رغم حملة الضغط الأميركية على الدولة العبرية لوقف الاستيطان بأشكاله كلها، إلا أن الحكومة الإسرائيلية تبدو ماضية بتحدي رغبات واشنطن، مدعومة بـ«بركة» توراتيّة عبّر عنها أمس الحاخام عوفاديا

قررت الحكومة الإسرائيلية، أمس، صرف ما يقارب من ثلث ميزانية المنظمة الصهيونية العالمية، أي 25 مليون شيكل (6.5 ملايين دولار)، للمستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية. ووفقاً للقرار، الذي اتخذته الحكومة في جلستها المنعقدة أمس، فإن هذه الأموال معدّة لتطوير البنى التحتية داخل المستوطنات، وما يتعلق أيضاً بمواضيع أمنية وعمليات بناء وفقاً للمخططات، التي أقرّها وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك بالتوافق مع رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو. وبررت قرارها بضرورة رفع مستوى معيشة المستوطنين بما يتوافق مع مصلحة إسرائيل وأمنها.
وفي السياق، أعلنت منظمتان يمينيتان إسرائيليتان أنهما تنويان إقامة 11 نقطة استيطانية جديدة في الضفة الغربية، خلال اليومين المقبلين. ونقلت الإذاعة الإسرائيلية عن بيان أصدرته

عوفاديا يوسف يهاجم الأميركيين: سيطردهم المسيح
منظمتا «أمناء أرض إسرائيل» و«الشبيبة من أجل أرض إسرائيل» أن إقامة النقاط الاستيطانية ستتم على غرار إقامة 11 تجمعاً سكنياً في النقب في ليلة واحدة قبل أكثر من 63 عاماً.
ورأت المنظمتان أن إقامة التجمعات السكنية الجديدة في «يهودا والسامرة» هي الوحيدة الكفيلة بإعادة دولة إسرائيل إلى ما وصفته بـ«مسار الاستقلال والنموّ والبناء».
وتأتي هذه الأنباء في وقت نسبت فيه صحيفة «هآرتس»، أمس، إلى مصادر إسرائيليّة وأميركيّة قولها إن وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري «كلينتون قدرت، خلال لقاء مع وزراء خارجية أوروبيين الأسبوع الماضي، أن الولايات المتحدة وإسرائيل قريبتان من التوصل إلى تفاهمات جديدة ستوافق تل أبيب في إطارها على تجميد مؤقت لغالبية أعمال البناء في المستوطنات في الضفة الغربية».
ووفق الصحيفة، فقد قالت كلينتون إنه «إذا تم تحقيق تفاهم بخصوص التجميد المؤقت فإن هذه ستكون المرة الأولى التي توافق فيها حكومة إسرائيلية على ذلك». وأضافت أنها تتوقع من الاتحاد الأوروبي أن يعبر عن تقديره وتأييده لإسرائيل في أعقاب تجميد الاستيطان المؤقت.
إلى ذلك، هاجم الزعيم الروحي لحزب «شاس»، العضو في الائتلاف الحكومي، الحاخام عوفاديا يوسف، بشدة الإدارة الأميركية لمطالبتها إسرائيل بتجميد الاستيطان. وقال، في عظته الأسبوعية، «بأيّ حق يقولون لنا: هنا نبني وهنا لا نبني، إننا لسنا عبيداً لديهم». وتوجه إلى المصلّين قائلاً إن اليوم سيأتي «وسيطردهم المسيح» وكذلك سيطرد «الأشرار الموجودين في جبل الهيكل»، في إشارة إلى المسلمين والحرم القدسي.
(الأخبار، يو بي آي، أ ف ب)