واصلت السلطات المصرية وضع اللمسات الأخيرة على الاستعدادات الخاصة بالزيارة التي سيقوم بها الرئيس الأميركي باراك أوباما غداً للقاهرة لمدة ثماني ساعات فقط
القاهرة ــ خالد محمود
مع اقتراب موعد زيارة الرئيس الأميركي باراك أوباما إلى مصر، تسارعت وتيرة الاستعدادات التي تقوم بها السلطات المصرية لاستقباله. ففيما ترأس الرئيس المصري حسني مبارك اجتماعاً وزارياً موسعاً، هو الثاني من نوعه خلال يومين، حضره كبار مساعديه ومعظم مسؤولي الحكومة المصرية، شهدت معظم المناطق القريبة من جامعة القاهرة، التي سيوجه منها أوباما خطابه إلى العالم الاسلامي، حالة استنفار أمني صاحبها تحليق مروحيات عسكرية في سماء القاهرة للمرة الأولى منذ سنوات.
وأعدت السلطات المصرية، بالتعاون مع الجيش وعملاء وضباط وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية «سي أي إيه» ومكتب التحقيقات الفيدرالية «أف بي آي» خطة واسعة النطاق وضعت لتأمين زيارة الضيف للقاهرة وتنقلاته داخلها. وعلمت «الأخبار» أنه من المرجح أن يستخدم أوباما مروحية لنقله من مقر المباحثات الرسمية في قصر القبة الرئاسي، في شمال شرق القاهرة، إلى جامعة القاهرة جنوب محافظة الجيزة.
وعن الاستعدادات الإعلامية، أشار وزير الإعلام المصري أنس الفقي إلى أن وزارة الإعلام أعدّت كل الترتيبات والتجهيزات الإعلامية من أجل إنجاح الزيارة. وأوضح أنه جرى تكليف اتحاد الإذاعة والتلفزيون والهيئة العامة للاستعلامات بتوفير كل التسهيلات اللازمة للتغطية الإعلامية والتنسيق بين كل الأطراف، حيث تقرر أن تنقل القنوات التلفزيونية بثّاً حيّاً لمراسم استقبال أوباما من مطار القاهرة، إضافة إلى مراسم استقباله واجتماعه مع مبارك في قصر القبة. ويشرف الاتحاد على توفير كل أجهزة الترجمة الفورية داخل قاعة الاحتفالات الكبرى في جامعة القاهرة لأكثر من ثلاثة آلاف شخص.
وفي السياق، قال رئيس هيئة الاستعلامات المصريّة إسماعيل خيرت إنه سُجّل ما يزيد على 300 صحافي أجنبي سيغطون الزيارة، وقد خصصت لهم مركزاً صحافياً داخل حرم جامعة القاهرة مجهزاً بكل وسائل الاتصال، ويستوعب ما يزيد على 700 صحافي. كما أعلن تنسيقاً بين الجانبين المصري والأميركي في ما يتعلق بممثّلي الإعلام الأميركي.
وتخلل الاستعدادات أيضاً القيام بأعمال الطلاء والتنظيف والتجميل في المناطق المدرجة على برنامج زيارة أوباما، التي تضم، إضافة إلى جامعة القاهرة ومحيط قلعة صلاح الدين حيث أهم المساجد التاريخية في منطقة القاهرة القديمة وبينها مسجد السلطان حسن، منطقة الأهرام في الجيزة التي أعلن رئيس المجلس المصري الأعلى للآثار زاهي حواس أن أوباما سيقوم بجولة تستغرق 80 دقيقة يدخل خلالها هرم خوفو، كما يزور مقابر العمال ومنطقة أبو الهول.
من جهةٍ ثانية، بدأت رئاسة الجمهورية المصرية بتوجيه دعوات إلى قرابة 2000 شخصية ستحضر خطاب أوباما، بينهم نواب من جماعة الإخوان المسلمين المحظورة التي يبدو أن السلطات المصرية قررت وقف حملتها الأمنية ضدها قبل وصول الرئيس الأميركي. وأُعلن توزيع دعوات رسمية لعشرة من أعضاء مجلس الشعب التابعين للتنظيم لحضور خطاب أوباما. وفي الإطار، قال النائب الأول للمرشد العام للجماعة، محمد حبيب، إن شيخ الأزهر محمد سيد طنطاوي ورئيس جامعة القاهرة حسام كامل وجّها الدعوة إلى نواب الإخوان العشرة، وبينهم رئيس كتلة نواب الإخوان في مجلس الشعب محمد سعد الكتاتني.
وقال حبيب إن «نواب الإخوان سيلبّون الدعوة لأنهم جزء من المؤسسة التشريعية المصرية، فضلاً عن أن هذا اللقاء هو لقاء عام سيحضرونه مع ألوان الطيف السياسي (المصري) كافة».
إلى ذلك، بالتزامن مع الاهتمام الواسع التي توليه وسائل الإعلام المصرية لزيارة الرئيس الأميركي، سعى بعض التجار في خان الخليلي للاستفادة من المناسبة، وبدأوا ببيع قمصان مطبوع عليها صورة للفرعون توت عنخ آمون، وكتبوا عليها «أوباما... توت عنخ آمون العالم الجديد».