أدّت المواجهات المتجددة في جنوب اليمن، أمس، إلى مصرع 16 شخصاً على الأقل وإصابة عشرات آخرين خلال تظاهرة في جنوب اليمن. وقال مسعفون وشهود عيان إن «المئات من قوات الأمن فتحت النار بالذخيرة الحية على نحو 5000 متظاهر لتفريقهم». وروى شاهد عيان أن «الوحدات الخاصة الحكومية بملابس مدنية والميليشيا المعروفة باسم أنصار الوحدة استخدمت الهراوات لضرب المتظاهرين في انتظار شاحنات الشرطة». وبحسب مصدر قريب من قيادة «الحراك الجنوبي» المطالب بالانفصال، فإن «16 شخصاً قتلوا في المواجهات، بينهم ستة من قوى الأمن، كذلك أصيب ثلاثون بجروح، بينهم عشرة من قوى الأمن».ووقعت المواجهات بين الطرفين وتصاعدت بعدما استهدفت القوات الحكومية بقذيفة منزل الشيخ طارق الفضلي، أحد المنشقين عن النظام اليمني، الذي دعا أنصاره إلى تسيير تظاهرة تدعو إلى انفصال جنوب اليمن عن شماله. وتقول معلومات إن الفضلي أصيب في هذه المعركة.
وكانت السلطات اليمنية قد منعت العديد من الوفود القادمة من خارج محافظة أبين من الوصول إلى مقر إقامة الفضلي، إلا أن تلك المحاولات لم تتمكن من السيطرة التامة على تسلل الكثير من أتباعه إلى حيث انطلقت التظاهرة.

الجنوبيون يتّهمون الأمن بإطلاق الرصاص على المتظاهرين وصنعاء تعلن استهداف مركز للشرطة
وبحسب مسؤول محلي تحدث لوكالة «فرانس برس»، فإن مسلحين مؤيدين للفضلي أطلقوا النار في اتجاه مركز الشرطة ومبانٍ حكومية أخرى. وردت القوات الحكومية بالرصاص الحي بهدف تفريق المتظاهرين. وبحسب الشهود، فإن الجيش أطلق قذيفة أصابت منزل الفضلي في زنجبار مباشرة، ما أدى إلى تصاعد الاشتباكات بين الطرفين.
ومن جهتها، ذكرت وكالة «عدن برس» الناطقة باسم الجنوبيين أن «المدينة تحولت إلى ساحة معارك غير متكافئة وإطلاق نار عشوائي تقوم به قوات الأمن اليمنية المدعومة بوحدات خاصة من الجيش، وذلك عقب قيام هذه الوحدات بفرض طوق أمني على الساحة التي أقيم فيها المهرجان الجماهيري، وفشلها في منع أبناء الجنوب من مختلف المحافظات من الوصول إلى ساحة المهرجان».
وأضافت الوكالة أنه «بعيد الانتهاء من المهرجان، بادرت بإطلاق النار عشوائياً على جموع كانت في الساحة وأردت العشرات ما بين قتيل وجريح، وحاولت بعد ذلك الهجوم على منزل الفضلي في محاولة منها في ما يبدو لاعتقاله، إلا أن هذا الهجوم باء بالفشل».
ونقلت وكالة «عدن برس» عن مصادر وصفتها بأنها «مطّلعة»، إشارتها إلى أن اشتباكات بالأسلحة سمعت في أطراف المدينة وفي أماكن بعيدة عن ساحة المهرجان، فيما لم يتضح أطرافها.
بدورها، نقلت وكالة «شبكة خليج عدن» عن مصادر قولها إن السلطات قطعت كل الاتصالات عن مدينة زنجبار، وفصلتها عن العالم بهدف التعتيم الإعلامي. وأضافت «أن المدينة لا تزال تعيش حالة حرب حقيقية حيث تنتشر الآليات المسلحة في كل مناطق المدينة وتسمع في أماكن متفرقة أصوات اشتباكات متقطعة».
(الأخبار، يو بي آي، أ ب، أ ف ب)