الصدريّون يعوّقون إمرار الاتفاقيّة مع لندن وبغداد لم تطلب المساعدة منذ 30 حزيرانبغداد ـــ الأخبار
هيمن مشهد الاستقبالات الشعبية التي شهدتها طهران أمس احتفاءً بدبلوماسييها الخمسة العائدين من الأسر الأميركي في العراق، على ما عداه من تطورات في بلاد الرافدين، حيث فشل مجلس النواب العراقي في إمرار الاتفاقية البريطانية ـــــ العراقية، وتكرّرت جرائم الاحتلال بحق الشعب العراقي، وكما العادة، «من طريق الخطأ».
واستُقبل الدبلوماسيّون الإيرانيون الذين أفرجت عنهم قوات الاحتلال الأسبوع الماضي استقبال الأبطال في طهران. وتقدم المستقبلين وزير الخارجية منوشهر متكي. وقُدمت لهم باقات الزهر لدى نزولهم من طائرة تابعة لشركة «مهان إير» الإيرانية الآتية من العراق إلى مطار مهر آباد.
وأشاد متكي بـ«مقاومة» الدبلوماسيين خلال فترة احتجازهم الطويلة (عامان ونصف عام). وقال في المطار: «أنوّه بمقاومتكم الشجاعة التي تُعَدّ مثالاً على مقاومة الأمة الإيرانية». وتابع: «نحتفظ بحق متابعة هذا العمل الهمجي الذي قامت به حكومة (الرئيس الأميركي السابق جورج) بوش أمام الهيئات القضائية الدولية».
في هذا الوقت، فشل مجلس النواب، أول من أمس، في إقرار الاتفاقية البريطانية ـــــ العراقية التي سبق أن وقعتها حكومتا لندن وبغداد، بهدف السماح للقوات البريطانية بالبقاء لفترة أطول في العراق للمساعدة في حماية منصات النفط في شط العرب في محافظة البصرة. وأدى انسحاب الكتلة الصدرية المعارضة للاتفاق من الجلسة، إلى اختلال النصاب وإفشال محاولة التصويت على الاتفاقية.
وقال رئيس الكتلة الصدرية في البرلمان، عقيل عبد الحسين: «نرفض مثل هذه الاتفاقية بكل أشكالها، لأنها امتداد للاحتلال».
من جهة ثانية، حذّر رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي من الفساد السياسي والمشاريع «التي تريد بعض الجهات إمرارها في العراق». وقال، في كلمة افتتاحية لمؤتمر عشائري في بغداد، إن «الحذر هو من الفساد السياسي والمشاريع التي تريد بعض الجهات إمرارها عبر بوابة الانتخابات البرلمانية المقبلة»، مشيراً إلى أن «أموالاً طائلة رُصدت للتشويش على الانتخابات المقبلة» المقرّرة في 16 كانون الثاني المقبل.
وفي السجال المستمر بين حكومتي بغداد وأربيل، شدّد رئيس إقليم كردستان العراق مسعود البرزاني على أن إقليمه يبذل «جهوداً كبيرة لبناء عراق جديد، بلا مشاكل، ووجود عراق بلا مشاكل هو في مصلحة شعب كردستان، لكن يجب ألا تكون تلك القوة على حساب الإقليم والحد من صلاحياته كما ورد في الدستور».
وفي السياق، ردّ مكتب البرزاني على «هيئة علماء المسلمين»، التي اتهمت رئاسة الإقليم بالسعي إلى تقسيم العراق، ودعا بيان مكتب البرزاني هيئة علماء المسلمين إلى نشر الأدلة التي تستند إليها في ادّعائها، «وإلا فإن ذلك سيكون فتنة».
وسجّل المرجع الشيعي علي السيستاني موقفاً طالب فيه الحكومة العراقية «باختيار ذوي الجدارة من المسؤولين في الوزارات بغض النظر عن الدين أو المذهب أو القومية». ونقل نائب رئيس الوزراء رافع العيساوي عن السيستاني قوله إن «سماحته ذكر أهمية اختيار العناصر والشخصيات الجديرة بعيداً عن الأطر الطائفية، سواء كانوا مسلمين أو مسيحيين أو من أي فئة».
كذلك زار رئيس أركان الجيش العراقي بابكر زيباري، السيستاني في النجف، موضحاً إثر اللقاء أن «لهذه الزيارة أهمية خاصة، لكونها تأتي بعد خروج قوات الاحتلال من المدن العراقية، وقد استمعنا خلالها إلى توجيهات سماحته للمرحلة المقبلة، وطلبنا منه توجيه المواطنين بمساعدة القوات الأمنية العراقية».
وفي الإطار الأمني، اعترف رئيس العمليات الأميركية اليومية في العراق، الجنرال تشارلز جاكوبي، بأن القوات العراقية «لم تطلب المساعدة الأميركية في عمليات قتالية في المدن منذ 30 حزيران» الماضي، عندما أعادت قوات الاحتلال انتشارها العسكري تحت شعار الانسحاب من المدن بموجب الاتفاقية الأميركية ـــــ العراقية. وقال: «ما حدث هو كالآتي: لم تقدم طلبات بعودة القوات القتالية إلى المدينة، أي مدينة».
ميدانياً، قُتل 10 أشخاص على الأقل في اليومين الماضيين في وسط بغداد وجنوبها، بينما اعترف جيش الاحتلال بأنّ أحد جنوده «قتل سائق شاحنة عراقياً خطأً». كما اعترف الجيش الأميركي بمقتل أحد عناصره.