Strong>اليمين قلق من الخطاب الأميركي: تجاوزنا فرعون وسنتجاوز أيضاً أوباماأثارت كلمة الرئيس الأميركي باراك أوباما عاصفة من ردود الفعل الإسرائيلية عكست حالة من القلق تسود الأوساط السياسية الإسرائيلية، بدءاً من رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، وصولاً إلى أعضاء كتل الكنيست

علي حيدر
عبّرت الحكومة الإسرائيلية عن أملها أن يؤدي خطاب الرئيس الأميركي إلى «مرحلة جديدة من المصالحة بين إسرائيل والعالم العربي». وأضافت، في بيان، أنها «تشارك أوباما في آماله، وتأمل أن يبشر الجهد الأميركي بفتح عهد جديد ونهاية النزاع والاعتراف بإسرائيل دولةً للشعب اليهودي تعيش بسلام». وأكدت الحكومة أن «إسرائيل ملتزمة بالسلام وتساعد على توسيع دائرة السلام مع الأخذ في الاعتبار مصالحها، وعلى رأسها الأمن».
وأثنى وزير الدفاع إيهود باراك على خطاب أوباما، مشيراً إلى أنه «تضمن تعزيزاً وتشجيعاً للجهات المعتدلة وطامحي السلام، مثل دعوته إلى اجتثاث الإرهاب وأُسس العنف والتطرف الذي يهدّد الاستقرار في منطقتنا والسلام في العالم كله». وأثنى أيضاً على التزام الرئيس الأميركي بوجود دولة إسرائيل وأمنها، ودعوته الواضحة إلى دمج إسرائيل في المنطقة.
وعبّر وزير الدفاع عن أمله أن يتبنى العالم العربي دعوة أوباما إلى «وضع حد للإرهاب والعنف وتأسيس علاقات سلمية مع إسرائيل». وأكد أن «إسرائيل ستعمل مع الولايات المتحدة على دفع عملية السلام، مع تأكيد المحافظة على المصالح الأمنية الحيوية لإسرائيل».
ورأت الرئيسة السابقة للكنيست، وعضو كتلة حزب «كديما»، داليا إيتسيك، أن المقارنة التي أجراها رئيس الولايات المتحدة بين إسرائيل والفلسطينيين «مقلقة جداً». وحمّلت نتنياهو المسؤولية عن المواجهة القائمة مع الولايات المتحدة وعزل إسرائيل.
أما في معسكر اليمين، فقد كانت الردود غاضبة وشديدة. وقال عضو الكنيست عن كتلة الاتحاد القومي اليمينية المتطرفة، ميخائيل بن آري: «لقد تجاوزنا فرعون وسنتجاوز أيضاً أوباما». وأكد أن «الطموح الصهيوني بالاستيطان في أرض إسرائيل أقوى من كل الرؤساء والحكومات».
ودعا عضو الكنيست، داني دانون (حزب الليكود)، أعضاء الكونغرس ومجلس الشيوخ، في رسالة وجهها إليهم، للضغط على أوباما لتغيير سياسته، موضحاً أن «أوباما خطر على أمن دولة إسرائيل»، لافتاً إلى أنه للمرة الأولى في التاريخ الطويل من العلاقات بين إسرائيل والولايات المتحدة يجري تجاوز الخطوط، وأن «المقارنة التلميحية بين الحكم الإسرائيلي والحكم النازي أوضحت كل شيء».
وحذرت عضو الكنيست عن حزب «الليكود»، تسيبي حوتوبلي، الحكومة الإسرائيلية من «الخلافات النوعية مع الإدارة الأميركية»، مشيرة إلى أن «التحدي الأكبر حالياً هو أن نتذكر أن ديفيد بن غوريون أيضاً وقف أمام مواجهة مشابهة مع الإدارة الأميركية، عشية إعلان الدولة، وثبت أن معارضته لموقف الولايات المتحدة صحيح ومبرر في الاختبار التاريخي».
أما رئيس كتلة «البيت اليهودي ــ المفدال»، زبولون أورليف، فرأى أن الخطاب أثار مخاوف من خرق التوازن في علاقات الولايات المتحدة مع إسرائيل. وأعرب عن «وجود شعور قاس لديه بحدوث انجراف سيقود إلى سحق الالتزامات التقليدية للولايات المتحدة تجاه الحاجات الأمنية لضمان وجود دولة إسرائيل واستقلالها».
وكانت صحيفة «هآرتس» قد نقلت عن مصدر رفيع المستوى في مكتب نتنياهو قوله إنه «ينبغي خفض مستوى التصريحات المتبادلة عبر وسائل الإعلام، ويجب العودة إلى الغرف المغلقة والتقدم».
وتوقع محللون سياسيون إسرائيليون أن إسرائيل ستضطر إلى التراجع عن مواقفها الرافضة للاستجابة إلى المطالب الأميركية. واوضحت «هآرتس» أن «نتنياهو سيتراجع بعد أسبوع، بعد شهر، وسيستسلم للضغط الأميركي وسيُرغَم على الموافقة على حل الدولتين للشعبين، والموافقة أيضاً على تقديم تنازل ما في المستوطنات».

وأكد الرئيس الإسرائيلي دعمه لاقتراح الملك الأردني عبد الله الثاني المتعلق بإمكان اعتراف 57 بلداً بإسرائيل مقابل انسحابها من جميع الأراضي الفلسطينية والسورية واللبنانية المحتلة، وكذلك مبادرة السلام العربية التي أطلقتها السعودية في 2002 وأقرتها الجامعة العربية. وكتب أن المفاوضات الثنائية بين إسرائيل وجيرانها حيوية، بالتزامن مع عملية تطبيع إقليمية بين إسرائيل والدول العربية.
(أ ف ب)