بعد مرحلة من الضغوط الأميركية المتواصلة، يقدّر المسؤولون في إسرائيل أن يعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو موافقته على ما وافق عليه رؤساء وزراء سابقين، بإقامة دولة فلسطينية إلى جانب إسرائيل
علي حيدر
مع إعلان بنيامين نتنياهو خطابه الذي سيلقيه في «مركز بيغن السادات» في جامعة بار إيلان، الأسبوع المقبل، أشارت التقديرات السياسية في إسرائيل إلى أن رئيس الوزراء بدأ «ينضج» باتجاه تبنّي صيغة «دولتين لشعبين».
ونقلت صحيفة «يديعوت أحرونوت» عن أوساط سياسية رفيعة المستوى تقديرها بأن يعلن نتنياهو أن حكومته «تتبنّى ما اتُّفق عليه من قبل لحل الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، تسوية دائمة على أساس الدولتين».
ونقلت الصحيفة عن ديوان رئيس الدولة شمعون بيريز تأكيده أنه ونتنياهو «يعدّان خطة مشتركة لتحريك المفاوضات مع الفلسطينيين بالنسبة إلى التسوية الإقليمية وتطبيع العلاقات مع الدول العربية».
وأوضحت «يديعوت» أن وزير الدفاع إيهود باراك يرى أنه بإمكان نتنياهو تبديد التوتر مع إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما إذا ما أعلن تبنّيه لـ«خريطة الطريق» مساراً يقود الجانبين إلى محادثات بشأن التسوية الدائمة لإقامة دولة فلسطينية إلى جانب إسرائيل. كذلك يعتقد باراك أنه «من الأفضل لنتنياهو أن يرتبط بفكرة الدولتين التي لا يتوقف أوباما عن الحديث عنها في تصريحاته إذا كان يرغب في مواصلة الحوار الحميم مع الأميركيين في ما يتعلق بالبرنامج النووي الإيراني».
وكان باراك قد أعلن، خلال جلسة لكتلة «العمل»، أن إسرائيل ملتزمة بالتعاون التام مع الإدارة الأميركية، وعلى رأسها مسار يؤدي إلى قيام دولة فلسطينية مستقلة إلى جانب إسرائيل. وأكد باراك أن الحكومة «ملتزمة بكل الاتفاقات التي وقّعت عليها الحكومات السابقة، بما فيها خريطة الطريق، التي يندرج ضمنها بوضوح الالتزام بدولتين».
في هذا الوقت، أشار نتنياهو إلى أنه يعتزم، قبل إلقاء خطابه، إجراء مشاورات مع قادة الأحزاب المشاركة في الحكومة. ومن بين الأسماء المذكورة، بحسب «يديعوت»، السفير الإسرائيلي السابق في واشنطن سالاي مريدور، واللواء احتياط يعقوب عميدرور وقادة المستوطنين في الضفة الغربية.
وأضافت الصحيفة أن نتنياهو يواصل مشاوراته مع شركائه في الائتلاف كي يعزز استقرار حكومته. وذكرت محافل سياسية أنه لن يكون مفاجئاً إذا ما أفادت المعلومات الصحافية باستئناف الاتصالات بين مسؤولين في «الليكود» ونظرائهم في «كديما» بشأن إمكان ضمّه إلى الحكومة، في حال انسحاب آخرين منها.
وبحسب «يديعوت»، فإن نتنياهو يرى أن تداول وسائل الإعلام بمشاورات بينه وبين رئيسة «كديما»، تسيبي ليفني، يمكن أن يخدمه في كبح جهات يمينية ترفض أن تستجيب إسرائيل لمطالب أوباما بخصوص الاعتراف بحل الدولتين. لكنّ المحافل السياسية التي تحدثت مع رئيسة حزب «كديما» تقدّر بأنها غير مستعدة حالياً للتراجع عن رفضها الانضمام إلى حكومة نتنياهو.
وأضافت الصحيفة أن مستشاري نتنياهو يأملون أن توجّه الإدارة الأميركية ضغوطها، بعد خطاب نتنياهو السياسي، نحو الجانب الفلسطيني. ويحاول هؤلاء أن يستعينوا بتقديرات الاستخبارات العسكرية، التي قال رئيس قسم الأبحاث فيها العميد يوسي بايدتس، خلال جلسة لجنة الخارجية والأمن التابعة للكنيست، «إن السلطة الفلسطينية لا تستمر إلا بفضل استمرار وجود الجيش الاسرائيلي ونشاطه في الضفة الغربية». ويضيف مستشارو نتنياهو أنه في حال انسحاب الجيش الإسرائيلي «لن يبقى شيء من السلطة الفلسطينية، وستسيطر حماس على الضفة».