خاص بالموقعجزم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أمس، بأن «الجدار العازل الذي بنته إسرائيل في الضفة الغربية سيبقى على حاله، ولن يُفَكَّك». وقال، في بيان سياسي أمام الهيئة العامة للكنيست: «إنني أسمع اليوم أصواتاً تقول إنه بسبب الهدوء، بالإمكان إزالة الجدار. لكن الأمر على عكس ذلك يا أصدقائي؛ فالهدوء موجود بسبب الجدار، وهذا طبعاً إضافة إلى نشاط الجيش الإسرائيلي. وعليّ أن أضيف أيضاً بحذر أن ثمة تحسّناً في أداء أجهزة الأمن الفلسطينية، ونحن نرحب بذلك».
وأوضح أنه «عندما نوقّع اتفاق سلام مع الفلسطينيين، لن تكون هناك مطالب أخرى من دولة إسرائيل، لا بدخول لاجئين ولا المطالبة بأقاليم في دولة إسرائيل، لكن سيمثّل ذلك نهاية الصراع ونهاية المطالب».
وتابع نتنياهو قائلاً: «نحن لا نريد تكرار أخطاء غزة ومآسيها، ولا نريد أن تقوم حماستان أو حزب اللهستان. والأمر الأساسي، بالإضافة إلى مسألتي الشرعية والاعتراف (بإسرائيل دولة يهودية)، هو منطقة منزوعة السلاح». وقال إن «نزع السلاح الذي نريده هو أن يكون فعالاً، لا على الورق».
وفي حديثه عن الملف الإيراني، جدّد التشديد على أنّ «مشكلتنا الأساسية هي الخطر الذي تمثّله إيران على المنطقة والسلام». وأوضح أنه «خلال ولاية الحكومة، حدث أمر كبير ينطوي على أهمية بعيدة الأمد، هو الكشف عن وجه النظام في إيران، وهو نظام وحشي يقمع الشعب. فهذا الشعب (الإيراني) يريد التحرر من عبء الاستبداد، وإذا تحرّر فستتحرّر طاقات كثيرة للتطوير».
وفيما أعرب «بيبي» عن سعادته بأنه «لا تكاد تكون هناك أي جهة تدعم هذا النظام في المجتمع الدولي»، عاد وذكّر بأنّه كان هناك «خارجون عن القاعدة، وهم سوريا وحماس وحزب الله الذين امتدحوا وشجعوا ودعموا إيران، وفي أحد الأيام سأتمكن من القول ما الذي فعلوه خلال القمع».
وأثارت مواقف رئيس الوزراء الإسرائيلي معارضة شديدة من جانب الأعضاء العرب في الكنيست، فقاطعوا خطاب نتنياهو، وأمر رئيس الكنيست الحرس بإخراج النائب الشيوعي محمد بركة من القاعة.
وأيّد 51 عضو كنيست البيان السياسي لنتنياهو، وعارضه 39 آخرين، فيما لم يشارك وزراء حزب العمل في التصويت.
في المقابل، هاجمت رئيسة المعارضة تسيبي ليفني رئيس حكومتها، مشيرة إلى أنّ «هذا الكنيست صدّق على تأليف حكومة مبذِّرة، لكن في الواقع لا توجد حكومة في القدس في أي مجال لأنه منذ تأليف الحكومة، رئيسها مشغول بصراع البقاء السياسي».
وانتقدت ليفني سنّ القوانين التي بادرت إليها الحكومة «التي تحتقر كل قيمة نؤمن بها، وقد سُنّ قانون لكل عضو كنيست». وفي ما يتعلق بالأزمة الاقتصادية، قالت لنتنياهو: «يدنا ممدودة، لكننا رأينا يداً تدفع المال».
واتهمت نتنياهو بأنه «يسعى إلى الامتناع عن التوصل إلى اتفاق سياسي مع الفلسطينيين»، مخاطبة إياه بالقول: «لا توجه إصبع الاتهام إلى حلفائك، ولا تشرح بالإنكليزية والفرنسية في الغرف المغلقة مثلما تفعل أن الأمر ليس متعلقاً بك وتقول إن شركائي هم المتطرفون، وكأنه لست أنت من اختار هذا التحالف».
وأضافت: «كما يُقال في الجيش، لا شيء اسمه لا أستطيع، بل هناك شيء اسمه لا أريد، وأنت لا تريد، والإجماع عندك يتمحور دائماً حول الخوف».
وختمت ليفني خطابها الموجه إلى نتنياهو قائلة: «أنت جيد في التسويق بالعبرية، لكن هذا لا ينجح باللغات الأخرى»، في إشارة إلى أن العالم لا يوافق على سياسته.

(يو بي آي)