تقارير متضاربة عن موافقة أميركيّة على بناء 2500 مستوطنة وربط التجميد بالسلام مهدي السيد
تضاربت التقارير الإعلامية الإسرائيلية في حقيقة التقدم الذي حققه وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك خلال محادثاته مع المبعوث الأميركي الخاص إلى الشرق الأوسط، جورج ميتشل، التي تناولت الموقف الأميركي من وقف البناء في المستوطنات. ففيما أشارت صحيفة «معاريف» إلى موافقة أميركية على مواصلة البناء في 2500 وحدة سكنية في المستوطنات، وعلى أن تجميد الاستيطان، في حال حصوله، سيكون في إطار مفاوضات سلام إقليمية تشارك فيها سوريا ولبنان أيضاً، أشارت معلومات أخرى أوردتها «يديعوت أحرونوت» إلى أن باراك عاد من لقائه مع ميتشل خالي الوفاض، ومن دون تحقيق أي نتيجة، وهو ما أكدته أيضاً مصادر وزارية إسرائيلية.
وإذا صحّت المعلومات التي ذكرتها صحيفة «معاريف»، فهذا يعني تراجعاً أميركيّاً دراماتيكياً عن الخط المتشدد الذي رسمته إدارة الرئيس أوباما في موضوع الاستيطان، وصفعة قوية لكل المراهنين على الضغط الأميركي وجدواه في وجه الحكومة الإسرائيلية، ولا سيما أن الحديث هو، إضافة إلى استمرار البناء الحالي في المستوطنات، عن محاولة لرسم معادلة تفاوضية جديدة تقوم على أساس التجميد مقابل التطبيع، من دون أن يدخل ما يُعرف بالبناء الاستيطاني لأغراض النمو الطبيعي ضمن هذه المعادلة، وفي هذا انتصار كبير للاستراتيجية التفاوضية التي حددها رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، التي ثبتها في خطاب بار إيلان الشهير.
وفي التفاصيل، ذكرت «معاريف» أنه «فجأةً، وافق الأميركيون على بناء 2500 وحدة سكنية في المستوطنات، وذلك في خلاف تام مع التصريحات التي أطلقت نحو إسرائيل في الأشهر الماضية، منذ تسلمت الإدارة الجديدة في الولايات المتحدة مهامها».
وبحسب «معاريف»، فقد تحقق التوافق بعدما نجح باراك في إقناع الأميركيين بالسماح لإسرائيل بمواصلة بناء المباني التي بدئ فيها. وبتعبير آخر، فقد أعطى الأميركيون موافقتهم على أن يتواصل البناء في 700 مبنى في المستوطنات التي تمثّل 2500 وحدة سكن أخرى.
وتضيف «معاريف» أن الاختراق البالغ الأهمية في العلاقات بين إسرائيل والولايات المتحدة عموماً، وفي الموقف الأميركي من المستوطنات خصوصاً تحقق في لقاء باراك مع ميتشيل. إضافة إلى ذلك، تحقق تفاهم بين باراك وميتشل في أنه إذا اتفق على تجميد البناء في المستوطنات فإنه سيكون فقط في إطار مفاوضات إقليمية ـــــ تشارك فيها سوريا ولبنان أيضاً. وشرح مصدر سياسي «رفيع المستوى» لـ«معاريف» الأمر بالقول إن «إسرائيل قد تضطر إلى تجميد الاستيطان في إطار مؤتمر دولي بمبادرة الرئيس باراك أوباما، تُظهر فيه الدول العربية التزامها بعملية السلام وتشرع في خطوات تطبيع مع إسرائيل، أي التجميد مقابل التطبيع».
في المقابل، ذكرت صحيفة «يديعوت أحرونوت» أن إسرائيل والولايات المتحدة «أوشكتا على التوصل إلى اتفاق بشأن المستوطنات». ونقلت عن وزراء حضروا اجتماع باراك مع نتنياهو ولم تذكر أسماءهم، قولهم إن «التقارير بشأن التوصل إلى اتفاق أميركي إسرائيلي هي نوع من تعليل النفس بالأماني من باراك». وبحسب أحد الوزراء، فقد عاد باراك من لقائه مع ميتشل «بلا شيء» وإن إدخال سوريا ولبنان في البيان المشترك الصادر بعد لقائهما هو «خديعة كبرى». وأضاف: «باراك عاد بلا شيء، وتبين أنه باع إزالة بؤر استيطانية عشوائية مقابل لا شيء، وهذه خديعة».
وعقبت مصادر في مكتب باراك على عودته من لقائه مع ميتشل بلا شيء بالقول إن «مكتب الوزير لا يعقب على تقارير من اجتماعات مغلقة، وبالنسبة إلى الموضوع نفسه، فإن الأقوال ليست دقيقة».
وفي إطار سعي نتنياهو الحثيث لتثبيت عناصر التفاهم الإسرائيلي مع الإدارة الأميركية السابقة في شأن البناء في المستوطنات، الذي تؤكد الأوساط الإسرائيلية وجوده مقابل تنكّر إدارة أوباما له، ذكرت «هآرتس» أن لقاءً حصل يوم الجمعة الماضي بين نتنياهو ورئيس الحكومة السابق إيهود أولمرت، بُحث خلاله موضوع البناء في المستوطنات. وبحسب «هآرتس»، أراد نتنياهو أن يسمع من أولمرت ما الذي اتُّفق عليه بالضبط بين إدارة بوش وإسرائيل إزاء مواصلة البناء في المستوطنات.
إلى ذلك، أدان مسؤول إسرائيلي انتقادات الاتحاد الأوروبي للنشاطات الاستيطانية في الضفة الغربية في أثناء اجتماع عقد مع ممثل الاتحاد الأوروبي في إسرائيل راميرو سيبريان أوزال، بعدما استُدعي إلى وزارة الخارجية الإسرائيلية بحسب مصادر رسمية.