يواصل المسؤولون المصريون جولاتهم لتحريك ملف الجندي الأسير جلعاد شاليط. وبعد دمشق، حطّ هؤلاء في الضفة الغربية، فيما لا تزال تفصيلات الصفقة محل أخذ ورد، ولا سيما بعد الزيارة السريعة لعاموس جلعاد إلى القاهرة
جرى أمس رئيس الهيئة السياسية والأمنية في وزارة الدفاع عاموس جلعاد مباحثات مع المسؤولين المصريين في القاهرة، خلال زيارة استغرقت ساعات، تناولت سبل استئناف الاتصالات من أجل تنفيذ صفقة تبادل الأسرى بين الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني، وتثبيت التهدئة في قطاع غزة.
وتزامنت زيارة جلعاد للقاهرة مع وصول الوفد الأمني المصري، برئاسة نائب رئيس الاستخبارات المصرية الجنرال محمد إبراهيم، إلى رام الله لإجراء محادثات مع المسؤولين في السلطة الفلسطينية، تتناول قضيّتي المصالحة الفلسطينية الداخلية والأسير الإسرائيلي جلعاد شاليط.
ومن المقرر أن يلتقي الوفد، الذي سبق أن اجتمع بقادة فصائل المقاومة في سوريا، بالرئيس الفلسطيني محمود عباس ورئيس الوزراء سلام فياض، من دون أن تستبعد مصادر مطلعة أن تكون المحطة التالية في قطاع غزة لاستكمال محادثاته مع حكومة «حماس» هناك.
وذكرت القناة العاشرة في التلفزيون الإسرائيلي، أمس، أن المسؤول عن ملف الأسرى في مكتب رئاسة الوزراء الإسرائيلية، حجاي هداس، التقى بوالد الجندي الأسير، نوعام شاليط، وأطلعه على آخر التطورات المتعلقة بالملف. وقال مراسل الشؤون السياسية للقناة تشيكو مناشيه إن هداس أعرب عن تفاؤل واضح خلال اللقاء يرتبط بحصول تقدم في مفاوضات التبادل غير المباشرة مع «حماس». وأشار إلى أن الأوساط ذات الصلة في إسرائيل تتعامل بتفاؤل كبير مع جولة المحادثات الحالية، وتقدّر أنها ستؤدي إلى اختراق.
وذكرت صحيفة «يديعوت أحرنوت»، أمس، أن رئيس الاستخبارات المصرية عمر سليمان استدعى قبل أيام إلى القاهرة المحامي جلعاد شير، الذي شغل منصب مدير مكتب رئيس الوزراء في حكومة إيهود باراك، واجتمع معه بحضور عدد من المسؤولين المصريين، وحمّله رسائل إلى الحكومة الإسرائيلية.
ونقلت الصحيفة عن مصادر إسرائيلية قولها إن سليمان أراد عبر اجتماعه بشير إيصال رسالة غير رسمية إلى المسؤولين الإسرائيليين، لكون شير لا يشغل منصباً رسمياً ويمكن التحدث معه بحرية أكبر. وبحسب الصحيفة، فإن الجنرال المصري أبلغ ضيفه أن «جلعاد شاليط لن يتحرر قبل أن تتنازل إسرائيل عن مطلب إبعاد سجناء حماس المرشحين للتحرير إلى غزة». وأضاف مستغرباً «ماذا يريد نتنياهو؟ 95 في المئة من الصفقة أنجزت على أيدي عوفر ديكيل ويوفال ديسكين». وتابع «إن حماس لن توافق على مطلبكم إبعاد 144 أسيراً من الضفة الغربية، ممن وافقتم على إطلاق سراحهم، إلى قطاع غزة، ولكن سيكون في وسع الشاباك، إذا عاد المحررون إلى الضفة، مراقبتهم بطريقة أفضل من طردهم إلى غزة. وفي كل الأحوال، سيكون باستطاعتكم معالجة أمرهم إذا عادوا إلى ممارسة الإرهاب».
وكانت تقارير صحافية إسرائيلية ذكرت، أمس، أن التقديرات السائدة في المؤسسة الأمنية الإسرائيلية تربط بين الحوار الفلسطيني الداخلي وقضية شاليط. وقالت صحيفة «هآرتس» إن «المصريين يأملون أن تفتح المصالحة الفلسطينية الباب أمام تقدّم فعلي في قضية شاليط، لكونها ستدفع حماس إلى الشعور بأن الإنجازات التي حققتها على الصعيد الداخلي ستسمح لها بإبداء بعض المرونة في قضية شاليط».
إلى ذلك، قالت مصادر مصرية وفلسطينية إن موعد الجولة الأخيرة من الحوار الفلسطيني تقرر أن يكون بين 25 و28 من تموز الجاري، لكنّ الرئيس الفلسطيني محمود عباس طلب تقديم هذا الموعد أو تأخيره إلى ما بعد مؤتمر حركة «فتح» المقرر في الرابع من آب.
(الأخبار)