Strong>منفّذوها استخدموا أحصنة مفخّخة... و«جند أنصار الله» تعلن مسؤوليتها عنهاسقط أربعة شهداء فلسطينيين، أمس، في قطاع غزّة، في عمليّة قالت مصادر أمنية إن منفذيها كانوا ينوون خطف جنود إسرائيليين، فيما يبدو أن حكومة بنيامين نتنياهو تستعد لتخفيف الحصار استجابة للضغوط الأميركية

غزة ــ قيس صفدي
استشهد أربعة مقاومين فلسطينيين أمس على يد قوات الاحتلال الإسرائيلي، خلال هجوم مباغت على قوة إسرائيلية قرب معبر المنطار «كارني» التجاري شرق حي الشجاعية في مدينة غزة. وقالت مصادر محلية إن «اشتباكات عنيفة اندلعت بين قوات الاحتلال والمقاومين الذين كانوا يمتطون الخيل ويستقلون سيارات، أدت إلى استشهاد أربعة منهم وجرح آخرين»، في وقت ادعت فيه مصادر الاحتلال «عدم إصابة أي من جنودها خلال العملية».
وبحسب مصادر أمنية، فإن نحو «عشرة مقاومين شاركوا في العملية التي كانت تستهدف على ما يبدو التسلل عبر السياج الحدودي الفاصل بين غزة وفلسطين المحتلة عام 48، وأسر جنود إسرائيليين». وقال سكان محليون إن مروحيات حربية إسرائيلية شاركت في التصدي للمقاومين الفلسطينيين جراء شدة الاشتباكات مع قوات الاحتلال، في وقت أعلنت فيه جماعة غير معروفة اسمها «جند أنصار الله» مسؤوليتها عن الهجوم.
وتعقيباً على العملية، قال رئيس الحكومة المقالة في غزة، إسماعيل هنية، إن «هؤلاء الشهداء وهذه الدماء لا تكسر إرادة الشعب الفلسطيني، بل تزيد إصراره وتمسكه بحقه». وأضاف أن «القصف تأكيد من الاحتلال للنيات العدوانية تجاه قطاع غزة، وعدم احترام للتوجهات الفلسطينية نحو تهدئة متبادلة ومتزامنة».
في المقابل، أغلقت قوات الاحتلال معبري المنطار وناحل عوز المجاورين (شرق غزة) عقب العملية، وأبقت معبر كرم أبو سالم (جنوب شرق مدينة رفح)، مفتوحاً.
وقال متحدث عسكري إسرائيلي إن «الناشطين الفلسطينيين فتحوا النار على مقربة من الحدود، فردت عليهم القوات الإسرائيلية». وأضاف: «اقترب الإرهابيون من السياج الأمني في شاحنات تنقل أيضاً خمسة خيول محملة بالمتفجرات»، مستطرداً أن «بعض الإرهابيين كانوا يضعون أيضاً أحزمة ناسفة».
وذكرت تقارير إسرائيلية أن الهجوم «نفذه فصيل تابع لمنظمة إسلامية صغيرة بهدف أسر جنود إسرائيليين». وتشير التقديرات في جهاز الأمن الإسرائيلي، في أعقاب تحقيقات أولية، إلى أن المسلحين الفلسطينيين «ربما كانوا يعتزمون اختراق الشريط الحدودي والدخول إلى إحدى البلدات المحاذية وتنفيذ عملية نوعية فيها». وتابعت أن «ثمانية مسلحين وصلوا بشاحنات إلى منطقة الشريط الحدودي، وأنزلوا خيولاً محملة بالمواد المتفجرة من الشاحنات، وحاولوا زرع عبوات ناسفة عند الشريط، لكن قوات إسرائيلية لاحظت وجودهم وجرى تبادل إطلاق نار، ما أدى إلى مقتل أربعة منهم».
من جهته، ذكر موقع صحيفة «هآرتس» الإلكتروني أن «التقديرات في جهاز الأمن الإسرائيلي تفيد بأنه «ليس لدى حماس التي تسيطر على القطاع مصلحة بتصعيد الوضع الأمني مجدداً، حتى إن نشطاءها منعوا محاولات لفصائل فلسطينية صغيرة لإطلاق صواريخ باتجاه جنوب إسرائيل».
وفي وقت لاحق، أُصيب مزارع فلسطيني بجروح متوسطة في قصف مدفعي إسرائيلي استهدف الأراضي الزراعية شرق حي الشجاعية، تزامن مع توغل محدود لقوات الاحتلال.
في هذا الوقت، أعلن مسؤول إسرائيلي أن «رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو يعتزم تخفيف الحصار الذي تفرضه إسرائيل على قطاع غزة منذ عام 2007»، موضحاً أنه «سيجمع الحكومة الأمنية المصغرة خلال الأسابيع المقبلة لاتخاذ قرار بهذا الشأن». وأضاف أنه «لا تغيير في الهدف الاستراتيجي الذي يظل في إضعاف سلطة حماس»، مشيراً إلى أن «الأجهزة الحكومية المختصة ستحضر الاجتماع». وتابع: «نتفهم الضغط الأميركي ونرغب في تسهيل حياة الشعب الفلسطيني. غير أن ذلك يرتبط بالهدوء في الجنوب».


باريس ــ الأخباروكانت «الأخبار» قد سألت شوفاليه خلال مؤتمر صحافي إلكتروني، عمّا إذا كان الحصار على غزة أحد عوامل تأجيج العنف في القطاع بعد إعلان وقوع اشتباكات بين مقاومين وجنود إسرائيليين على الحدود، فأجاب بأن باريس «تأسف بشدة لدوام حصار غزة الذي ينتج منه مباشرة وبطريقة دراماتيكية تراجع الحالة الإنسانية لسكان غزة». واستطرد قائلاً: «فرنسا تدعو إلى فتح نقاط العبور فوراً»، مضيفاً أن بلاده «تكرر شجب كل أنواع العنف».