حدّد لطهران مهلة شهرين للردّ على عرض الحوار ولوّح بعقوبات إذا فشلت الدبلوماسيّة مهدي السيد
أكد وزير الدفاع الأميركي، روبرت غيتس، أمس، أن ثمة تطابقاً في المواقف الأميركية والإسرائيلية من التهديد النووي الإيراني، مبيناً أن الحوار الذي تنوي واشنطن إجراءه مع طهران سيكون محدوداً زمنياً، كما كرّر التزامه بحماية إسرائيل وضمان تفوقها. مواقف غيتس جاءت خلال زيارة بدأها أمس إلى إسرائيل، حيث عقد لقاءين، الأول مع رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، نوقشت فيه جملة مواضيع تهمّ الدولتين، إضافةً إلى مواضيع إقليمية سياسية، أمنية واستراتيجية؛ والثاني مع وزير الدفاع إيهود باراك، تناول البحث فيه الشأن الإيراني خصوصاً. خلال لقائه مع نتنياهو، الذي احتل الموضوع الإيراني القسم الأكبر منه، قال غيتس إن الولايات المتحدة وإسرائيل «تنظران بعين واحدة إلى التهديد الإيراني». وأوضح أن «سياسة المفاوضات التي ستتّبعها الولايات المتحدة تجاه إيران ستكون محدودة زمنياً».
في المقابل، كرر نتنياهو التأكيد على الجدية الكبيرة التي توليها إسرائيل للطموح النووي الإيراني، وعلى ضرورة العمل بكل الوسائل لمنع إيران من امتلاك القدرة العسكرية النووية. ووصفت محافل في مكتب نتنياهو اللقاء مع غيتس بأنه جرى في «أجواء إيجابية جداً».
وخلال المؤتمر الصحافي المشترك لغيتس وباراك، تعهّد الوزير الأميركي أن تواصل الولايات المتحدة الحفاظ على التفوق العسكري لإسرائيل. وقال «نحن نقدم مساعدات تقنية واقتصادية من أجل تعزيز الدفاع الإسرائيلي المضاد للصواريخ. وستواصل الولايات المتحدة تقديم المساعدات العسكرية إلى إسرائيل».
وتحدّث غيتس عن توافق كبير مع إسرائيل على ما سماه «التداعيات السلبية لموضوع القدرة النووية الإيرانية». كما تحدث عن «مخاطر إيران النووية ليس على استقرار المنطقة وعلى إسرائيل فقط، بل على الولايات المتحدة ودول أخرى أيضاً». وقال إن الإدارة الأميركية تريد رداً إيرانيّاً على اقتراح الولايات المتحدة للحوار قبل انعقاد الجمعية العامة للأمم المتحدة، أي بعد شهرين تقريباً.
وقال غيتس إن «الولايات المتحدة لا تستبعد أي خيار»، موضحاً أن «توجيه ضربة عسكرية لا يزال احتمالاً قائماً، رغم أن واشنطن تحاول إقناع إسرائيل بإعطاء الجهود الدبلوماسية مزيداً من الوقت». وأشار إلى أن «الولايات المتحدة تدرك أن إيران قد تحاول تضييع الوقت». وأكد أن «العقوبات أمر محتمل إذا فشلت الجهود الدبلوماسية».
وفي الشأن المتعلق بعملية السلام، قال غيتس إن «الاستقرار على المدى البعيد لإسرائيل منوط باتفاقية سلام شاملة في الشرق الأوسط. ومن أجل دفع هذا الموضوع سنواصل التمسك بطموح حل الدولتين». وأشار إلى أن «مهمة إحلال سلام قابل للحياة لن تكون سهلة». وأضاف إن «السلام مصلحة كل الدولة، وهو الطريق الوحيد الذي يتيح لإسرائيل والفلسطينيين العيش باستقرار».
بدوره، قال باراك، في المؤتمر الصحافي، إنه «ممنوع إزالة أي خيار عن الطاولة»، في إشارة إلى الخيار العسكري في مواجهة إيران، ولفت إلى أن إسرائيل تفضّل الحصول على الإمكانات والوسائل من الولايات المتحدة وتنفيذ مهمة حماية نفسها بنفسها. وتابع «نحن نعي أن نشاطنا يؤثر في آخرين وفي جيراننا في المنطقة، ونحن نأخذ هذا الأمر في الحسبان، لكن في نهاية المطاف نحن لدينا التزام تجاه المصلحة الأمنية لإسرائيل».
تجدر الإشارة إلى أن رئيس الأركان غابي أشكينازي شارك في اللقاء المغلق الذي عُقد بين غيتس وباراك، حيث عرض تقديرات أمنية للوضع العام.

الملك عبد الله الثاني (الصورة). وقال في مؤتمر صحافي في عمّان إن إسرائيل تدعم سياسة الولايات المتحدة المتّبعة مع إيران بشأن برنامجها النووي.
وقال غيتس «من الواضح أنه في حال عدم نجاح الحوار، فإن الولايات المتحدة مستعدة للدفع باتجاه فرض عقوبات إضافية لن تكون تدريجاً». وأشار إلى أنه في مثل هذه الحالة فإن واشنطن «ستحاول الحصول على دعم دولي لموقف أكثر حزماً»، إلا أنه أعرب عن أمل واشنطن بأن تستجيب طهران لدبلوماسية الولايات المتحدة. وقال «لا يزال أملنا بأن تستجيب إيران لليد الممدودة من جانب رئيسنا بطريقة إيجابية قائماًَ، دعونا نرَ ما سيحدث».
(أ ف ب)