رشا أبو زكيكالعادة، تنقلب المعادلات كلها فور وصولها إلى تخوم الأراضي اللبنانية، إذ انخفضت أسعار المحروقات عالمياً منذ بداية العام بطريقة تنازلية سريعة، وفي المقابل ارتفعت أسعار هذه المواد في لبنان بطريقة تصاعدية سريعة، فسجل سعر صفيحة البنزين من عيار 98 أوكتان في مطلع كانون الثاني الماضي 23 ألفاً و500 ليرة، ليصبح أمس 29 ألفاً و600 ليرة، وكذلك سعر الصفيحة من عيار 95 أوكتان الذي كان في مطلع الشهر الأول من العام 22 ألفاً و800 ليرة، ليصبح 28 ألفاً و900 ليرة، وبالتالي فإن سعر صفيحة البنزين من كلا العيارين ارتفع 6100 ليرة بين مطلع كانون الثاني ومطلع حزيران 2009!
وهذا الارتفاع التدريجي الذي لم يكن ترجمة لأسعار المحروقات العالمية، بل زيادة في اقتطاع الضريبة غير المباشرة على البنزين من جيوب جميع المواطنين، وبالتالي فإن حسم رسم البنزين والضريبة عن القيمة المضافة من السعر الحالي للصفيحة يشير الى أن سعر البنزين من عيار 98 أوكتان يجب أن يكون حالياً 17 ألفاً و525 ليرة فقط لا غير، أما سعر الصفيحة 95 أوكتان فيجب أن يكون 16 ألفاً و825 ليرة! إلا أن إضافة الرسم والضريبة على القيمة المضافة بمقدار 12 ألفاً و75 ليرة على كل صفيحة، جعل من مادة البنزين سلعة مرتفعة الثمن بقرار حكومي، وأسلوب غير عادل في جباية المزيد من الضرائب غير المباشرة من اللبنانيين.
وتشير قرارات صدرت عن وزير الطاقة والمياه آلان طابوريان حدد بموجبها الحد الأعلى لسعر مبيع المحروقات السائلة في جميع الأراضي اللبنانية اعتباراً من يوم أمس إلى ارتفاع سعر صفيحة البنزين 900 ليرة لبنانية، ليصبح سعر الصفيحة من عيار 98 أوكتان 29600 ليرة، وعيار 95 أوكتان 28900 ليرة، كذلك ارتفع سعر صفيحة الكاز 600 ليرة لبنانية، ليصبح 15500 ليرة، وسعر صفيحة المازوت 500 ليرة لبنانية، ليصبح 15700 ليرة، وسعر الديزل أويل 500 ليرة لبنانية، ليصبح 15800 ليرة.
وارتفاع الأسعار شمل كذلك سعر طن الفيول أويل للعموم ليرتفع 19 دولاراً أميركياً ويسجل 375 دولاراً، وطن الفيول أويل (1% كبريت) 18 دولاراً أميركياً ويصبح 393 دولاراً. وأيضاً، ارتفع سعر قارورة الغاز زنة 10 كيلوغرامات 300 ليرة لبنانية، ليصبح سعرها في المحل التجاري 11500 ليرة، وسعر قارورة الغاز زنة 12,50 كيلوغراماً 400 ليرة لبنانية، ليصبح 13800 ليرة.
وارتفاع الأسعار هذا سينسحب على الأسابيع والأشهر المقبلة، كما تشير مصادر نفطية لـ«الأخبار»، التي توضح أن اتجاه أسعار النفط العالمية تشير إلى تواصل في الارتفاع، وذلك بسبب هدوء تداعيات الأزمة المالية العالمية، وعودة الاقتصادات ولو ببطء إلى وضع أقل سوءاً مما كانت عليه في بداية الأزمة. كذلك تلفت إلى أن اسعار البنزين سترتفع خلال الأسابيع الثلاثة المقبلة في لبنان بمقدار 800 ليرة في كل أسبوع، فيما سترتفع أسعار المازوت 500 ليرة في كل أسبوع، وتشير المصادر إلى أن ارتفاع الأسعار العالمية سيستمر حتى 15 تموز المقبل، لأن معظم المصانع والمعامل والمؤسسات الكبرى تخزّن مادة البنزين حتى هذا التاريخ، ومن ثم يتراجع الطلب على هذه المادة تدريجاً. وتلفت المصادر إلى أزمة أخرى قد وضعت رحالها في السوق اللبنانية منذ فترة، وهي شح مادة المازوت من مصفاة طرابلس، بحيث يتم تسليم الشركات بين 20 و25 في المئة من حصصها، وبالتالي يرتفع الطلب في مقابل انخفاض العرض، ما عزز السوق السوداء في مبيع هذه المادة. ويلفت المصدر الى أن السعر في لبنان أصبح أعلى من المطروح في السوق السورية، وخصوصاً بعد زيادة 1500 ليرة على هذه المادة خلال الأسابيع الثلاثة المقبلة، وبالتالي ستعود جبهة التهريب إلى النمو السريع مجدداً.