بدأ الحراك المعارض للبناء في المستوطنات يتبلور داخل إسرائيل بهدف تحريض الجمهور للضغط على حكومة بنيامين نتنياهو لتلبية مطالب الإدارة الأميركية بتجميد البناء الاستيطاني
علي حيدر
أعلنت حركة «السلام الآن» حملة إعلامية تحمل عنوان «الاستيطان مشكلتك وليس مشكلة (الرئيس الأميركي باراك) أوباما أو العالم»، تهدف إلى توجيه رسالة مفادها أنه «ليس كل الجمهور في إسرائيل يدعم الاستيطان»، وإلى تحريك هذا الجمهور «الذي نسي أنّ تجميد الاستيطان يخدم في الأساس المصلحة الإسرائيلية».
وعقد سكرتير الحركة ياريف أوبنهايمر، أمس، مؤتمراً صحافياً في القدس المحتلة، كشف فيه عن أن الحكومات الإسرائيلية «رصدت أكثر من 25 مليار دولار في المستوطنات طيلة السنوات الماضية، وأن الحكومة الحالية التي يرأسها بنيامين نتنياهو تواصل النهج نفسه، ورصدت من ضمن الموازنة العامة موازنة للمستوطنات». وأعلن أوبنهايمر أن حركته «تخطط لتنظيم تظاهرات داخل الخط الأخضر بداية، على أن تليها تظاهرات أخرى في المستوطنات والبؤر الاستيطانية تطالب بوقف المشروع الاستيطاني». وأشار إلى أن «هناك محاولة تهدف إلى الإيحاء بأن دولة بأكملها تقف وراء المشروع الاستيطاني وتوسيعه، وأن هذا الأمر غير صحيح، وأن حركته ستركز على إبراز حجم الأعباء السياسية والأمنية والاقتصادية للاستيطان على إسرائيل».
ويبدو أن حركة السلام الآن تريد استغلال التهديد الديموغرافي، من ناحية سياسية، بهدف التسويق لحل الدولتين وتقديم المستوطنات على أنها تمثّل عقبة أمام هذا الحل، ولذلك ينبغي تجميدها. ومن أجل ذلك، أوضحت الحركة أنه حتى نهاية عام 2008، فإن نسبة اليهود في المنطقة الواقعة بين نهر الأردن والبحر الأبيض المتوسط هي 52 في المئة والفلسطينيين 48 في المئة. وأضافت الحركة أنه وفقاً لوتيرة النمو الطبيعي، ستبلغ نسبة الفلسطينيين 51.5 في المئة واليهود 48.5 في المئة، «ما يعني نهاية الدولة اليهودية».
وأضاف أوبنهايمر «من الناحية الأمنية، ثمة حاجة إلى إخلاء 100 بؤرة استيطانية يسكنها أربعة آلاف مستوطن، يحمي الجيش منها 36 ويرصد لهذه الغاية 700 جندي كل أسبوع». وفي السياق، ذكرت صحيفة «هآرتس» أن «أفضل الأدمغة اليهودية في أميركا تجد صعوبة في إيجاد الصيغة السحرية التي ترسخ المستوطنات في قلوب أنصار إسرائيل فضلاً عن منتقديها». وأضافت أنه «من أجل تعزيز الموقف الإسرائيلي في الولايات المتحدة، تقوم منظمة يهودية أميركية، تنشط بتوجيهات من الحكومة الإسرائيلية وتمثّل رأس حربة الإعلام الإسرائيلي في الولايات المتحدة وتحمل اسم المشروع الإسرائيلي، باعتماد سياسة إعلامية تهدف إلى تبرير المستوطنات». ووزعت هذه المنظمة وثيقة تناولت قضايا متعددة، أشارت فيها إلى أن «الجمهور اليهودي يرتدع عن المقولات الدينية. كما تعترف المنظمة بأن الرأي العام، بما في ذلك مؤيّدو إسرائيل، يتحفّظون على المستوطنات». وأوضحت الصحيفة أن «الورقة الأساسية في هذه السياسة الإعلامية ترتكز على استخدام مصطلح «التطهير العرقي»، عبر الشكوى من الحديث عن مناطق نظيفة من اليهود».