بغداد ــ الأخبارأظهرت النتائج الأولية لانتخابات برلمان ورئاسة إقليم كردستان العراق، أول من أمس، أن الأكراد متجهون نحو كسر الثنائيّة الكلاسيكية التي تحكم إقليمهم منذ عام 1991 والقائمة على احتكار حزبي الرئيسين جلال الطالباني ومسعود البرزاني، «الاتحاد الوطني الكردستاني» و«الديموقراطي الكردستاني»، لمعظم مفاصل السلطة.
وكان الحزبان أمام معركة شهدت تصويتاً قياسياً، وصل إلى 80 في المئة، وبدا أنهما ظنّاها أسهل مما كانت عليه فعلاً؛ فقد تحالفا في المحافظات الكردية الثلاث (أربيل والسليمانية ودهوك) ضمن «التحالف الكردستاني» ضدّ 24 حزباً وتنظيماً، ويبدو أنهما لن يحتلا من مقاعد برلمان الإقليم أكثر من 55 من أصل 111، وسط موجة كبيرة من الاعتراضات والاتهامات الموجهة إليهما بالتزوير وخرق القانون، وخصوصاً خلال الدقائق الستين التي شهدت تمديداً للتصويت. أما رئاسة الإقليم، فيُرجَّح أن تبقى محجوزة للبرزاني الذي يُنتخَب للمرة الأولى من قبل الشعب مباشرة.

«التغيير» المعارضة حلّت أولى في السليمانية والبرزاني «لن يفرّط بكركوك قطّ»
وأعلن مصدر مسؤول في قائمة «التغيير»، التي يرأسها القيادي السابق في «الاتحاد الوطني الكردستاني» نوشيروان مصطفى، المنشق عن الطالباني، حصولها على المرتبة الثانية. وقال إن «قائمة التغيير حصلت على 51 في المئة من الأصوات في محافظة السليمانية، (عقر دار الطالباني)، و20 في المئة في أربيل و3 في المئة في دهوك (عقر دار الإسلاميين)، وربما سيكون لنا 30 عضواً في برلمان الإقليم». من جهته، أشار مسؤول مكتب تنظيمات السليمانية للاتحاد الإسلامي الكردستاني، عمر محمد كريم، إلى أن «القائمة الكردستانية» تلي «التغيير» في هذه المحافظة بحصولها على 31 في المئة، ومن ثم قائمة «الإصلاح والخدمات» التي حصلت على 18 في المئة من الأصوات. ورأى أن تمديد الانتخابات لمدة ساعة، «أثّر كثيراً في نتائج الانتخابات، ونعتبرها ساعة سوداء».
وفي وقت لاحق، اعترفت مصادر مسؤولة في «الديموقراطي الكردستاني» بأن «التغيير» تحقّق تقدماً «واضحاً» على «التحالف الكردستاني» في السليمانية، حاصدة ما يقارب 55 في المئة من الأصوات. كذلك أكدت المصادر نفسها أن المرشح الرئاسي كمال ميراودلي يتفوق على البرزاني في السليمانية.
أما قائمة «الخدمات والإصلاح»، التي تضم 4 أحزب إسلامية ويسارية، فأعلنت أنها حصلت على 17 مقعداً، وهو العدد الذي تشغله حالياً، بينها 15 للإسلاميين. وبالتالي، فإن المعارضة ستشغل نحو 45 مقعداً في البرلمان المقبل.
سياسياً، بدا أن القادة الأكراد تعمّدوا تقسيم الأدوار في ما بينهم بما يختص بنمط التعاطي مع حكومة بغداد بعد تأليف حكومة إقليمية جديدة في أربيل. ففيما تعهّد البرزاني، بعدما أدلى بصوته، بأنه «لن يفرط قط بكركوك»، لمّح رئيس حكومة كردستان العراق، نيجيرفان البرزاني، إلى أن الموقف الكردي من الخلافات مع الحكومة المركزية قد يتغير بعد الانتخابات.