علي حيدربهدف توجيه جهود وزارته نحو حملة إعلامية عالمية على إيران، بدلاً من الانشغال المكثف بالموضوع الفلسطيني، عقد وزير الخارجية الاسرائيلية أفيغدور ليبرمان، لقاءً سرياً لعدد من كبار موظفي الوزارة في أحد الفنادق في القدس المحتلة، لا في مقرها، شارك فيه 15 مسؤولاً انتقاهم مديرها العام يوسي غال بحرص شديد.
وذكرت صحيفة «هآرتس» أن هدف اللقاء كان دفع إصلاحات داخلية في وزارة الخارجية، ترتكز على مقولة أنه «بدلاً من الانشغال المكثف بالفلسطينيين، ينبغي على وزارة الخارجية الانشغال بحملة دولية ضد إيران وبالدبلوماسية العامة التي سترمّم مكانة إسرائيل في العالم».
وشدّد ليبرمان ونائبه داني ايالون، بحسب «هآرتس»، على أن هدف الإصلاحات هو دراسة ما ينبغي أن تكون عليه مهمات وزارة الخارجية في ضوء المتغيرات في الساحة الدولية وتغيير انتشار السفارات والممثليات الإسرائيلية في العالم وبنية مقر الوزارة في القدس. كما أكد رغبته في المشاركة شخصيّاً في كل المسار.
وعُرضت خلال الاجتماع فرضيات عديدة، ترتكز على أنه في الموضوع الفلسطيني ليس لوزارة الخارجية «قيمة مضافة» في ظل مكانة وزارة الدفاع والجيش الإسرائيلي والشاباك في هذا الموضوع. ونوقشت فكرة تكثيف التعامل الإعلامي ضد إيران ومن أجل ذلك اقتُرح تعيين «مركز» خاص لهذا المشروع يتلقى موازنة منفصلة ببضعة ملايين من الدولارات لإدارة عمليات دعائية ضد إيران عبر ممثليات إسرائيل في العالم.
كذلك طرحت فرضية أخرى هي أن «مشكلة إسرائيل ليست في العلاقات السياسية مع زعماء دول العالم أو مع وزارة خارجية أخرى، بل في علاقة إسرائيل بالرأي العالم العالمي». لذلك كان الاتجاه الاساسي الذي يهتم به ليبرمان هو تركيز جهود الوزارة في مجال «الدبلوماسية العامة»، وهو التعبير الآخر للدعاية الاسرائيلية، وإحدى الافكار هي إنشاء جهاز أعلى للدبلوماسية العامة ينسق شعب الدعاية والاعلام، والعلاقات الثقافية والعلمية إضافة إلى تكثيف التعامل الدولي الذي يهتم بمساعدة دول العالم الثالث.
وعُرض أيضاً اتجاه آخر تمثل بتعزيز علاقات إسرائيل السياسية والاقتصادية مع «دول صاعدة» مثل البرازيل وروسيا والهند والصين، على أن تُفتح، من أجل ذلك، ممثليات جديدة في هذه الدول، إضافة إلى تعزيز عدد الدبلوماسيين في الممثليات القائمة في هذه الدول، هذا الى جانب تعزز العلاقات مع الشتات والجاليات اليهودية خارج إسرائيل.
وفي السياق، عيّن المدير العام لوزارة الخارجية، يوسي غال، طاقم عمل مهمته تقديم توصيات لإجراء تغييرات في بنية مقر وزارة الخارجية بما يتلاءم مع الاهداف الجديدة التي ستُحدَّد.
من جهة أخرى، قال ليبرمان، خلال لقاء مع إذاعة الجيش، إن «سوريا لا ترغب في إقامة السلام مع إسرائيل، والواقع أن هذا يمثّل العنصر الاكثر سلبية على الساحة الدولية»، مضيفاً «سوريا هي أول بلد هنّأ إيران على الانتخابات الرئاسية. ولا تزال تقيم علاقات مع كوريا الشمالية وتهرّب الاسلحة الى جنوب لبنان لحزب الله والى العراق لمجموعات إرهابية». ولفت الى أنه «بالنسبة إلينا، نحن على استعداد لبدء مفاوضات مباشرة من دون شروط مسبقة ومن دون تعهّد من جانبنا بالانسحاب من الجولان».