على وقع التوتر في العلاقات الأميركية ـــــ الإسرائيلية، ازدادت النقمة في أوساط المستوطنين الإسرائيليين على الرئيس الأميركي، باراك أوباما، وانعكست حدتها في نتائج استطلاعات الرأي الإسرائيلية التي رأت أنه منحاز إلى الفلسطينيين، ولا يمكن الاعتماد عليهوجد المستوطنون الإسرائيليون في الضفة الغربية، في الاسم الثلاثي للرئيس الأميركي، باراك حسين أوباما، ضالتهم لتوجيه انتقادات له تتهمه بمعاداتهم لحساب العرب والفلسطينيين على خلفية مطالبته بوقف الاستيطان في الضفة الغربية، ليبدو كأنه عدوهم الجديد.
وتعبيراً عن رأي آلاف المستوطنين المتطرفين المصممين على مقاومة أي محاولة لوقف الاستيطان استجابة لضغوط أوباما، قالت الناشطة من اليمين المتطرف، ناديا مطر: «لا نخشى حسين أوباما»، متعمدةً استخدام اسمه الوسطي، لتصنيفه في خانة العرب المعادين للدولة العبرية. وتؤكد ناديا أن «أرض إسرائيل هي أرض الشعب اليهودي، ولا أحد سواه».
أما في مستوطنة كريات أربع، التي تُعَدّ أحد معاقل المتطرفين اليهود عند أبواب مدينة الخليل الفلسطينية، فرفعت لافتة كتب عليها «المحطة النووية الإيرانية ليست هنا يا أوباما، عليك أن تضرب في المكان المناسب».
وعكس استطلاع «مؤشر الحرب والسلام» الأكاديمي الشهري، الذي نشره أمس موقع «يديعوت أحرونوت» الإلكتروني، النقمة على مواقف أوباما. إذ أظهر أن معظم الإسرائيليين يرون أوباما منحازاً إلى الفلسطينيين وليس بالإمكان الاعتماد عليه، لكنهم انقسموا على موضوعي الاستيطان وحل الدولتين.
وتبين أن 55 في المئة من الإسرائيليين، يرون أن أوباما منحاز إلى الفلسطينيين، فيما رأى 60 في المئة منهم أنه لا يمكن الاعتماد عليه إذا ما أخذ في الحسبان الحفاظ على المصالح الإسرائيلية في إطار جهوده لتحسين العلاقات بين الولايات المتحدة والعالم الإسلامي.
من جهة ثانية، رأى 65 في المئة ممن شاركوا في الاستطلاع، أن زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى واشنطن لم تكن ناجحة. وقال 19 في المئة فقط إنها كانت ناجحة.
كذلك أظهر الاستطلاع أن غالبية ساحقة من الإسرائيليين وصلت إلى 67 في المئة، يرون أنه لا يمكن التوصل إلى تسوية مع الفلسطينيين من دون الاستناد إلى حل الدولتين للشعبين، فيما رفض 18 بالمئة هذا الحل.
أما في ما يتعلق بقضية المستوطنات، فأظهر الاستطلاع وجود انقسام لدى الإسرائيليين، الذين رأى 48 في المئة منهم أن وجودها يضعف المصالح الإسرائيلية، في مقابل 43 في المئة قالوا إنها تدعم المصالح الإسرائيلية. ورأى 54 في المئة أنه لا ينبغي لإسرائيل إخلاء كل المستوطنات، حتى لو كان التوصل إلى اتفاق سلام مقروناً بالإخلاء الكامل، فيما أيد 41 في المئة إخلائها بأكملها. وقال 53 في المئة من الإسرائيليين إنه يجب إخلاء جميع المستوطنات المعزولة والواقعة خارج الكتل الاستيطانية الكبرى في مقابل رفض 29 في المئة ذلك.
وفي السياق، نشرت الإذاعة الإسرائيلية استطلاعاً للرأي أجراه معهد «شفاكيم بانونارا»، أظهر أن ثلثي مؤيدي حزب «الليكود» بزعامة بنيامين نتنياهو يعارضون إخلاء المستوطنات العشوائية، فيما 93 في المئة من ناخبي حزب «العمل» و56 في المئة من مناصري حزب «كديما» الوسطي المعارض يؤيدون هذا الأمر.
إلى ذلك، ذكرت إذاعة الجيش الإسرائيلي أمس أن القائد العسكري للضفة الغربية الجنرال غادي شامني، تلقى رسالة تتضمن تهديدات بالقتل من مستوطنين متطرفين.
ووصف المستوطنون شامني بأنه «معاد للسامية ويكره اليهود» و«عميل للنازية» و«ابن الشيطان»، وهددوا بالنيل منه ومن عائلته. وقال معدو الرسالة: «سنتمكن من الوصول إليك»، ما دفع المدعي العام الإسرئيلي إلى فتح تحقيق في محاولة للعثور على معدي الرسالة.
(يو بي آي، أ ف ب)