في الوقت الذي يتصاعد فيه السجال الأميركي ــ الإسرائيلي بشأن استمرار البناء في المستوطنات، كشف تقرير إسرائيلي رسمي أن عدد المستوطنين المقيمين في الضفة الغربية تجاوز للمرة الأولى عتبة الـ 300 ألف
علي حيدر
كشف تقرير أعدّته الإدارة المدنية للجيش الإسرائيلي في الضفة الغربية، ونشرته صحيفة «هآرتس» أمس، عن أن عدد المستوطنين في الضفة الغربية بلغ 304.569 مستوطناً، فيما بلغ عدد المستوطنين في نهاية العام الماضي 297.745. ولذلك، بلغت نسبة نمو أعداد المستوطنين 2,29 في المئة، فيما نسبة النمو بين السكان اليهود في إسرائيل تبلغ نحو 1,6 في المئة.
وكشف التقرير، الصادر في 30 حزيران 2009، أن عدد سكان المستوطنين الذين يسكنون في نقاط لا مكانة بلدية لها ارتفع نحو 4.4 في المئة ليبلغ 425 نسمة. هذا مع الإشارة إلى أن هذا التعريف لا يشمل الرقم الحقيقي للذين يسكنون في البؤر الاستيطانية لأن قسماً من هذه البؤر يعدّ أحياءً لبلدات قائمة. ولفتت «هآرتس» إلى أن أساس النمو السكاني تركز في المدن الأصولية، التي تسكنها شريحة حريدية.
وبحسب معطيات تقرير مكتب الإحصاء المركزي، الذي نشر في «هآرتس» قبل نحو شهرين، فإن نحو ثلث النمو السكاني لدى المستوطنين في عام 2007 جاء نتيجة الهجرة من الخارج وانضمام مهاجرين جدد ـــــ لا نتيجة للنمو الطبيعي ـــــ وهي الحجة المركزية لمجلس «يشع» لاستمرار البناء. لكن التقرير الحالي تجنب إيراد معطيات تتناول عوامل نمو السكان.
من جهة أخرى، أفادت تقارير إعلامية إسرائيلية بأن المبعوث الأميركي الخاص، جورج ميتشل، حاول خلال لقائه مع وزير الدفاع إيهود باراك التوصل إلى صيغة تسمح من جهة بتعهد إسرائيلي بتجميد البناء في المستوطنات، وفي المقابل الشروع في مفاوضات إقليمية للسلام، تضمّ سوريا، لبنان ودولاً عربية.
وأشارت التقارير إلى أن «الأميركيين مصممون على أن ينتزعوا من إسرائيل تعهداً بوقف البناء في المستوطنات. وأحد الاقتراحات التي تدرس بجدية بين الطرفين يتضمن تعهداً من إسرائيل بتجميد مؤقت للبناء في المستوطنات، وبالتوازي إيداع تعهد لدى الأميركيين عن خطوات تطبيع من الدول العربية». إضافة إلى ذلك، يميل الأميركيون إلى قبول موقف إسرائيل بأنه لا يمكن منع البناء الذي بدأ في المستوطنات. أما إسرائيل، من جهتها، فتصرّ على أنه لن يكون هناك تجميد في المستوطنات، إلا إلى جانب خطوات تطبيعية معها من الدول العربية.
وأفادت تقارير إعلامية إسرائيلية بأن الطرفين الأميركي والإسرائيلي قررا تهدئة الأجواء بينهما بخصوص الخلاف على استمرار البناء في المستوطنات، بانتظار التوصل الى صيغة تعيد تحريك التسوية بين اسرائيل والفلسطينيين والدول العربية. ولفتت التقارير أيضاً الى أن سبب هذا التحول يعود الى أن الأميركيين لم يلمسوا تغييراً في النهج العربي تجاه اسرائيل. كذلك فإن باراك ورئيس الوزراء بنيامين نتنياهو يواصلان التلميح للإدارة الأميركية بأنهم إذا احضروا من العرب التزاماً بخطوات تطبيع للعلاقات، فسيجدون في اسرائيل استعداداً للمساهمة من قبلهم، في إشارة الى تجميد البناء في المستوطنات.
وأضافت التقارير أيضاً أنه بخصوص استئناف المفاوضات مع الفلسطينيين، فإنه «لا توجد حاليّاً موافقة إسرائيلية على تجميد البناء في المناطق»، أي الضفة الغربية، ولا يوجد تفهم من قبل الأميركيين لمطلب السماح لإسرائيل باستكمال البناء.
ومن المرتقب أن يشهد الأسبوع الجاري كثافة لقاءات إسرائيلية ـــــ أميركية، مع وجود ميتشل في المنطقة، ولقائه اليوم مع نتنياهو، فيما من المرتقب أن يزور مستشار الأمن القومي الأميركي، جيمس جونز، المنطقة خلال الساعات المقبلة.