وسط رفض إسرائيلي مطلق، وصل فريق تقصي الحقائق التابع للأمم المتحدة إلى غزة أمس، للتحقيق في الجرائم التي ارتُكبت في القطاع، تزامناً مع ترحيب «حمساوي». أما الاحتلال، فاستقبل من جهته اللجنة بقصف زوارق الصيادين الفلسطينيّينبدأ فريق تقصي الحقائق التابع للأمم المتحدة مهمّته في غزة، أمس، للتحقيق في الانتهاكات التي ارتُكبت خلال الحرب الإسرائيلية الأخيرة على القطاع. وقال متحدث باسم سلطة المعابر التابعة للحكومة الفلسطينية المقالة، التي تديرها «حماس»، «وصل إلى قطاع غزة وفد تقصي الحقائق، يرأسه ممثل الادعاء السابق في محكمة جرائم الحرب في رواندا ويوغوسلافيا، القاضي ريتشارد غولدستون».
وقال غولدستون، للصحافيين، «أتينا إلى هنا لنرى ونعرف ونتحدث مع أناس من كل الفئات، أشخاص عاديين ومسؤولين حكوميين وإداريين». ورغم أن المحققين يعتزمون قضاء أسبوع واحد في القطاع، أوضح غولدستون أن «الفريق قد يقوم بزيارة أخرى في وقت لاحق من الشهر قبل أن يقدّم تقريره في مستهل آب (المقبل)».
ومن المتوقع أن يتضمّن برنامج الوفد زيارات ميدانية للمناطق التي شهدت توغلات إسرائيلية وأعمال قصف، إضافة إلى زيارة مسؤولين في وزارة الصحة والحكومة والفصائل الفلسطينية.
من جهتها، رحبت حركة «حماس» بوصول بعثة تقصي الحقائق إلى قطاع غزة. وقال المتحدث باسمها، فوزي برهوم، إن حركته «تؤيد وتثمّن كل الجهود التي تقوم بها اللجان والبعثات الحقوقية والدولية الرامية إلى كشف حقيقة ما جرى في قطاع غزة من جرائم حرب»، معتبراً أن «رفض الحكومة الإسرائيلية التعاون مع هذه البعثة هو أكبر دليل على تورّط العدو الصهيوني في جرائم حرب في غزة، ومحاولة للإفلات والتهرّب من العدالة الدولية».
وأكد برهوم أن حركته ستتعاون مع البعثة وتسهّل عملها قائلاً: «نرى أنه من واجبنا تجاه شعبنا وما تعرض له من ويلات ومحارق أن نتعاون معها، ونسهّل مهمتها حتى تنجز مهمتها على أكمل وجه». وأوضح أنه «لا مانع لدينا أن نضع كل الأدلة والبراهين والإثباتات التي جُمعت تحت تصرفها، وإطلاعها على جميع تفاصيل الجرائم التي ارتُكبت بحق أهلنا في غزة»، آملاً رؤية «خطوات عملية لمحاكمة قادة العدو الصهيوني كمجرمي حرب في محاكم الجنايات الدولية».
أما إسرائيل، فجدّدت إعلانها أنها لن تتعاون مع الفريق الدولي. وقال المتحدث باسم وزارة الداخلية الإسرائيلية، إيغال بالمور، إن «الحكومة الإسرائيلية تعتقد أنه طلب من اللجنة أن تدين إسرائيل حتى قبل أن تبدأ التحقيقات». وأضاف إن «تعليمات قد صدرت لهذه اللجنة بأن تُظْهر إسرائيل مذنبة، بغض النظر عن أي شيء آخر»، مشدداً على أنه «ليس هناك أي فائدة من التعاون مع مثل هذه المسرحية التنكرية».
وادعى بالمور أن القرار الذي منح الفريق الأممي التفويض «متحيز تحيّزاً عميقاً»، مشيراً إلى أنه «أمَرَ فقط بالتحقيق في الانتهاكات الإسرائيلية المزعومة بينما يتجاهل حركة حماس».
ميدانياً، أطلقت زوارق إسرائيلية النار على قوارب صيد فلسطينية قبالة ساحل رفح جنوب قطاع غزة، فيما أطلق مقاومون فلسطينيون قذيفة هاون باتجاه بلدة إسرائيلية محاذية لشمال القطاع.
وقال مصدر أمني فلسطيني إن «زوارق إسرائيلية أطلقت صباح اليوم (أمس) نيران أسلحتها الرشاشة باتجاه قوارب صيد فلسطينية على شاطئ البحر في مدينة رفح جنوب قطاع غزة».
في المقابل، قال ناطق عسكري للإذاعة الإسرائيلية إن مسلحين فلسطينيين أطلقوا من شمال قطاع غزة قذيفة هاون محلية الصنع سقطت في النقب الغربي جنوب إسرائيل، من دون أن توقع إصابات أو أضراراً.
(أ ف ب، يو بي آي)