خاص بالموقعفي مواجهات وُصفت بأنها الأقوى بين الجانبين، قُتل جندي يمني وأصيب 5 آخرون أمس في اشتباكات اندلعت بين الجيش اليمني وعناصر تنظيم «القاعدة» بمحافظة مأرب شرق البلاد. وقال موقع «مأرب برس» المتخصص في شؤون المحافظة: «قامت مجاميع مسلحة في منطقة آل شبوان بمأرب بقتل جندي وأسر 5 آخرين والاستيلاء على عربة نقل جنود».

ونسب الموقع إلى مصدر لم يسمّه «أن الجنود يتبعون للواء 101 وكانوا يقومون بعملية نقل مواقعهم من منطقة الخنجر إلى محافظة مأرب، عندما هاجمهم مسلحون واستولوا على العربة وقتلوا وأسروا آخرين»، مرجحاً أن سبب العملية هو الاشتباه بأن «حملة عسكرية على القبائل قد بدأت».

ونقل الموقع عن المصدر «أن قبائل عبيدة، أكبر قبائل مأرب، لم تدخل هذه المعركة الدائرة»، وقدر عدد مقاتلي القاعدة بالعشرات وأن في حوزتهم أسلحة ثقيلة وخفيفة.

وعلى أثر الحادث، بدأت وساطة قبلية لاحتواء الموقف، فيما توجهت حملة عسكرية لتحرير الجنود، وهدمت قوات الجيش منزلاً تتهم صاحبه بالانتماء إلى تنظيم القاعدة وثلاثة منازل مجاورة لمنزله.

من جهةٍ ثانية، أعلنت وزارة الداخلية اليمنية أمس إبطال الأجهزة الأمنية مفعول قنبلة وُضعت بجوار مبنى الاتصالات الرئيسي بمحافظة شبوه شرق اليمن.

وقال المركز الإعلامي الأمني التابع للوزارة فى بيان صحافي «إن العبوة مكونة من رأس قذيفة دبابة مزودة بمادة (تي،إن،تي)، وإن فريق المتفجرات أكد أن العبوة تصل قوتها التفجيرية إلى 400 متر».

في هذه الأثناء، اتهمت وزارة الدفاع اليمنية أمس أتباع الزعيم الديني المتمرد، عبد الملك الحوثي، بقتل أكثر 300 شخص خلال عام، فضلاً عن جرح المئات وتشريد آلاف الأسر، وهو ما نفاه المكتب الإعلامي للحوثيين.

ونقلت الوزارة عبر موقعها الإلكتروني عن مصدر لم تسمّه قوله: «وصل عدد من استشهدوا من المواطنين الأبرياء منذ عام إلى 300 شهيد و200 جريح، إضافة إلى استشهاد 28 امرأة و18 مصابة وعشرة أطفال شهداء».

وقالت الوزارة إن أتباع الحوثي خطفوا خلال الفترة نفسها أكثر من 500 مواطن، بينهم أطفال وكبار في السن ومعوّقون. واتهمت من سمّتهم «عناصر الفتنة والتخريب» بأنهم «ما زالوا يواصلون خروقهم واعتداءاتهم وقطع الطرقات والاعتداء على أفراد القوات المسلحة والأمن والدوريات والنقاط الأمنية ومحاولة السيطرة على بعض المساجد والمدارس»، ويرفضون التجاوب مع الجهود التي تبذلها الدولة لإحلال السلام في المحافظة.

إلّا أن مصدراً في المكتب الإعلامي للحوثي نفى في بيان صحافي الاتهامات الحكومية، وقال «إنها تستهدف القيام بحرب شاملة في صعده تستهدف المواطنين الأبرياء».

وأشار إلى أن «السلطات دأبت في الآونة الأخيرة على القيام باستطلاعات جوية لمواقع المواطنين، والهدف منها قصفها بالطيران، إضافةً إلى إعادة تموضعها في مواقع عسكرية سبق لها أن انسحبت منها وفق اتفاق مشترك بين الطرفين».

وفي سياقٍ متصل، أفادت منظمات الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية العاملة في اليمن أمس أن عدد النازحين بسبب النزاع الدائر في صعدة ارتفع ارتفاعاً ملحوظاً خلال الشهرين الماضيين وتجاوز العدد الإجمالي 100,000 نازح.

وقالت «شبكة الأنباء الإنسانية»التابعة للأمم المتحدة، إن «عدد النازحين ارتفع بضعة آلاف خلال الشهرين الماضيين بسبب استمرار النزاع المتقطع».

من جهتها، أفادت اللجنة الدولية للصليب الأحمر، بناءً على أرقام التسجيل الصادرة عن جمعية الهلال الأحمر اليمني وبرنامج الأغذية العالمي بأن هناك حوالى 130,000 نازح في محافظة صعدة، منهم حوالى 70,000 نازح داخل مدينة صعدة نفسها.

إلى ذلك، أعلن حزب الإصلاح اليمني المعارض أمس تلقي الناطق الرسمي باسم أحزاب المعارضة اليمنية ممثلة بـ«اللقاء المشترك» نائف القانص، تهديداً بالتصفية الجسدية.

وقال الحزب عبر موقعه الإلكتروني إن القانص تلقى اتصالاً هاتفياً ادعى صاحبه أنه رئيس الجمهورية علي عبد الله صالح، وطلب منه تسليم نفسه لأقرب قسم شرطة، وإلا فإنه سيصدر أوامره بـ«التشهير به في الشوارع».

وكشف القانص أن مجموعة من الشخصيات التقت به وعرضت عليه التنحي عن منصبه قبل أن يموت بحادث مروري، وأن الرئيس مستعد لإصلاح وضعه وإعطائه منصب وزير في حال استقالته. ودعا القانص المنظمات المدنية إلى تحمّل المسؤولية إزاء هذه التهديدات، مشيراً إلى أنها «دليل على الإفلاس الذي وصلت إليه السلطة» في التعامل مع المعارضين السياسيين.

(أ ف ب، يو بي آي)