقصى عام 2000، ودول الخليج بفتح ممثّليات لها في إسرائيل والموافقة على فتح ممثّليات لإسرائيل لديها كجزء من عملية سلام إقليمية، ومقابل خطوات إسرائيلية تتمثّل في وقف أعمال البناء في المستوطنات.