تجددت الاشتباكات في جنوب اليمن، أمس، بالتزامن مع بدء محاكمة أحد قياديي «الحراك الشعبي»، وتواصل حملات التنديد بإغلاق السلطات للصحف المعارضةسبّبت التظاهرات التي شهدتها محافظة لحج في جنوب اليمن، أمس، وقوع قتلى وجرحى، بعدما تطورت تلك الاحتجاجات شبه اليومية إلى اشتباكات بين المتظاهرين وقوات الأمن، تخللها تبادل لإطلاق النار بين الطرفين.
وقال مصدر أمني يمني إن ثلاثة أشخاص قتلوا وجرح عشرة آخرون نتيجة صدامات وقعت بين المتظاهرين وأفراد نقطة عسكرية في قرية العند التابعة لمحافظة لحج، عندما تجمّع مشيّعون لدفن ستة أشخاص لقوا حتفهم في اشتباكات في الآونة الأخيرة مع قوات الأمن. وخلال التجمّع، أطلقوا الرصاص على قوات الأمن، ما رفع عدد قتلى المواجهات بين المحتجّين الجنوبيين الذين يطالبون بانفصال الجنوب عن الشمال، وقوات الشرطة إلى 18 قتيلاً منذ الشهر الماضي.
ووسط منع حضور الصحافيين، بدأت المحكمة الابتدائية الجزائية المتخصصة في صنعاء، أمس، أولى جلسات محاكمة القيادي قي الحراك الشعبي، فادي حسن أحمد باعوم، وذلك بعد أسبوع من بدء محاكمة السفير اليمني السابق، الناشط الجنوبي قاسم عسكر جبران. ووجهت لباعوم تهمة ارتكاب «أفعال مجرمة بقصد المساس بالوحدة الوطنية»، وتعطيل «أحكام الدستور وإثارة عصيان مسلّح لدى الناس ضد السلطات القائمة بموجب الدستور وتحريض الناس على عدم الانقياد للقوانين». كما وجّهت إليه أيضاً تهمة «نشر أخبار مغرضة تكدّر السلم والأمن العام، وزرع روح الكراهية، وازدراء طائفة من الناس، والحثّ على النعرات الطائفية، وتعريض سلامة المجتمع وأمنه للخطر». ونقلت محامية الدفاع، شذى ناصر، رفض باعوم للتهم.
إلى ذلك، نظّم أمس منتدى الشقائق العربي لحقوق الإنسان لقاءً تضامنياً مع 8 صحف أهلية ومستقلة تعرّضت للإيقاف على خلفية تغطيتها لأحداث المحافظات الجنوبية. ووصفت رئيسة المنتدى، أمل الباشا، إجراءات وزارة الإعلام بـ«المذبحة»، مشيرةً إلى ارتقاء تلك الإجراءات إلى «مستوى الجرائم ضد الإنسانية»، لأنها «تستهدف فئة العاملين في الصحافة».
ورأت الباشا أن «هناك هجمة منظمة وشرسة لخنق البلد والتضييق على مستوى الحريات بمختلف الأشكال». كما عبّرت عن تخوّفها من أن تكون الحملة مقدّمة لتهيئة الناس لحملة أخرى تستهدف منظمات المجتمع المدني والأحزاب السياسية.
بدوره، انتقد رئيس تحرير صحيفة النداء، سامي غالب، موقف نقابة الصحافة اليمنية، التي اعتبرت قرار السلطات قانونياً.
(يو بي آي، أ ف ب)