البلدية تحمّل المؤسسات السياحية مسؤولية عرقلة الأشغال!
رشا أبو زكي
لا تزال ورشة الحفريات في إطار مشروع إنشاء تمديدات الصرف الصحي ومجاري نبع المضيق الذي يؤمن المياه لقرى كسروان ـــــ الفتوح، والمموّل بقرض ياباني ينتهي مع نهاية العام الجاري، جارية على قدم وساق على طريق جونية ـــــ المعاملتين، وذلك على الرغم من الأزمة التي تعكسها الحفريات الممتدة إلى جانب المؤسسات السياحية على عمل هذه المؤسسات خلال ذروة الموسم السياحي، أما الجديد فهو أن أصحاب المؤسسات لا يزالون مستمرين بموقفهم في المطالبة بتأجيل المشروع إلى 20 آب المقبل، وتصرّ على محاسبة «كل من يظهره التحقيق» في ما يتعلق «بالإهمال والتقصير والتأخير الكبير في استكمال المشروع في موعده المحدد، وإلحاق الضرر بعدد كبير من المؤسسات السياحية» ... أما البلدية، فقد رمت كرة تحمّل مسؤولية وقف مشروع تمديدات الصرف الصحي ومجاري نبع المضيق إلى المؤسسات السياحية، معتبرة أن المشروع لا يلحق الضرر بهذه المؤسسات!
وأشار المدير العام لفندق أكواريوم، شديد كنعان، إلى أنه لا يتحمّل مسؤولية المشروع سوى القيّمين عليه، مشدداً على أن مجلس الإنماء والإعمار هو المسؤول عن التأخير الحاصل، وهو المسؤول عن الأخطاء التي وردت في الخرائط، فيما تتحمل بلدية جونية مسؤولية كذلك، فهي التي يجب أن تشرف على المشروع وتراقب كيفية تنفيذه، وقال «لن ندفع ثمن أخطاء رئيس البلدية، وإن كان رئيس البلدية يرى أن مجلس الإنماء والإعمار قد ارتكبت أخطاء، فكيف وافق هو عليها؟». وأضاف «ألا يعلم المجلس أن هذه الأشغال لا يجب أن تنفذ في هذا التوقيت في منطقة سياحية؟ وكيف، ولماذا اتخذ قرار تأجيل الاستمرار بالمشروع من الربيع إلى موسم الاصطياف؟». وأشار إلى أن المجلس والبلدية «يخربون بيوت الناس ليخلصوا حالن، وهم يرتكبون جريمة، ويجب أن يدفعوا الثمن، ويجب أن يفتح تحقيق، وأن تتم محاسبتهم حتى لو اتخذ قرار بتأجيل الأشغال إلى آب». وأضاف «إنها حرب إلغاء وتدجين وتهريب للمستثمرين، وليس دائماً يفوز القوي على الضعيف». مشدداً على أن جميع الملفات قد تم إعدادها استعداداً لرفع دعوى قضائية».
أما رئيس بلدية جونية، جوان حبيش، فأوضح أن مدة المشروع تنتهي في فترة أقصاها نهاية العام الجاري، ومجلس الإنماء والإعمار ملزم بإنهائه قبل هذه الفترة، وخصوصاً أنه لا يمكن استكمال المشروع في فصل الشتاء، وحمّل مجلس الإنماء والإعمار مسؤولية التأخير أو المتابعة بالمشروع وفق الصيغة التي يتم العمل بها منذ شهرين إلى الآن، أي العمل أول 4 أيام في الأسبوع، والتزفيت يوم الجمعة ووقف العمل يومي السبت والأحد. وقال إن المشروع شارف على الانتهاء، بحيث لم يبق سوى 20% من الأعمال، أما المؤسسات السياحية التي تدعو إلى تأجيل الأعمال، فهي تتحمل مسؤولية تداعيات هذا الموقف على السير بإعمار المشروع الحيوي للمنطقة، معتبراً أن المشروع لا يضرّ المؤسسات إلا من ناحية الإزعاج.
وفي هذا الإطار، عقد النائبان نعمة الله أبي نصر ويوسف خليل اجتماعاً مع قائمقام كسروان ـــــ الفتوح في سرايا جونية في حضور رئيس بلدية جونية جوان حبيش، وتقرر وفق أبي نصر «أن يستمر المتعهد بالأعمال في الأيام الأربعة الأولى من كل أسبوع، على أن يتوقف أيام الجمعة والسبت والأحد مع تأهيل الطريق لحركة السير إفساحاً في المجال للموسم الاصطيافي» وهذا ما رآه كنعان «قراراً غريباً، إذ إن القانون يحدد عمل المتعهدين بـ 4 أيام، وبالتالي فإن هذا القرار لم يقدم أي جديد».