القاهرة ــ الأخبارفيما تتواصل الضغوط الأميركية على بعض الدول العربية لتطبيع العلاقات مع إسرائيل، كمكافأة لحكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إن هي أوقفت النشاط الاستيطاني في الأراضي الفلسطينية المحتلة، ترى مصادر مصرية وعربية مطلعة أن هذه الضغوط وصلت إلى مرحلة غير مقبولة وتهدّد أمن الأنظمة العربية واستقرارها.
وكشفت المصادر، لـ«الأخبار»، عن «بداية توتر» في علاقات إدارة الرئيس الأميركي بارك أوباما مع عواصم عديدة، بينها القاهرة والرياض، على خلفية محاولات أوباما إقناع العرب بالتطبيع الفوري مع إسرائيل. ولمّحت المصادر إلى أن «رسائل غير معلنة متبادلة بين القاهرة والرياض، خلصت إلى أن المساعي الأميركية، لا تصب إلا في خانة المصالح الإسرائيلية، وأن من شأنها تهديد استقرار الأنظمة الحاكمة في المنطقة العربية».
وقال مسؤول مصري، لـ«الأخبار»، إن «الأميركيين يريدون تطبيعاً فورياً، قد يضع العديد من الحكام العرب على خط النار وفي مواجهة مباشرة مع شعوبهم، ولن يؤدّي إلى الاستقرار مطلقاً». وأضاف «نحاول إقناع إدارة أوباما بأن التطبيع الفوري مرفوض شعبياً، وإذا استمرت الضغوط على هذا النحو فلن يستفيد سوى المتطرفين الإسلاميين في المنطقة».
وفي السياق، أكد الأمين العام للحزب الحاكم في مصر، صفوت الشريف، أن الرئيس المصري حسني مبارك، «رفض إقامة أي قواعد عسكرية على أرض مصر مهما كانت الأسباب، مشيراً إلى أن «مصر تمتلك جيشاً قوياً قادراً على الدفاع عن أراضيها ضد أي اعتداءات».

الشريف: مبارك رفض إقامة أي قواعد عسكرية على أرض مصر مهما كانت الأسباب
ورفض الشريف «أي محاولات للمزايدة على دور مصر التاريخي والقومي في تناولها لجميع القضايا التي تمسّ الأمن القومي العربي»، مؤكداً أن «مصر تبذل قصارى جهدها للحفاظ على القضية الفلسطينية». وأوضح أن «مصر حذرت من العدوان على إيران أو التدخل في الشؤون الداخلية للدول»، مؤكداً «ضرورة إخلاء منطقة الشرق الأوسط من أسلحة الدمار الشامل سواء لإسرائيل أو لإيران».
وأفادت تقارير صحافية أمس بأن المشاوارت التي تجريها الإدارة الأميركية مع دول عربية وإسرائيل بشأن ملف التسوية الشاملة للصراع العربي الإسرائيلي، تشمل «بالضرورة» التوصل «إلى صياغات أمنية».
ونقلت صحيفة «الشروق» المصرية عن مصدر مطلع قوله إن هناك أفكاراً «يجرى التشاور بشأنها» لإنشاء ما يسمى «مظلة الأمن في الخليج العربي»، على أن تكون لها آليات سياسية واقتصادية وأمنية، بما يسمح بدعم التعاون الاقتصادي والتنسيق السياسي والحيلولة أمنياً دون السيطرة الإيرانية على المنطقة.
وبحسب المصدر، فإن «حديثاً يدور بشأن أن تكون البحرين مقراً للكيان الجاري التشاور حوله»، مضيفاً أن «التوجه البحريني نحو تشجيع التطبيع العربي مع إسرائيل مرتبط برغبة المنامة في أن يكون لها دور في الترتيبات المقبلة في المنطقة، وهو ما تشجعه واشنطن».