القاهرة ــ الأخباروضعت مصر مجدداً ثقلها السياسي والدبلوماسي خلف نظام حكم الرئيس السوداني عمر البشير، لكنها في المقابل نصحته بتجنب الدخول في ملاسنات مع إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما. ووفقاً لما أبلغته مصادر مصرية لـ«الأخبار»، فإن الرئيس المصري حسني مبارك، الذي التقى البشير في القاهرة أمس وأجرى معه مباحثات تناولت تطورات الأوضاع في السودان وجهود تحقيق السلام في إقليم دارفور، حثّ الرئيس السوداني على تفادي الصدام مع الإدارة الأميركية وتوخي الحذر، بعدما ردت حكومة الخرطوم على تصريحات أوباما، الذي تحدث فيها عن «إبادة مستمرة» في إقليم دارفور ورأت أنها تمثّل «خطوة إلى الوراء».
وقالت المصادر إن القاهرة تعتقد أنّ من المفيد إجراء حوار موضوعي بين واشنطن والخرطوم حيال مجمل القضايا الخلافية العالقة بين الطرفين، مشيرة إلى أن مبارك سيحاول لاحقاً تحسين العلاقات السودانية ـــــ الأميركية. وفي السياق، أشاد سفير السودان لدى القاهرة، عبد المنعم محمد مبروك، بالجهود التي تبذلها مصر في تحقيق السلام في إقليم دارفور. وقال إن «جهود القيادة المصرية لا تزال متواصلة ومستمرة للوصول إلى سلام حقيقي في الإقليم»، في إشارةٍ إلى استضافة القاهرة قادة ستة فصائل متمردة أول من أمس. وفشل المسؤولون المصريون خلال الاجتماع، الذي نظم في غياب حركة «العدل والمساواة»، في إقناع الفصائل بتأليف قيادة موحدة تتولى التفاوض مع الحكومة السودانية لإنهاء الصراع المسلح في الإقليم.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية المصرية، حسام زكي، في تصريح للصحافيين: «في ضوء صعوبة تحقيق ذلك في المرحلة الراهنة، سيكون التركيز على التوصل إلى اتفاق بينها على رؤية تفاوضية مشتركة، وتأليف وفد تفاوضي يمثلها». إلى ذلك، أكد المستشار السياسي للجبهة المتحدة للمقاومة في دارفور، عبد الله شطر، أنه أصبح على المجموعات الدارفورية توحيد الصفوف والرؤى. وقال: «إننا نتفق مع الشقيقة الكبرى مصر على أن هذا الوضع في شتات الحركات الدارفورية غير مفيد لقضية دارفور».
من جهةٍ ثانية، واصلت المعارضة السودانية هجومها على البشير عبر الدعوة إلى تجمعات شعبية للاحتجاج على سلطة تراها «غير شرعية». ورأى رئيس حزب الأمة القومي، الصادق المهدي، أن «الظرف الذي تمرّ به البلاد والخلافات بين الشريكين وبين الوطني والأسرة الدولية والمعارضة الداخلية تحتم الدعوة إلى حكومة انتقالية». ووصف اتهامات مساعد رئيس الجمهورية، نافع علي نافع، أول من أمس، لبعض أحزاب المعارضة بتلقي دعم من السفارات الأجنبية، بالكلام السخيف.


أوضحت اللجنة التابعة للاتحاد الأفريقي بقيادة رئيس جنوب أفريقيا السابق ثابو مبيكي (الصورة)، موقفها من قرار المحكمة الجنائية الدولية المرتبط بإقليم دارفور. وقال للصحافيين إن لجنته أجرت مشاورات واسعة النطاق داخل السودان وخارجه. وأضاف أن «التوافق الذي جرى التوصل إليه هو أن المتهمين بارتكاب جرائم حرب وجرائم بحق الإنسانية يتعين مثولهم أمام المحكمة والدفاع عن أنفسهم. المذكرة صدرت ولا يمكن عمل شيء».