Strong>صواريخ من الشمال حتى الجنوب ومئات القتلى وتوغّل في الأراضي السوريّة!بلغت المناورة الإسرائيلية الأكبر في تاريخها، قبل ظهر أمس، ذروتها عندما انطلقت صفارات الإنذار في الساعة الحادية عشرة، في جميع أنحاء إسرائيل تدعو السكان إلى دخول الملاجئ والأماكن الآمنة، للاحتماء من «هجمات صاروخية» مفترضة والبقاء فيها لمدة عشر دقائق

علي حيدر
دوّت نحو 2300 صفارة إنذار، لمدة دقيقة ونصف دقيقة، في كل المناطق داخل الدولة العبريّة، وهرع السكان في المراكز التجارية والمدارس وجميع الأماكن العامة إلى أقرب الملاجئ والمكوث فيها لمدة عشر دقائق. وبثت قنوات التلفزة والمحطات الإذاعية رسائل تفسيرية، داعية السكان إلى الاحتماء بسرعة في الملاجئ مع تذكيرها بأن ذلك هو جزء من التدريب من أجل ألا يدبّ الرعب في صفوفهم.
وأفادت التقارير الإعلامية الإسرائيلية أنه مع انطلاق الصفارات، دخل رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو وطاقم مكتبه إلى الغرفة الآمنة في مكتب رئيس الحكومة. وأصدر نتنياهو تعليمات لمساعديه باستدعاء الوزراء الأعضاء في الحكومة المصغرة للشؤون السياسية والأمنية إلى اجتماع طارئ.
وجرت التدريبات على إخلاء السكان إلى الملاجئ والغرف الآمنة في إطار المناورة العسكرية الكبرى «نقطة تحول 3»، التي تشرف عليها قيادة الجبهة الداخلية. وحاكت المناورة بعد إطلاق صفارات الإنذار سيناريو سقوط صواريخ، بينها كيميائية، في مناطق عدة في إسرائيل والتدرب على إخلاء مصابين من بنايات شاهقة الارتفاع.
وتضمنت السيناريوات سقوط صواريخ كيميائية في أنحاء إسرائيل، بما فيها صاروخ سقط بالقرب من وزارة الدفاع في كريا في تل أبيب. وتم التدرب على مواجهة سقوط صاروخ كيميائي في منطقة خليج حيفا وآخر في بلدة عومر في جنوب إسرائيل، والقريبة من المفاعل النووي في ديمونا، وجرى خلاله التدرب على إخلاء عشرات المصابين. كما تضمّن السيناريو سقوط صاروخ كيميائي آخر في مدينة صفد.
وحتى ساعات بعد الظهر، كانت التقارير تتحدث عن سقوط مئات القتلى. واضطر مطار بن غوريون للإغلاق على أساس تعرضه للقصف الصاروخي، وتم الإعلان عن حصار جوي مفروض على إسرائيل.
وتضمن السيناريو الأساسي للمناورة قيام الجيش الإسرائيلي بعمليات عسكرية داخل الأراضي السورية، في ظل تصاعد الرد السوري بإطلاق صواريخ بشكل مكثّف باتجاه الدولة العبرية، كلما تعمق تغلغل القوات الإسرائيلية. وتضمن أحد سيناريوات المناورة استعداد المجلس الإقليمي لمستوطنات شمال الضفة الغربية لاستيعاب 530 ألف إسرائيلي في حالات الطوارئ نتيجة تعرض إسرائيل لهجمات صاروخية تقليدية وكيميائية.
كذلك تم التعامل مع سيناريو نجاح مجموعة من «الجهاد العالمي» بالتسلل إلى إيلات وإطلاق صواريخ أدت إلى خسائر كبيرة.
وقال نائب وزير الدفاع، متان فيلناي، للإذاعة الإسرائيلية، إنه «عبر إطلاق صفارات الإنذار، إنما نريد أن يدرك السكان واقع أن حالة إنذار يمكن أن تحصل في أي وقت وأي مكان، ويجب أن يعرفوا كيف يتصرفون».
وكجزء من تقويم المناورة، عبر الجيش الإسرائيلي وقيادة الجبهة الداخلية عن رضاهم من نجاح ومدى استجابة السكان، فيما ذكرت معطيات أخرى أن 70 في المئة من البلدات العربية في إسرائيل خالية من الملاجئ والغرف الآمنة.
وتبيّن من دراسة جديدة أعدّها مركز «مبادرة» لخدمات الطوارئ في المجتمع العربي في إسرائيل، أن ربع القرى العربية لا توجد فيها صفارات إنذار. كما أفاد 80 في المئة من ضباط الأمن في الوسط العربي أن البلدات التي يخدمون فيها ليست مجهزة لمواجهة حالة طوارئ، مثل نشوب حرب وتعرّض هذه البلدات لهجمات صاروخية.

وأضاف المتحدث: «قمنا بتمشيط المنطقة وعثرنا بعد ذلك على جثة فلسطيني قتله هذا الإسرائيلي نفسه لأنه، بحسب أقواله، أزعجه أثناء قيامه بجلسة تأمل». وتابع: «يبدو أنه يعاني من مشاكل نفسية. كما يبدو مستبعداً أن يكون قد تصرف بدوافع سياسية رغم أن أحد الرجلين اللذين أطلق عليهما الرصاص عربي».
(أ ف ب)