لم يمر سوى يوم واحد على تنسيق أنقرة ودمشق حيال احتمال استئناف المفاوضات الإسرائيلية السورية غير المباشرة، حتى أعلن أن المبعوث الأميركي إلى الشرق الأوسط جورج ميتشل سيحطّ في سوريا اليوم، وسط تصعيد تل أبيب لشروط العودة إلى المفاوضات
أعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية، فيليب كراولي، أمس، أن الموفد الأميركي إلى الشرق الأوسط، جورج ميتشل، سيزور سوريا اليوم لبحث آفاق عملية السلام مع إسرائيل. وقال كراولي، في تصريح صحافي، إن ميتشل موجود في أبو ظبي، أول محطة في جولته الجديدة في المنطقة، مضيفاً: «سيكون غداً (اليوم) في دمشق». وأضاف: «سيصل إلى إسرائيل الأحد لإجراء مباحثات مع المسؤولين الإسرائيليين والفلسطينيين»، ملمّحاً إلى أن ميتشل سيمضي ليلتين في سوريا.
وكان مصدر دبلوماسي عربي في دمشق كشف أمس، أن فريدريك هوف، المكلّف بالملف السوري في فريق جورج ميتشل، موجود منذ أيام في دمشق، وينتظر وصول المبعوث الرئاسي الأميركي اليوم، في زيارة إلى عاصمة الأمويين هي الثانية له خلال شهر واحد.
وأوضح أن هوف «شارك الأربعاء في احتفال في منزل السفير التركي في ضاحية يعفور قرب دمشق، لمناسبة انتهاء مهمته سفيراً لبلده في سوريا».
يُذكَر أنّ هوف زار دمشق في منتصف الشهر الجاري، حين أكّد خلال مباحثاته مع وزير الخارجية وليد المعلم «سعي الولايات المتحدة للعمل من أجل تحقيق السلام الشامل في المنطقة وعزمها على القيام بدورها الفاعل والمتوازن من أجل استئناف المفاوضات على جميع المسارات». وفي حينها، لفت الدبلوماسي الأميركي إلى أن الإدارة الأميركية «ترغب في تأسيس علاقات على قاعدة المصالح المتبادلة بين واشنطن ودمشق».
وعلى صعيد احتمال استئناف المفاوضات الإسرائيلية ـــــ السورية، اشترط النائب الأول لرئيس الوزراء الإسرائيلي، وزير التطوير الإقليمي سيلفان شالوم، أن تفكّ سوريا حلفها مع إيران وحزب الله و«حماس» قبل استئناف تل أبيب مفاوضاتها معها.
وقال شالوم، خلال لقاء مع مراسلي وسائل الإعلام الأجنبية في الدولة العبرية، إنه «من أجل دفع حوار حقيقي مع سوريا، عليها وقف علاقاتها مع إيران والمنظمات الإرهابية، وإذا فعلت ذلك فسيسرّنا العودة إلى طاولة المفاوضات». وأشار إلى أن دولة الاحتلال «تحترم قرار إدارة (الرئيس الأميركي باراك) أوباما إجراء حوار مع سوريا وإيران»، لكنه حذّر من أنّ «أي محاولة للحوار مع إيران هي إهدار للوقت»، جازماً بأن «إسرائيل لا يمكنها العيش مع إيران نووية».
وتأتي مواقف شالوم غداة إعراب رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان، في مدينة حلب، عن استعداد بلاده لاستئناف وساطتها غير المباشرة بين إسرائيل وسوريا.
وفي سياق تشدّد حكام الدولة العبرية إزاء دمشق، عبّر مسؤول في جهاز الأمن الإسرائيلي عن تخوّفه من حصول سوريا على أسلحة متطورة من روسيا التي تعتزم زيادة حضور أسطولها في البحر المتوسط، الذي ترسو سفنه في ميناء طرطوس السوري.
ونقلت صحيفة «معاريف» عن هذا المسؤول قوله إن «التخوّف الأساسي هو أن تسلّم روسيا منظومات أسلحة متطورة إلى سوريا، فيكسرون بذلك التوازن في الشرق الأوسط، وهذا الأمر لا يقلق إسرائيل فقط، بل مصر والأردن أيضاً». وأضاف أنه «ليس سرّاً أن هناك صحوة في ما يتعلق بالموضوع البحري في الشرق الأوسط، والروس يدركون جيداً أن العودة إلى المتوسط ستمنحهم قوة، والسوريون يساعدونهم على ذلك من أجل الحصول على دعم روسي في المستقبل وسلاح متطور ومحو ديون الماضي».
وكشف المسؤول نفسه أن إيران مهتمة بشراء غواصات روسية جديدة، «لأن الإيرانيين يتحسّبون لضربة استراتيجية» ضدهم.
(يو بي آي، أ ف ب)