يحيى دبوقذكرت صحيفة «معاريف»، أمس، أن حركة «حماس» تعمل منذ انتهاء الحرب على قطاع غزة، على ترميم قدراتها الصاروخية، وعلى تحسين شبكة الاتصالات لديها، «استعداداً لاستئناف العمليات العسكرية ضد أهداف إسرائيلية، بضغط من قيادة حماس في دمشق».
وقالت الصحيفة، التي استندت إلى مصادر أمنية فلسطينية، إن «حماس قررت، بالتشاور مع قيادة الحركة في دمشق، استئناف العمليات (ضد إسرائيل) انطلاقاً من قطاع غزة، وذلك في أعقاب ضغوط داخلية وخارجية مورست عليها»، مشيرة إلى أن «المجلس العسكري لحماس، برئاسة أحمد الجعبري، قرر استئناف العمليات تدريجاً، والعمل على تصعيدها وفقاً لردود الفعل الإسرائيلية، على أن توجّه العمليات في المرحلة الأولى إلى جنود الجيش الإسرائيلي على امتداد حدود القطاع، وفي حال التصعيد تعمد الحركة إلى إطلاق صواريخ على المستوطنات الإسرائيلية».
وقالت الصحيفة إن «حركة حماس تعتزم التحلّل من المسؤولية وإسناد العمليات إلى شبكات إرهابية مستقلة مثل منظمة جلجلة، التي نفذت في الأشهر الأخيرة عمليات زرع عبوات ناسفة على امتداد الشريط الشائك في القطاع».
وقالت المصادر الأمنية الفلسطينية، التي استندت إليها «معاريف»، إن «إكمال الخطة الدفاعية لحماس جرى خلال الهدوء الأمني السائد ولأشهر طويلة، رغم أنه لم يعلن رسمياً اتفاق التهدئة مع إسرائيل»، مشيرة إلى أن «حماس، على نقيض من المرحلة السابقة، تعمل على بناء قدراتها العسكرية بصمت، وبعيداً عن عدسات الكاميرات».
ورأت «معاريف» أن «تغيير سياسة حماس وقرار استئناف العمليات يأتيان في أعقاب استكمال الخطة الدفاعية في القطاع»، مشيرة إلى أن «الحركة أجرت في الأشهر الأخيرة استخلاصاً للعبر، وعملت بنشاط على وضع خطة جديدة تشمل ألغاماً وعبوات ناسفة وأنفاقاً مفخخة، إلى جانب إقامة منظومة مكثّفة لإطلاق الصواريخ، من شأنها أن توفر للحركة قدرة أفضل على إطلاق الصواريخ لمسافات بعيدة».
وقالت الصحيفة إن «قرار استئناف العمليات من قبل حركة حماس يعود إلى الضغط الممارس على قيادة الحركة في قطاع غزة، في أعقاب الشعور (لدى الفلسطينيين) بأن الحركة لم تف بوعودها بعد عملية الرصاص المصهور في القطاع»، مستدلّة على ذلك بأن «المعابر مع إسرائيل تعمل جزئياً، ومواد البناء لا تدخل إلى غزة، الأمر الذي يمنع ترميم ما خلّفته الحرب، ويؤسّس لاستياء شديد» لدى الفلسطينيين.