أعادت تصريحات نائب الرئيس الأميركي جو بايدن، الذي قال إن الولايات المتحدة لن تمنع إسرائيل من مهاجمة إيران، الزخم الإسرائيلي إلى الملف النووي الإيراني، حيث سُجل سعي إسرائيلي إلى فرض رزمة عقوبات «شالّة» على إيران، في موازاة مناورات جوية جديدة لسلاح الجو الإسرائيلي
مهدي السيد
ذكرت صحيفة «هآرتس»، أمس، أنه على خلفية الاضطرابات في إيران، نقلت إسرائيل رسائل حادة إلى إدارة باراك أوباما ودول أخرى تفيد بأنه «يجب الاستعداد منذ الآن لفشل الحوار بين إيران والغرب». المطلب الإسرائيلي كان إعداد خطّة بديلة تتضمن رزمة من العقوبات شالّة الفعالية ضد إيران وإجراءات أخرى.
وبحسب «هآرتس»، فإن الرسائل الإسرائيلية نقلت في مناسبات عديدة إلى البيت الأبيض، وإلى وزارة الخارجية وكبار مسؤولي أسرة الاستخبارات، من مسؤولين في مكتب رئيس الحكومة، ومن وزارة الخارجية الإسرائيلية والمؤسسة الأمنية. كذلك نقلت رسائل مشابهة إلى مسؤولين في ألمانيا وروسيا وفرنسا واليابان.
وشدّد المسؤولون الإسرائيليون، أمام الأميركيين، على أنه إذا كانت الإدارة ملزمة بفرض «عقوبات شالّة»، ينبغي الشروع ببلورتها منذ الآن. وأشار مصدر سياسي رفيع المستوى إلى أن «إسرائيل تلائم رسائلها مع الظروف الجديدة الناشئة في أعقاب الاضطرابات في إيران. ينبغي قول الأمور الآن بوضوح كي لا يكون تشوش حول موقفنا».
وقال مصدر سياسي رفيع المستوى، لـ«هآرتس»، إنه «قبل الاضطرابات في إيران، قدروا في إسرائيل بأنّ ثمة احتمالاً صغيراً لنجاح الحوار مع الولايات المتحدة بشأن البرنامج النووي. أما بعد الاضطرابات، في ضوء رغبة المعسكر المحافظ في إيران في ترسيخ حكمه، ترى أسرة الاستخبارات الإسرائيلية أن احتمالات الشروع في حوار، فضلاً عن نجاحه، طفيفة للغاية». وأضاف: «في الواقع الناشئ بعد الاضطرابات في إيران، هناك استعداد دولي أكبر لخطوات أشد ضد النظام في طهران».
في المقابل، توقفت العديد من التقارير الإعلامية الإسرائيلية عند موقف بايدن الأخير، بشأن حق إسرائيل في توجيه ضربة عسكرية لإيران. وفي هذا السياق، تساءلت صحيفة «إسرائيل اليوم»: هل يعطي نائب الرئيس الأميركي، إسرائيل ضوءاً أخضر لضرب إيران؟ وأشارت إلى أن تصريح بايدن لم يفاجئ إسرائيل، إذ قال مصدر سياسي للصحيفة: «توجد تفاهمات سرية بين إسرائيل وإدارة أوباما في مسألة الخيارات المتاحة لإسرائيل في الملف الإيراني».
فبدورها، قالت مصادر في ديوان رئيس الحكومة الإسرائيلية: «إن حقيقة تصريحات بايدن عن حق إسرائيل بمهاجمة إيران، من جهة، وتراجع وتيرة التصريحات الأميركية عن موضوع المستوطنات، تظهر أن نتنياهو ينجح، شيئاً فشيئاً في إقناع الأميركيين بصحة سياسة حكومته».
ووفقاً للمصدر نفسه، فإن «تصريحات بايدن جاءت بسبب نفاد صبر الولايات المتحدة في ضوء تهرّب إيران ومماطلتها في الحوار، من جهة، ومواصلة إطلاق الصواريخ من جهة أخرى». وقال المصدر، الذي وصفته الصحيفة بأنه على صلة وثيقة بالمسؤولين في البيت الأبيض، «إن الإيرانيين يتهربون منذ نصف سنة من الحوار مع الولايات المتحدة، ويواصلون تجاربهم العسكرية، وتصريحات بايدن جاءت لتقول للإيرانيين إن الإدارة الأميركية ملّت هذا الوضع وإنها لا تعتزم الانتظار إلى الأبد».
ولفتت الصحيفة إلى أنه يستدل من تصريحات المسؤولين الأميركيين أن الولايات المتحدة ربما كانت قد منحت إسرائيل موافقة على ضرب إيران، أو أنها أبلغتها أن إيران هي مشكلة إسرائيل.
في المقابل، كتب المحلل السياسي في «هآرتس»، ألوف بن، أنه «لا ينبغي فهم أقوال بايدن على أنها تصديق أميركي على قصف إسرائيل للمنشآت النووية الإيرانية، بل هذه الأقوال هي بمثابة تهديد مبطن بأنه في حال عدم دخول إيران في حوار مع الولايات المتحدة، فإن أضراراً ستلحق بها».
ونقل بن عن مصدر سياسي إسرائيلي قوله إن الإدارة الأميركية لم تنسّق مع إسرائيل بشأن تصريح بايدن «لكن لا شك في أن هذا التصريح يخدم نتنياهو الذي يرى أن لجم البرنامج النووي الإيراني مهمته التاريخية».
إلى ذلك، كشفت صحيفة «جيروزاليم بوست» الإسرائيلية أمس أن سلاح الجو الإسرائيلي يخطط للمشاركة في مناورات جوية في الولايات المتحدة وأوروبا في الأشهر القليلة المقبلة بهدف تدريب طياريه على الطلعات الجوية الطويلة المدى. كذلك، سيرسل في وقت لاحق هذا الشهر مقاتلات «أف 16» للمشاركة في مناورات «العلم الأحمر» التي ستجريها القوات الأميركية في قاعدة نيليس الجوية في ولاية نيفادا. وفي الوقت نفسه تشارك عدة طائرات نقل إسرائيلية من طراز «هركليز سي ـــــ 130» في مسابقة «روديو 2009» في قاعدة ماكورد الجوية في ولاية واشنطن.