700 طائرة محجوزة ستكلّف الماكينات ملايين الدولاراتمحمد وهبة
«المطار مُستنفَر لاستقبال الضغط المتوقع بسبب الانتخابات النيابية»، بهذه العبارة يختصر مسؤول في المديرية العامة للطيران المدني حركة الركاب والطائرات في مطار بيروت الدولي في الأسبوعين اللذين يسبقان موعد الانتخابات النيابية المرتقبة في 7 حزيران. ويستدل ببعض الإشارات التي يشهدها المطار دليلاً على حجم هذا الضغط، مؤكداً أن جداول الرحلات تشير، حتى اليوم، إلى أن عدد الطائرات التي ستحط في المطار في الفترة التي تسبق الانتخابات ازداد 30 في المئة مقارنة مع الفترة نفسها من السنة الماضية. وبالتالي، سيبلغ عدد الرحلات القادمة إلى بيروت بين 27 أيار و7 حزيران 937 طائرة، ستحمل على متنها نحو 162 ألف راكب، مقارنة بـ721 طائرة حطّت في الفترة نفسها من 2008 على متنها 105 آلاف راكب.
وتتقاطع هذه المعلومات مع مصادر حزبية أشارت إلى أن عدد الطائرات الإضافية المحجوزة للانتخابات النيابية يتجاوز 200 طائرة على الأقل، حجزتها الماكينات الانتخابية لبعض الكتل النيابية، وبالتالي يتوقع أن يبلغ عدد الناخبين المنقولين على «الطائرات السياسية» ما لا يقل عن 75 في المئة من عدد القادمين، أي نحو 120 ألف قادم، وهو رقم كانت مصادر الأكثرية النيابية قد ذكرته في إحدى جلسات مجلس الوزراء الذي ناقش إصدارات جوازات السفر الخاصة بالمغتربين.
وتقدّر كلفة نقل هذه الأعداد بما لا يقل عن 97 مليون دولار، وهذا يدل على الإمكانات المالية الضخمة التي وُظّفت في هذه الانتخابات التي توصف بأنها «مصيريّة».
ويقول المسؤول إن حركة الركاب في مطار بيروت الدولي سترتفع إلى 20 ألف راكب يومياً، بزيادة نحو 3 آلاف راكب مقارنة مع 17 ألف راكب سُجّلوا في الفترة نفسها من السنة الماضية، وهذا يعني أن حركة الطائرات اليومية قد تتجاوز 70 طائرة بين إقلاع وهبوط. ويؤكد، رداً على سؤال طرحته «الأخبار»، أن زيادة عدد الرحلات إلى مطار بيروت يمكن أن تتطور في الأيام المقبلة، ليرتفع عدد القادمين مقارنة مع الفترة نفسها من السنة الماضية، أي 15 يوماً قبل 7 حزيران. وما يعزز هذه التقديرات هو أن متوسط عدد الركاب على الطائرة الواحدة يبلغ 170 راكباً، وبالتالي إذا احتسب عدد الطائرات القادمة، فستزيد حركة الركاب اليومية نحو 3 آلاف راكب، لتصل إلى نحو 8500 راكب يومياً.

القادمون أكثر

غير أن العاملين في القطاع السياحي يرون أن حركة الركاب المتصلة بالانتخابات هي في الواقع أكبر من التقديرات، لأن حركة القادمين زادت في شهر أيار بنسبة كبيرة ووصلت إلى 187852 راكباً في مقابل 157426 راكباً مغادراً، وزاد عدد القادمين مقارنة بالفترة نفسها من السنة الماضية بنسبة 78 في المئة، إذ كانت 105392 راكباً، وكان الفرق بين القادمين والمغادرين 14 ألفاً، لكنّه تضاعف في أيار 2009 إلى 30426 راكباً. ويقدّر مسؤولو الطيران أن يكون عدد القادمين أكثر بنسبة 70 في المئة، ولا سيما اعتباراً من هذا الأسبوع حتى 7 حزيران.
ويوضح رئيس نقابة أصحاب مكاتب السفر والسياحة جان عبود لـ«الأخبار» أن الحركة السياحيّة في فترة الاستحقاقات السياسية، مثل الانتخابات النيابية، «تكون خجولة عادة، وخصوصاً أنه ليس هناك أي مناسبة أخرى يمكن أن يأتي السائح من أجلها إلى لبنان في هذه الفترة».
والمعروف أن كل شركات الطيران التي تنقل ركاباً إلى مطار بيروت الدولي قد زادت أو ضاعفت أكثر من مرّة عدد رحلاتها إلى بيروت، ولا سيما في الفترة التي تسبق فترة الانتخابات، أي قبل 10 أيام على الأقل، إذ إن شركة طيران الشرق الأوسط «الميدل ايست» زادت عدد الرحلات لتتمكن من نقل أكثر من 12 ألف راكب أسبوعياً، وهذا الترتيب ينسحب على الفترة الأخيرة، ويشمل الأيام العشرة الأخيرة ما قبل الانتخابات، وفي الوقت نفسه ضاعفت خطوط الطيران الفرنسية عدد رحلاتها إلى لبنان والخطوط القطرية والبحرينية والسعودية... كما أن بعض الشركات عدّلت في برامج رحلاتها إلى لبنان وزادت عليه، من عدد محدود من الرحلات أسبوعياً إلى رحلة يومية أو أكثر.
والواضح أن القادمين هم في غالبيتهم من دول الخليج، إذ تجاوز عدد رحلات «الميدل ايست» بين بيروت ودول مجلس التعاون الخليجي 80 رحلة للأسبوع الجاري وحده، منها 29 رحلة من ثلاث مدن سعودية (الرياض، جدّة، الدمام) وهي محجوزة بالكامل (97 في المئة).
ويؤكد عبود أنه جرى استئجار طائرات عارضة (شارتر) لنقل مئات الركّاب من دول الخليج إلى بيروت، والمعروف أن هذا الأمر يحصل عبر الوكلاء في أي مكتب سفريات، إذ إن الوكيل يطلب من شركات الطيران توفير طائرة أو أكثر لنقل عدد من الركاب، وفي مثل الحالة الراهنة يكون العدد كبيراً، وقد يصل إلى حجز كل المقاعد.

كلفة النقل

ويقدّر المتابعون أن تبلغ كلفة نقل هذه الأعداد من الناخبين من مكان إقامتهم في دول الاغتراب إلى لبنان بحوالى 97 مليون دولار، على اعتبار أن الطائرات محجوزة حجزاً شبه كامل، بمتوسط كلفة يحتسب نوع المقاعد المحجوزة مثل المقعد الاقتصادي والدرجات الأخرى الأكثر كلفة وصولاً إلى الدرجة الأولى... وهذا ينسحب أيضاً على بُعد البلد الجغرافي. فالكلفة من دول مجلس التعاون الخليجي أقل مما هلي عليه من دول أوروبا أو أميركا أو أوستراليا أو أفريقيا... وأيضاً تختلف الكلفة بين دول القارة الواحدة المترامية الأطراف. فمن دول الخليج يبلغ متوسط قيمة تذكرة النقل 500 دولار، ومن أوروبا قد يتجاوز 1200 دولار، ومن أميركا ألفي دولار ومن أفريقيا 1200 دولار ومن أوستراليا 1400 دولار، على أن النسبة الأكبر التي احتسب نقلها هي من الخليج بما يوازي 75 في المئة من مجمل عدد ركاب الطائرات التي ستصل إلى لبنان في فترة الانتخابات.
أما كلفة إقامتهم فتلك قصة أخرى...


16 في المئة

هي نسبة زيادة مبيعات تذاكر السفر بين شهري أيار ونيسان من العام 2009، ويتوقع أن تزداد مبيعات شهر حزيران حوالى 28 في المئة، وهي نسبة توازي في المتوسط حوالى 700 مليون دولار اميركي


فوارق طبقيّة بـ«السما»