لا تزال تداعيات أحداث قلقيلية التي جرت الأحد الماضي مستمرة، وتجلت أمس في اجتماع حركة «حماس» ببعض الفصائل الفلسطينية في قطاع غزة، حيث جددت تأكيدها أنها «تدرس خيار تعليق مشاركتها في الحوار الوطني في القاهرة، رداً على استئصالها»
غزة ــ قيس صفدي
بحثت حركة «حماس» مع الجبهتين الشعبية والديموقراطية لتحرير فلسطين وحركة الجهاد الإسلامي أمس تداعيات الأحداث الدامية التي شهدتها مدينة قلقيلية في الضفة الغربية الأحد الماضي. وقالت مصادر مطلعة، لـ«الأخبار»، إن «حماس أبلغت الفصائل الثلاثة أنها تدرس بجدية خيار تعليق مشاركتها في الحوار الوطني في القاهرة»، رداً على ما تراه «عملية تصفية واستئصال تمارس ضدها في الضفة الغربية من خلال عمليات الاعتقال والملاحقة».
وأكدت المصادر المقربة من الحركة الإسلامية أن «هناك توجهاً داخل الأطر القيادية والقاعدة الشعبية للحركة يميل بقوة نحو مقاطعة الحوار لدفع مصر إلى تحمّل مسؤولياتها بوصفها راعياً للحوار، والضغط على سلطة رام الله لإطلاق المعتقلين السياسيين ووقف عمليات الملاحقة والتصفية». وأوضحت أن «حماس طلبت الاجتماع بالفصائل الثلاثة الرئيسية في غزة لحثها على اتخاذ مواقف أكثر وضوحاً من جريمة قلقيلية، وما تتعرض له حماس وفصائل المقاومة في الضفة من ملاحقة واعتقال في سياق التنسيق الأمني بين سلطة رام الله وقوات الاحتلال».
من جهتها، أعربت الجبهة الشعبية عن قلقها العميق من التداعيات التي قد تنشأ نتيجة هذه الأحداث. ورأت فيها «تجديداً لدورة العنف التي عاشتها الساحة الفلسطينية إبان فترة الانقسام وما تلاها، بما فيه استخدام العنف في إدارة العلاقات الوطنية، وانعكاساتها السلبية على السلم الأهلي». وأكدت، في بيان صدر عقب الاجتماع، أن «الحاجة ماسة الآن وتقتضي تجديد جولات الحوار الوطني الشامل فوراً لإنهاء الانقسام بأسرع وقت وتجنب تكرار ما جرى، والعودة عن أي مواقف تدعو لتعليق الحوار».
وكررت «الشعبية» دعوتها إلى تأليف لجنة تحقيق وطنية ذات صلاحيات تستطيع كشف الأسباب وتحديد المسؤوليات في ما جرى وتقديم توصيات تمنع تكرار مثل هذه الأحداث.
بدوره، قال عضو المكتب السياسي للجبهة الديموقراطية رمزي رباح إن «اجتماعات القوى والفصائل متواصلة في غزة والضفة مع حركتي فتح وحماس، لتأليف لجنة تحقيق مستقلة ومحايدة».
وفي السياق، اتهمت «حماس» أجهزة الأمن الفلسطينية باعتقال 21 من أعضائها وأنصارها على الأقل في الضفة الغربية، أول من أمس. وقالت، في بيان، إن من بين المعتقلين «أربعة أسرى محرّرين من السجون الإسرائيلية، أحدهم اعتقل فور خروجه من المعتقل الإسرائيلي». وذكرت أيضاً أن من بين المعتقلين، «شقيق القيادي في كتائب عز الدين القسام، الذراع المسلحة للحركة، محمد السمان، وزوجة عبد الناصر الباشا، اللذين قتلا في اشتباك مع أجهزة الأمن الفلسطينية صباح الأحد الماضي، بالإضافة إلى زوجة أسير من نابلس معتقل في السجون الإسرائيلية».
إلى ذلك، أقرّ مبعوث اللجنة الرباعية لعملية السلام في الشرق الأوسط، طوني بلير، بأن «اتصالات مكثفة مع حركة حماس جرت عبر قنوات خلفية انخرطت فيها مصر ودول أخرى تجنب تسميتها». ونسبت صحيفة «الغارديان» أمس إلى بلير قوله، لدى تقديمه شهادة أمام لجنة الشؤون الخارجية في مجلس العموم (البرلمان) البريطاني: «أنا من حيث المبدأ أدعم الانخراط مع الناس، وهذا لا يمثل فشلاً في الاتصال، فحماس تتفاوض الآن مع المصريين، والشيء الأساسي الذي يجب عليها فعله هو الانتقال من الإصرار على حق استخدام العنف إلى المقاومة السلمية وأن تصبح جزءاً من المفاوضات السياسية».