يبدو أن اللهجة الغربية «الحوارية» تجاه طهران بدأت تفقد صبرها، فأيلول قد يكون حامياً على خط العلاقات بين طهران والقوى الكبرى، إذا ما بقي الملف النووي يراوح مكانه

أعلن وزير الخارجية الإيراني، منوشهر متكي، أول من أمس، أن إيران تُعدّ حزمة دبلوماسية جديدة بشأن القضايا «السياسية والأمنية والدولية» لطرحها على الغرب. وقال، في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره العماني يوسف بن علوي: «موقفنا واضح. الحزمة يمكن أن تكون أساساً جيداً للمحادثات مع الغرب. ستتضمن مواقف إيران في ما يتعلق بالقضايا السياسية والأمنية والدولية».
وقال متكي إن إيران لم تتلقّ «أي رسالة جديدة» من قمة مجموعة الدول الثماني الكبرى، التي اجتمعت في إيطاليا الأسبوع الماضي، «لكن اعتماداً على الأنباء التي وصلتنا، فلها (الدول الأعضاء) آراء مختلفة بخصوص القضايا المختلفة، وهو الأمر الذي لم يؤدّ إلى اتفاق بالإجماع في ما يتعلق ببعض الأمور». وتابع: «إذا كانت هناك رسالة جديدة، فإننا سنتصرف بناءً عليها».
وأشار البيان المشترك لمجموعة الثماني (الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وروسيا وألمانيا وإيطاليا وكندا واليابان)، إلى أن اجتماعها المقبل «على هامش افتتاح أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة في أيلول (المقبل) سيمثّل مناسبة لتقويم الوضع».
وكان الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي قد قال إن القوى الكبرى في مجموعة الثماني ستمنح إيران مهلة حتى أيلول، لقبول المفاوضات بشأن طموحاتها النووية أو مواجهة عقوبات أشدّ.
كذلك، حذّر الرئيس الأميركي، باراك أوباما، إيران الجمعة الماضي، قائلاً إن العالم لن ينتظرها إلى ما لا نهاية حتى تنهي تحدّيها النووي، مضيفاً أن طهران أمامها إلى أيلول حتى تنصاع أو تواجه العواقب.
في هذه الأثناء، رأى الرئيس الإيراني، محمود أحمدي نجاد، أن توسيع العلاقات ومجالات التعاون وتنميتها مع دول المنطقة يصبّان في مصلحة الشعوب والعالم الإسلامي.
ونسبت وكالة «مهر» الإيرانية إلى نجاد قوله، لدى استقباله وزير خارجية سلطنة عمان، إن إيران «ستتابع كالسابق بقوة مضاعفة سياستها الاستراتيجية الهادفة إلى توسيع العلاقات مع دول المنطقة».
من جهته، رأى بن علوي أن إعادة انتخاب نجاد تبعث على الأمل في تطوير العلاقات المتنامية بين إيران ودول المنطقة.
ودعا رئيس مجلس الشورى الإسلامي (البرلمان الإيراني)، علي لاريجاني، بعد لقائه بن علوي، إلى اعتماد السبل الصحيحة لمكافحة الإرهاب، مشدداً على أن الحل العسكري لن يجدي في محاربته. وقال لاريجاني إنه «بغض النظر عن تناول أسباب ظهور الإرهاب وماهية هذه الظاهرة، لا بد من اعتماد أساليب صحيحة لمواجهة هذه الظاهرة المشؤومة في المنطقة والعالم»، مشدداً على أن «الحل العسكري في محاربة الإرهاب لن يؤدي إلى نتيجة واضحة على صعيد المنطقة والعالم».
في غضون ذلك، نقلت وكالة «فارس» للأنباء، عن رئيس القضاء في محافظة سيستان ـــــ بلوشستان جنوب شرق إيران، إبراهيم حميدي، قوله إن اثني عشر عضواً من حركة «جند الله» الإيرانية المتمردة، سيُعدَمون شنقاً في غضون أسبوع.
وأضاف حميدي: «إن اثني عشر شخصاً حُكم عليهم بالإعدام، بينهم عبد الحميد ريغي» شقيق زعيم الحركة، مشيراً إلى أنه «سينفذ فيهم حكم الإعدام بحلول نهاية الأسبوع» الجمعة. وأوضح أنهم أُدينوا بـتهمة «محاربة الله» وهي تهمة تستوجب القتل حسب الشريعة الإسلامية.
وذكر الموقع الإلكتروني لمحطة التلفزيون الرسمية الفضائية الناطقة بالإنكليزية «برس تي في»، أن عبد الحميد ريغي اعترف بأن شقيقه كان يتلقى مساعدة مباشرة من الولايات المتحدة.
وقال ريغي، بحسب المصدر نفسه: «إن شقيقي عبد المالك ريغي التقى مرات عدة مسؤولين أميركيين في باكستان. شاركت بنفسي في أحد تلك اللقاءات حيث ناقشنا التجنيد والتدريب والتسلل إلى إيران، وكذلك سبل تأجيج التوترات بين السُّنّة والشيعة. وأثناء ذلك الاجتماع أعطى الأميركيون مئة ألف دولار لشقيقي».
(أ ف ب، رويترز، يو بي آي)