أطلق وزراء خارجية دول عدم الانحياز، أمس، الاجتماعات التحضيرية للقمة في شرم الشيخ، وسط أجواء إيجابية أرساها اللقاء الذي جمع وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط ونظيره الإيراني منوشهر متكي
القاهرة ــ الأخبار
بدأت أمس اجتماعات وزراء خارجية دول حركة عدم الانحياز في منتجع شرم الشيخ المصري، على أن تتواصل اليوم للإعداد لاجتماعات القمة الخامسة عشرة لزعماء الحركة التي تعقد يومي الأربعاء والخميس المقبلين، بمشاركة قادة وممثّلي 118 دولة عضواً و16 دولة تتمتع بصفة العضو المراقب والعديد من المنظمات الدولية والإقليمية.
ويناقش وزراء الخارجية في اجتماعاتهم الوثيقة الختامية التي ستصدر عن القمة، وتتناول كل القضايا السياسية والاقتصادية والاجتماعاية الدولية، بينها «إصلاح الأمم المتحدة ومكافحة الإرهاب».
وبدأت الجلسة الافتتاحية بكلمة وزير خارجية كوبا، إدواردو بارييلا، الذي ترأس بلاده الدورة الرابعة عشرة لقمة عدم الانحياز. وعرض في كلمته الخطوات التي قامت بها بلاده والحركة خلال السنوات الثلاث الماضية.
ثم تسلّم وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط رئاسة اجتماع وزراء خارجية الحركة، وألقى كلمة أكد فيها أن المبادئ الأساسية التي قامت عليها حركة عدم الانحياز هي «مبادئ صالحة الآن، كما كانت صالحة وقت تأسيس الحركة». وأوضح أن اختيار مصر لعنوان «التضامن الدولي من أجل السلام والتنمية» شعاراً لقمة شرم الشيخ قد جاء «إيماناً منّا بأنه في غياب التضامن لن يكون هناك سلام ولا تنمية ولا استقرار في ربوع العالم».
وقال أبو الغيط إن بلاده «تتعهد بالعمل» خلال فترة رئاستها للحركة «على إعادة الثقة بالنظام الدولي المتعدد الأطراف الذي تمثّله الأمم المتحدة، وخصوصاً الجمعية العامة». وأشار أبو الغيط، في تصريحات للصحافيين على هامش الاجتماعات، إلى أنه ستصدر عن القمة وثيقتان إضافيتان؛ الأولى أطلق عليها «خطة عمل شرم الشيخ» تتضمن الخطوات التنفيذية لتحقيق أهداف حركة عدم الانحياز خلال فترة رئاسة مصر. وأما الثانية فستصدر تحت عنوان «إعلان شرم الشيخ»، وتتناول «تداعيات الأزمة المالية والاقتصادية التي يمر بها العالم وكيفية تجاوز آثارها».
وكان لافتاً للانتباه، أمس، الحديث الودّي الذي تبادله أبو الغيط مع نظيره الإيراني منوشهر متكي قبل بدء الاجتماع الوزاري. ورحّب أبو الغيط بمتكي الذي يرأس وفد بلاده في الاجتماع الوزاري، وتمنّى له إقامة طيبة في مصر خلال فعاليات القمة. وانضم إليهما بعد ذلك رئيس الوفد السوري، نائب وزير الخارجية، فيصل المقداد، وتبادلوا الحديث لفترة قصيرة.
وفي وقتٍ لاحق، ذكرت وكالة أنباء الشرق الأوسط المصرية الرسمية أن أبو الغيط عقد اجتماعاً مع متكي، من دون أن تشير إلى فحوى المباحثات.
وفي تفسيره لمغزى هذا الحديث الودّي، أكد المتحدث باسم وزارة الخارجية المصرية، حسام زكي، أن المؤتمرات الدولية، عموماً، تسودها دائماً الروح الإيجابية، مشيراً إلى أن «هذا النوع من اللقاءات موجود وقائم، والعلاقة بين الوزيرين هي علاقة شخصية وإنسانية طيبة ولا ترتبط بالضرورة بوجود خلافات سياسية أو اختلافات في وجهات النظر». وأوضح زكي أن «العلاقات بين البلدين هي علاقات قديمة، وقد شهدت هذه العلاقات في الفترة الأخيرة الكثير من التجاذبات والتوتر». وأشار إلى أن «الأنظار تتجه إلى هذه العلاقة مرة أخرى، وأن هناك آمالاً معقودة لدى كل من يتمنى الاستقرار للمنطقة»، مؤكداً أن مصر لديها وجهة نظر واضحة أوضحتها لإيران في ما يتعلق بأفعالها في المنطقة وكيفية التعامل مع هذه الأمور. وكرر قوله إنه «لا داعي لتأويل الأمور أكثر مما تحتمل أو أن نبالغ ونهوّل في حجم الخلاف، ونصفه بأوصاف ليست موجودة».
إلى ذلك، رأت مصادر مصرية وعربية أن تحسّن الأجواء نوعياً بين القاهرة وطهران جاء نوعاً من التقدير المصري للتظاهرات الحاشدة التي شهدتها طهران ضد ألمانيا بسبب قضية «شهيدة الحجاب».