وثيقة وضعها فريق ميتشل تروّج لتعايش في محميّات يسبق الانسحاب إلى «خط هوف»مهدي السيد
في إطار المساعي الأميركية المبذولة لإحداث اختراق في العملية السياسية المتعثّرة بين العرب وإسرائيل عموماً، وبين سوريا وإسرائيل خصوصاً، وصل أمس إلى الدولة العبرية دبلوماسي أميركي رفيع المستوى، هو فريد هوف، للاجتماع مع رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع إيهود باراك ومسؤولين رفيعي المستوى في الساحة السياسية والأمنية، بهدف فحص إمكان استئناف المحادثات السورية الإسرائيلية بمرافقة لصيقة من الولايات المتحدة، على أن يتوجه لاحقاً إلى دمشق للاجتماع بالرئيس السوري بشار الأسد ووزير الخارجية وليد المعلم، للهدف نفسه، وهو دفع خطة للسلام بين الدولتين.
وتأتي هذه الزيارة التي يقوم بها هوف، العضو في فريق المبعوث الخاص إلى الشرق الأوسط جورج ميتشل، في ظل معلومات أوردتها تقارير إعلامية إسرائيلية تفيد بأن الإدارة الأميركية قررت أن تدرس بكتمان السبل لاستئناف المفاوضات بين إسرائيل وسوريا.
وكشف تقرير نشرته صحيفة «يديعوت أحرونوت» أن الادارة الأميركية بدأت منذ الآن ببلورة خطة لاتفاق سلام بين إسرائيل وسوريا، تستند إلى وثيقة مفصّلة كتبها هوف.
تجدر الإشارة إلى أن ميتشل عيّن فريقاً خاصاً في مكتبه يعنى ببلورة خطة لتسوية سلمية بين إسرائيل وسوريا، ويقف على رأس هذا الفريق هوف، وهو خبير يحظى بسمعة عالمية في حل الأزمات الدولية.
وبحسب «يديعوت»، فإن هوف، في إطار عمله في المعهد الأميركي للسلام، الذي أقامه الكونغرس والذي يقدم اقتراحات لحل الأزمات الدولية إلى أذرع الإدارة المختلفة، أنهى كتابة الوثيقة التي ستكون مسوّدة أوّلية لتسوية سلمية بين إسرائيل وسوريا. وقد تبنّى ميتشل هذه الوثيقة أساساً لمسار السلام بين إسرائيل وسوريا.
الوثيقة، التي تحمل عنوان «ترسيم الحدود بين سوريا وإسرائيل»، تعرض حلولاً للمشاكل المعقدة الموجودة في بؤرة الخلاف بين الدولتين، بل وتقترح مساراً لخط الحدود الذي سبق أن حظي في الإدارة الأميركية باسم «خط هوف».
ويقترح هوف أن تجري المسيرة السلمية بين إسرائيل وسوريا على مرحلتين: في المرحلة الأولى يبني الطرفان الثقة بينهما من خلال الاستخدام المشترك للمتنزّهات والمحميات الطبيعية ومصادر المياه في هضبة الجولان. وهكذا، على حد تعبير هوف، سيتعلّم الطرفان كيف يتعايشان معاً، ويكون في وسعهما إزالة أسوار الشك. المرحلة الثانية، كما يقترح هوف، ستكون إخلاء الجولان إلى الخط الذي يقترحه هوف.
وتطرّقت «يديعوت» إلى بعض التفاصيل الواردة في وثيقة هوف، والحلول المقترحة لحل مشكلة المياه والأرض. وتنقل الصحيفة عن هوف قوله، خلال عرضه لخطته، إن «هناك عدة متنزّهات ومحميات أقامتها إسرائيل، وتقع في المنطقة التي ينبغي أن تعاد إلى سوريا». ويضيف «نحن نقترح أن تدار هذه من السوريين، الذين سيعززون بل وسيوسّعون المنشآت والمتنزهات في المدى بين محمية سوسيتا في الجنوب ومحمية جبل الشيخ في الشمال».
وبحسب هوف، «هذه المحميات ستحمي مصادر المياه، وسيُعطى حق الوصول إليها للإسرائيليين والسوريين على حد سواء. كذلك سيكون لإسرائيل حق الوصول الكامل إلى الشواطئ الشرقية من بحيرة طبريا، مثلما طلب في حينه إيهود باراك في محادثات شبيردزتاون».
ولفتت «يديعوت» إلى أن هوف لا يشير إلى الوقت الذي سينقضي بين التوقيع على اتفاق التطبيع والحياة المشتركة على أساس هذه المحميات، وبداية الانسحاب. لكن، بحسب مصادر مقرّبة من ميتشل، يدور الحديث عن مسيرة يمكن أن تستمر بضع سنوات.
وتعليقاً على ما نشرته «يديعوت»، قال نائب وزير الخارجية الإسرائيلي داني أيلون إن إسرائيل «لن تدخل في مفاوضات محسومة مسبقاً مع سوريا، وأن الدبلوماسي الأميركي فريد هوف لن يطرح خطة سياسية للسلام بين البلدين».
وقال أيلون، في مقابلة مع إذاعة الجيش الإسرائيلي، أمس، إن «هوف لن يعرض خلال زيارته لإسرائيل ترسيماً للحدود بين إسرائيل وسوريا أو خطة سياسية جديدة». وأضاف أن «المفاوضات إذا بدأت فإنها ستكون من دون شروط مسبقة، لأن إسرائيل لن تدخل في أي مفاوضات تكون محسومة مسبقاً». وتابع «بالنسبة إلي، فإن السوريين لا يأتون وأيديهم نظيفة إلى المفاوضات». وأوضح أن «السوريين يحرضون على الحرب عندما يؤيّدون حماس وحزب الله، وعليهم أن يتوقفوا عن العمل ضدنا في كل جبهة ممكنة قبل المفاوضات».