يحتل القيادي في «فتح» محمد دحلان مجدداً عنوان الخلاف بين حركته و«حماس»، وذلك على خلفية الانفجار الذي وقع في حفل زفاف أحد أقاربه في غزة، ما دفعه إلى تحميل مسؤولية التفجير للحركة الإسلامية، التي تبرّأت منه غزة ــ قيس صفدي
ليل أول من أمس، كانت غزة تشهد حفل زفاف لقريب من عائلة القيادي في «فتح» محمد دحلان، سرعان ما تحول إلى لملمة الحاضرين بعضهم لبعض، بعد انفجار عبوة ناسفة أدت إلى جرح نحو 61 شخصاً. حادثة فتحت الباب أمام تعميق الجرح بين «فتح» و«حماس»، بعد تحميل دحلان الحركة الإسلامية مسؤولية التفجير. في المقابل، سارعت الأخيرة إلى رمي التهمة على السلفيين.
وأعلن المتحدث باسم وزارة الداخلية في الحكومة المقالة إيهاب الغصين أن «جهاز الأمن الداخلي أوقف ثلاثة مواطنين متورطين في الانفجار الذي استهدف حفل زفاف الناشط في فتح محمود دحلان، في منطقة جورة العقاد في مدينة خان يونس». وقال مصدر موثوق، لـ«الأخبار»، إن المعتقلين الثلاثة «يتبعون جماعة سلفية متشددة في غزة، تؤمن بنهج الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بطرق عنيفة». وأوضح المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان أنه استناداً إلى إفادات ضحايا وشهود عيان، وقع «انفجار قوي أسفل منصة حفل الزفاف جراء انفجار عبوة محلية الصنع، بينما كانت إحدى الفرق الغنائية الشعبية تحيي الحفل». وأضاف أن «الشرطة عثرت على عبوة أخرى لم تنفجر كانت مزروعة أيضاً أسفل المنصة».
وقال سكان في المدينة إن قوات كبيرة من الأجهزة الأمنية «حاصرت عقب الانفجار شقة في برج شعث تحصّن فيها عناصر من جماعة جند أنصار الله، يعتقد أنهم اشتركوا في التفجير». وأضافوا أن «المتحصنين يرفضون الاستسلام لقوات الأمن، ما اضطرّهم إلى الاستعانة بذويهم وأصحابهم لإقناعهم بالاستسلام. إلا أنهم رفضوا وهددوا بتفجير أنفسهم بأحزمة ناسفة، ما دفع قوات الأمن إلى إخلاء البرج من السكان، وقطع الماء والكهرباء عنه».
من جهتها، دانت «جماعة جند أنصار الله في أكناف بيت المقدس» في بيان حصار الشقة، وقالت إن «حماس تعلم أن هذا المكان تابع لجماعة جند أنصار الله، وأن من بداخله لا علاقة لهم بأيّ من التهم الملفقة لهم». وشددت على امتلاكها «ما يثبت اعتقال الفاعلين الحقيقيين للتفجير، ومع ذلك تصرّ حماس على حصار الإخوة واعتقالهم». وهددت بالرد بعنف على «حماس في حال المساس بأي من عناصرها المحاصرين».
وكانت «حماس» قد استنكرت التفجير ووصفته بـ«الإجرامي والتخريبي»، مطالبة الحكومة في غزة «بملاحقة الفاعلين وردهم إلى جادة الصواب والعمل على تثبيت الأمن والاستقرار والسلم المجتمعي».
في المقابل، ‏اتهم محمد دحلان أعضاء «حماس بزرع القنبلة قرب مسرح الحفل»، قائلاً «إنهم بعد الانفجار، ألقوا متفجرات أخرى على الحفل وأطلقوا الرصاص».
‏في هذا الوقت، أبدى رئيس الوزراء في الحكومة المقالة، إسماعيل هنية، استعداده وجميع وزراء حكومته «للتخلي عن مواقعهم ومناصبهم من أجل استعادة وحدة الشعب الفلسطيني، على أن لا تكون خاضعة للشروط الأميركية والصهيونية». وأكد خلال احتفال تكريم متفوقي الثانوية العامة وشهدائها في غزة، «مستعد أنا كرئيس للوزراء وجميع الوزراء العاملين في الحكومة، أن نتخلى عن كراسينا ومقاعدنا، لكن لن نتخلى عن ثوابتنا».
ولفت هنية إلى أن «منهجية وفد فتح في مباحثات القاهرة لا تساعد على التوصل إلى اتفاق مصالحة ينهي الانقسام الفلسطيني». ودلل على «حرص حكومته على إنجاز المصالحة بتوحيد امتحانات الثانوية العامة وتوحيد إعلان النتائج».