السلطة أعدت قائمة لاعتقال قادة الحركة الإسلاميّة... وحكومة غزة توقف «فتحاويين»غزة ــ قيس صفدي
تبادلت حركتا «فتح» و«حماس»، لليوم الثالث على التوالي، التهديدات والاتهامات على وقع إصرار الحركة الإسلاميّة على منع «الفتحاويين» في غزة من المشاركة في المؤتمر السادس لحركتهم المقرر في الرابع من الشهر المقبل، ما لم يطلق سراح المعتقلين السياسيين في الضفة الغربية. وهو ما ردّت عليه «فتح» بالتهديد باتخاذ «إجراءات قاسية ومأساوية وغير مسبوقة» بحق حركة «حماس».
وقال رئيس كتلة «فتح» البرلمانية، عزام الأحمد، إن حركة «حماس» «ستفاجأ بالاجراءات التي ستُعلن خلال اليومين المقبلين إذا أصرت على منع الفتحاويين في غزة من المشاركة في المؤتمر السادس». وأكد أن «جهوداً حثيثة بذلت خلال الأيام الماضية من جانب سوريا وبعض الدول العربية الشقيقة من أجل إقناع حماس بالسماح لأعضاء فتح في قطاع غزة بالمشاركة، إلا أن هذه الجهود، التي كان آخرها الجهد السوري، باءت بالفشل».
ووصف الأحمد قرار «حماس» بأنه «ضربة قاصمة لجهود الحوار الوطني، وعملية ابتزاز لحركة فتح وللسلطة الوطنية في حدث تاريخي مهم ومصيري بالنسبة إلى حركة «فتح».
وتشترط حركة «حماس» إطلاق سراح نحو ألف معتقل سياسي في سجون الضفة الغربية، وتزويد غزة بدفاتر جوازات السفر التي تعاني نفادها منذ نحو عام وترفض سلطة رام الله إرسالها، كي تسمح لأعضاء المؤتمر السادس بمغادرة غزة.
تهديدات الأحمد لحركة «حماس» تزامنت مع تهديد صريح لمسؤول أمني في سلطة رام الله باعتقال مسؤولي حركة «حماس» في الضفة، إذا أصرت على قرارها بمنع قادة «فتح» في غزة من التوجه للمؤتمر في بيت لحم. وكشف المسؤول الأمني، في تصريحات لمواقع محسوبة على حركة «فتح»، عن أن «قوائم الاعتقال باتت جاهزة، وأنه سيُعتقل عشرات المسؤولين من حماس خلال الساعات المقبلة». وقال «إن قيادات حماس في الضفة الغربية وقطاع غزة وسوريا، هي واحدة، واتخاذ قرار بمنع كوادر حركة فتح من الخروج من غزة يتحمله كل القادة، حتى أولئك الموجودون في الضفة الغربية».
وأكد نواب حركة «حماس» في الضفة تلقيهم تهديدات مباشرة من سلطة رام الله بالاستهداف والاختطاف رداً على قرار «حماس» في غزة. وقال النائب عمر عبد الرازق إن «أطرافاً (لم يسمّها) أوصلت تهديدات مباشرة لم تستثنِ أحداً من قيادات حماس ورموزها، بمن فيهم رئيس المجلس التشريعي عزيز الدويك، الذي تلقى رسائل مباشرة بهذا المضمون لإيصالها إلى قيادة حماس في غزة ودمشق». ولا تبدو حركة «حماس» مكترثة بالتهديدات «الفتحاوية»، إذ استدعت الأجهزة الأمنية التابعة لحكومتها المقالة واعتقلت عشرات من كوادر وقادة حركة «فتح» في غزة، وصادرت جوازات سفر وبطاقات الهوية الخاصة بعدد منهم، وحذرتهم من مغبة محاولة السفر بطرق ملتوية ومن دون علمها.
ورأت حركة «حماس» في تهديدات «فتح» «اعترافاً صريحاً بنهج البلطجة وافتعال الأزمات وصناعة الفتن». وقال القيادي في الحركة الإسلاميّة، سامي أبو زهري، «إن هذه التهديدات تأكيد لتورط فتح في الجرائم التي تجري الآن في الضفة الغربية خلافًا لما تدعيه»، مضيفاً إن «منع أعضاء فتح نتيجة لا سبب؛ لأن سبب كل هذه التطورات هو الاختطافات التي تمارسها حركة فتح في الضفة في ظل فشل كل الجهود السلمية لإقناعها بالتوقف عن جرائمها والإفراج عن المعتقلين السياسيين الذين يزيد عددهم على ألف مختطف».











أنقرة ترفض طلباً للوساطة

رفضت الحكومة التركية طلباً من قيادة السلطة الفلسطينية وحركة «فتح» بالتوسط لدى حركة «حماس» لعدم التدخل وعرقلة عقد المؤتمر العام السادس المقرر في الضفة الغربية الأسبوع المقبل.
ونقلت مصادر مطلعة عن مسؤول رفيع المستوى في وزارة الخارجية التركية قوله إن أنقرة ردت على الطلب بأنها تدعم الحوار بين «فتح» و«حماس»، لكن قيامها بمبادرة في هذا الشأن ليس من بين أولوياتها، وأنها تتصرف بحذر شديد تجاه هذا الملف. وأضاف المسؤول التركي إن أنقرة تدعم عقد المؤتمر العام لحركة «فتح» في موعده، وتدعم في الوقت نفسه جهود تحقيق المصالحة بين «فتح» و«حماس» التي تضطلع بها مصر، مشيراً إلى أن أنقرة تتلقّى بين الحين والآخر مثل هذه الطلبات من الجانبين (فتح وحماس) لكنها لن تتحرك بشكل أحادي في هذا الموضوع، لأنها تدعم الجهود التي تبذلها مصر في هذا الشأن.
وفي السياق، نفى القيادي في حركة «حماس»، صلاح البردويل، في مقابلة مع قناة «الجزيرة» الفضائية القطرية أمس، وجود أي وساطة تركية بين «حماس» و«فتح»، وخصوصاً في موضوع عقد المؤتمر السادس لحركة التحرير الوطني الفلسطيني والسماح لكوادرها بمغادرة غزّة إلى بيت لحم.
يشار إلى أن تركيا كانت قد أبدت استعداداً للتوسط بين الحركتين، على أن يجري ذلك بموافقة مصر، التي تعدّ نفسها «الوكيل الحصري» لهذا الملف.
(الأخبار)