خارطة طريق «طموحة» أفضت إلى «سوريا موحدة وعلمانية»، مع الدعوة إلى جمع الأطراف السورية في الاجتماع المقبل للتوصّل إلى حلّ سياسي يفضي إلى انتخابات... من دون مناقشة مصير الرئيس بشار الأسد. كانت تلك حصيلة اجتماع أمس في فيينا حيث رسم سقف سياسي وضع ضوابط وسقوفا لحركة الميدان التي ستكون لها الكلمة الفصل في المسار السياسي.
لقاء أدارته واشنطن وموسكو. ظهر وزير الخارجية الأميركي جون كيري كممثلّ وحيد عن أخصام الدولة السورية، وخاصة وقد جاء البيان الختامي مراعياً لتوجّه إدارة الرئيس باراك أوباما في «تنازلاتها» الدبلوماسية أمام التعنّت التركي والخليجي.
كالعادة، غاب مصير الرئيس بشار الأسد عن البحث. «اتفقنا على ألا نتفق»، قال كيري بهذا الصدد. «الجديد» في المباحثات شبه خارطة طريق وثوابت من 9 بنود، أهمها: «إحضار ممثلي الحكومة والمعارضة من أجل عملية سياسية تفضي لحكومة ذات صدقية ويلحقها تعديل بالدستور وإنتخابات تدار بواسطة مراقبين من الأمم المتحدة، وهذه العملية السياسية ستكون بقيادة سورية، والسوريون هم من سيحدد مستقبل سوريا». دُعي بعد أسبوعين لاجتماع جديد يضمّ طرفي النزاع السوري، قد يظهر حينها مآل «فيينا 1» وبنوده، إن كان سيكون مصيره مشابهاً لمباحثات جنيف.

لافروف: لم نتفق
على مصير الأسد ونرى أن ذلك يحدده السوريون


وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أكد أن المجتمعين لم يتفقوا على مصير الأسد. وقال، في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الأميركي والمبعوث الأممي إلى سوريا ستيفان دي ميستورا: «ناقشنا وقف إطلاق النار في سوريا على نحو عام، لكننا لم نتوصل إلى اتفاق بهذا الشأن»، مشيرا الى أننا «لم نتفق على مصير الأسد، وروسيا ترى أن ذلك أمر يحدده السوريون وحدهم». وتابع: «عملياتنا العسكرية جاءت بطلب من دمشق، وقد طلبنا التنسيق مع واشنطن بهذا الشأن».
لكن لافروف حرص على أن يضفي على مداخلته مسحة تفاؤل. قال «اليوم عبّر الجميع عن جاهزيتهم لحلول وسطية، وآمل أن يترجم ذلك في لقاءاتنا المقبلة»، معبّراً عن أمله في أن تساعد محادثات اليوم بشأن قوائم الإرهاب على مكافحة الظاهرة بفعالية أكبر.
وأضاف أن المجتمعين اتفقوا على ضرورة إجراء الانتخابات في سوريا بإشراف الأمم المتحدة ومشاركة جميع السوريين، مع التأكيد أننا «اتفقناً جميعا على ضمان وحدة وعلمانية سوريا والحفاظ على مؤسسات الدولة فيها».
من جهته، قال الوزير جون كيري إن قرار بلاده ارسال قوة أميركية خاصة إلى سوريا للتنسيق مع المعارضة ضد «داعش»، اتّخذ منذ شهر ولا علاقة له بمحادثات فيينا. ودعا الحكومة السورية والمعارضة إلى تأليف حكومة شاملة تقود إلى انتخابات. ورأى أن الخيار المطروح أمام السوريين يجب ألا يكون بين «الدكتاتور وداعش» بل بين الحرب والسلم، وبين العنف والسياسة، مضيفاً أنه: «لا يمكن للأسد أن يبقى في سوريا، ولكننا بحاجة إلى الحوار بغية الحل».
وتابع قائلاً: «مقتنعون بضرورة وقف أعمال القتل في سوريا.. ولن نسمح لداعش وللتنظيمات الإرهابية الأخرى بالسيطرة على سوريا».

بيان فيينا

في ما يلي بنود البيان الختامي الذي تلاه كيري:
1ــ وحدة سوريا وإستقرارها وسيادتها على كامل أراضيها، وعلمانيتها هي أسس رئيسية.
2 ــ بقاء مؤسسات الدولة.
3ــ حقوق كل السوريين بغض النظر عن قوميتهم أو عقيدتهم الدينية يجب أن تصان.
4 ــ يجب أن تتسارع الجهود الدبلوماسية لإنهاء الحرب.
5ــ العبور الإنساني يجب أن يكون مضموناً ضمن كل أراضي سوريا، وكل الحاضرين يجب أن يقوموا بزيادة الدعم للنازخين داخلياً، واللاجئين والبلدان التي تحتويهم.
6ــ «داعش» والمنظمات الإرهابية الأخرى المصنفة بواسطة مجلس الأمن وآخرون يتفق عليهم الحاضرون، يجب أن يُهزموا.
7 ــ بناء على بيان جنيف 2012، وقرار مجلس الأمن 2118، الحاضرون يدعون الأمم المتحدة لإحضار ممثلي الحكومة والمعارضة السورية من أجل عملية سياسية تفضي لحكومة ذات صدقية، كاملة الصلاحيات وغير طائفية، ويلحقها تعديل بالدستور وإنتخابات. هذه الإنتخابات يجب أن تدار بواسطة مراقبين من الأمم المتحدة من أجل إنتخابات مُرضية، ولضمان أعلى المعايير الدولية بالشفافية والمسؤولية، حرة وعادلة لكل السوريين حتى من هم في الشتات لهم الحق في المشاركة.
8 ــ هذه العملية السياسية ستكون بقيادة سورية، ويملكها السوريون، السوريون هم من سيحدد مستقبل سوريا.
9 ــ الحاضرون مع الأمم المتحدة سيبحثون عن أساليب لضمان تحقيق وقف إطلاق نار عام ليعلن في يوم محدد بالتوازي مع العملية السياسية المتجددة.
الحاضرون سيبذلون جهدهم في الأيام المقبلة لردم الفجوات وبناء إتفاق. الوزراء سيعودون للإجتماع بعد اسبوعين لتكملة النقاشات.




نفى مساعد وزير الخارجية الإيراني، حسين أمير عبداللهيان، موافقة طهران على مقترح يقضي بتنحي الرئيس بشار الأسد عن السلطة خلال الـ6 الأشهر المقبلة.
ونقلت وكالة أنباء «فارس» عنه قوله خلال لقاء فيينا، إنّ ما تناقلته وسائل الإعلام الغربية عن قبول إيران لمقترح يفضي إلى تنحي الأسد بأنه «تأليب للأجواء».
وكانت وكالة «رويترز» قد ذكرت عقب انطلاق المحادثات في فيينا بأن إيران لمّحت إلى أنّها تفضل فترة انتقالية في سوريا مدتها ستة أشهر تعقبهاً انتخابات لتحديد مصير الرئيس بشار الأسد، وأشارت «رويترز» إلى أنّ هذا يعد «تنازلاً إيرانياً» قبل أول مؤتمر للسلام يُسمح لطهران بالمشاركة فيه.