نتنياهو يجدّد شروطه لـ«الدولة الفلسطينية»... والإدارة الأميركية «خائبة» من الإسرائيليين والعربمحمد بدير
كشفت صحيفة «يديعوت أحرونوت»، أمس، عن أن الإدارة الأميركية تميل إلى العمل في الشرق الأوسط في ثلاث قنوات بالتوازي: القناة السورية ـــــ الإسرائيلية، والقناة الفلسطينية ـــــ الإسرائيلية والقناة اللبنانية ـــــ الإسرائيلية.
ونسبت «يديعوت» هذه المعلومات إلى مصادر سياسية رفيعة المستوى في إسرائيل، مشيرة إلى أن إحدى القنوات التي يرغب الأميركيون في العمل فيها هي القناة اللبنانية ـــــ الإسرائيلية. وبتقدير هؤلاء المسؤولين «في هذه القناة يمكن الوصول إلى اتفاق بسرعة، ذلك أنه بين الدولتين لا خلاف حقيقياً، بل توجد فقط خلافات طفيفة بالنسبة إلى الحدود في مزارع شبعا وفي قرية الغجر».
وتقول «يديعوت» إنه «استناداً إلى معلومات وصلت إلى إسرائيل، يتضح أن الأميركيين يخططون لتدشين المسيرة السياسية من خلال مؤتمر دولي لم يتفق على صيغته بعد. وهم ينظرون في إمكان الدعوة إلى هذا المؤتمر قادة الدول العربية، وربما قادة الدول الإسلامية». وتضيف أن «الأميركيين يضغطون على الدول العربية المعتدلة للقيام ببادرات طيبة تجاه إسرائيل في مجال التطبيع لإبداء إسرائيل المرونة في مسألة المستوطنات».
وأشارت «يديعوت» إلى أن «الأميركيين خائبو الأمل ليس فقط من العرب، بل من إسرائيل أيضاً». وأضافت أن «الأميركيين غاضبون على نحو خاص من نتنياهو، الذي برأيهم قام بمناورة غير نزيهة تجاههم، حين سرّب تفاصيل اتصالات غير علنية بين الدولتين بالنسبة إلى فندق شيبرد في القدس. وبرأيهم، هدف المناورة كان تشجيع يهود الولايات المتحدة على الضغط على إدارة (باراك) أوباما. وعلى هذا، قالت مصادر سياسية رفيعة المستوى في إسرائيل إن انتقام الأميركيين رداً على هذه المناورة سيأتي حتماً».
في هذه الأثناء، برز رفض أميركي لفكرة مناقشة ممارسة الضغوط على إسرائيل. وقال الناطق باسم البيت الأبيض، روبرت وود، إنّ من السابق لأوانه مناقشة ممارسة ضغوط دولية على إسرائيل من لتجميد أعمال البناء في المستوطنات. وأضاف أن الولايات المتحدة تحاول تهيئة الأجواء لتجديد المفاوضات. وأشار إلى أن المبعوث الأميركي الخاص إلى الشرق الأوسط جورج ميتشيل، الذي سيصل المنطقة قريباً، يعمل بجهد لتجديد المفاوضات. كذلك أشار إلى أنه «لا أحد يطلب من إسرائيل العمل خلافاً لمصالحها الأمنية والقومية، بل تطالب الإدارة الأميركية الطرفين بتنفيذ التزاماتهما بموجب خريطة الطريق».
بدوره صرح نتنياهو، في بيان سياسي أدلى به أمام الكنيست الذي عقد جلسة بناءً على طلب المعارضة لمناقشة سياسة الحكومة، بأن سياسة حكومته «تؤكد عدم قبول إسرائيل بتعرض أراضيها لإطلاق ولو صاروخاً أو قذيفة صاروخية واحدة، إذ إنها سترد على أي عمل من هذا القبيل من دون استثناء». كذلك أدعى أن حكومته تعمل على «تسهيل حركة الفلسطينيين في الضفة الغربية قدر الإمكان، وأُزيلت حواجز ونقاط تفتيش مختلفة، ما يؤثر إيجابياً على الاقتصاد الفلسطيني».
ليفني: نتنياهو لا يسعى إلى التوصل إلى تسوية سياسية، بل هو مشغول في البقاء السياسي

كذلك كرر نتنياهو المبادئ التي حددها في سياق خطابه في جامعة بار إيلان قبل بضعة أسابيع، وفي مقدمتها «ضرورة اعتراف الفلسطينيين بإسرائيل دولة الشعب اليهودي، واستيعاب اللاجئين الفلسطينيين خارج حدود إسرائيل، وإعلان انتهاء النزاع، وجعل الدولة الفلسطينية منزوعة السلاح، وحصول إسرائيل على ضمانات دولية لأمنها».
وعلى صعيد آخر، أكد نتنياهو أن حكومته «تسعى إلى تأليف جبهة دولية تعمل على تشديد العقوبات المفروضة على إيران، وذلك من منطلق الحفاظ على مصالح دولة إسرائيل الأمنية العليا».
وتعقيباً على زيارة رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان واجتماعه في دمشق مع الرئيس السوري بشار الأسد، قال المستشار الإعلامي لنتنياهو إن الأخير «ما زال يكرر موقفه المؤيد لاستئناف المفاوضات مع سوريا، من دون شروط مسبقة». وأضاف أن «رئيس الحكومة يرى أنّ قناة التفاوض مع سوريا بوساطة تركية، مشروعة».
وفي كلمتها أمام الكنيست، اتهمت زعيمة المعارضة تسيبي ليفني، الحكومة ورئيسها نتنياهو، بتعريض مصالح إسرائيل الهامة للخطر. وقالت إن الحكومة «فشلت في مختلف المجالات». ورأت أن «نتنياهو لا يسعى إلى التوصل إلى تسوية سياسية، رغم أن الشعب يريد السلام، بل هو مشغول في البقاء السياسي والتخويف».
وأضافت ليفني أن «الحدود المستقبلية بين إسرائيل والأراضي الفلسطينية ستتقرر بموجب اتفاق»، مؤكدة أن إسرائيل بحاجة إلى مثل هذه الحدود. وقالت إن «الشعب الإسرائيلي يتطلع لأن تكون له قيادة شجاعة تستطيع اتخاذ هذه القرارات».
وحملت ليفني أيضاً على نتنياهو بسبب سياسته إزاء قضية القدس، وقالت إنه «لو كان يريد حقاً الحفاظ على القدس لكان يعمل على ضمان دعم الولايات المتحدة لهذا الأمر».