strong>ردّ وزير الاتصالات جبران باسيل على المشككين في أن شبكة الهاتف الخلوي لم تتمكن من تحمّل الضغط الناتج من العملية الانتخابية، مشيراً إلى زيادة التخابر بنسب تجاوز بعضها 100%، فتحملت الشبكتان بسبب توسيعهما وتحديثهما
قال وزير الاتصالات جبران باسيل، في مؤتمر صحافي عقده أمس وخصّصه للحديث عن أداء شبكة الاتصالات يوم الانتخابات، إن الشبكة الثابتة استوعبت جزءاً من الضغط الذي جرى، والرسائل القصيرة أيضاً. أما شبكة الخلوي التي أُهّلت، فقد استوعبت القسم الأكبر من الضغط، موضحاً أن كل ما قيل «ولا سيما من قبل رئيس الحكومة فؤاد السنيورة ، بأننا لم نقم بالتعهدات التي التزمنا بها، أثبت اليوم الانتخابي عكسه تماماً».
وكانت الوزارة قد نبّهت إلى أنه لا يمكن «أن تكون لدينا شبكة قائمة، يوم الانتخاب أو قبله، إذا لم ننجز عملية التوسعة التي شملت 800 ألف خط إضافي، زائداً 300 ألف خط احتياط». وقد عرض باسيل بعض المعطيات التي تثبت قدرة احتمال الشبكة للضغط الذي حصل:
ـــــ في شبكة «أم تي سي»: زاد المعدل العام للتخابر بنسبة 31%، وبنسبة 27% في الرسائل القصيرة SMS، وهذا يؤشر إلى أن استعمال هذه الخدمة المتطورة مفيد ويوفّر وقتاً ومالاً. وقد سجّل ضغط كبير على هذه الشبكة في أوقات معينة، وخصوصاً في أوقات الفرز. ففي الشمال، سجّلت زيادة في التخابر بنسبة 100%، وفي الأشرفية 100%، وفي البقاع والجنوب 50%، وقد استوعبت الشبكة كل هذا الضغط. وفي أماكن أخرى، سجّل في معاد 103% زيادة في التخابر، وفي زحلة 128%، وعلى الطريق الساحلي 98%، واستوعبت الشبكة.
ـــــ في شبكة «ألفا»: سجّل المعدل العام لحركة التخابر زيادة 45%، وفي البقاع على سبيل المثال سجّلت زيادة 98%، وفي الشمال 84%، وتحملت الشبكة.
ولكن، يقول باسيل، إنه طبيعي أن يجري بعض الانقطاع في المخابرات يوم الانتخاب، وذلك «كما في الأيام الأخرى»، وقد سبق أن شُرحت أسباب هذا الأمر، آملاً الحد منه بالأعمال التي ستُنجز، وتوسيع السنترالات واستيعاب الخطوط الإضافية. إلا أن توفير هذه التغطية رتّب مسؤولية إنشاء محطات جديدة وتوسيع القائمة منها، فأنجزت الوزارة إنشاء 102 محطة في شركة «ألفا» من أصل 246، وجرى توسعة 333 محطة من 416، أما في «أم تي سي» فجرى توسعة 92 محطة، وأنشئت 113 محطة من 270. وهذا يعني أنه لا يزال هناك الكثير من العمل في الأسابيع القليلة المقبلة، يطال كل المناطق.
في المقابل، هناك معوقات سياسية تعترض طريقة إكمال هذا العمل، مثل عملية الاستحصال على المواقع لتركيب عدد من المحطات أو لتعميرها، بحسب باسيل الذي دعا إلى الإفراج عن هذه المواقع وقد انتهت الانتخابات، لأن ضرر سوء التغطية يطال الجميع، بصرف النظر عن انتمائهم. فهناك 19 محطة توقف إنشاؤها في أم تي سي، و16 محطة في ألفا، بمجموع 35 محطة، ويفترض أن تغطي 35 منطقة، «وقد حُرِم المواطنون من هذه التغطية نكاية بوزير الاتصالات».
ولفت باسيل إلى أنه وجّه كتابين إلى شركتي الخلوي لتذكيرهما بواجباتهما في الاستمرار بعملية التوسيع بالسرعة اللازمة، لأننا مقبلون على موسم صيف يتوقع أن يرتفع فيه الضغط على التخابر بوصول عدد كبير من المغتربين والسياح، آملاً أن يبقى الأمر متابعاً يومياً وبسرعة، علماً بأن إحدى الشركتين تباطأت في الفترة الأخيرة في هذا الأمر، إذ إن الشركتين ملزمتان بالاستمرار بعمليات التوسيع بموجب العقد، وفي الفترة التي سأستمر بها وزيراً للاتصالات، وفي أي فترة لاحقة، «سأستمر بمتابعة هذا العمل من أي موقع سأكون فيه، لأن هذه حقوق المواطنين على الشركتين وعلى وزارة الاتصالات وعلى الدولة».
ومن أبرز أسباب سوء الخدمة عمليات التشويش التي تقوم بها إسرائيل، إذ يلفت باسيل إلى أن هذا الأمر حصل في الجنوب على نطاق واسع قبل 3 أيام من الانتخابات، وحينها جرى اتصال بوزير الخارجية لوضع الشكوى اللازمة. وهناك مصادر تشويش معروفة من البحر ومن الجو، وهناك مصادر تشويش أرضي من مواطنين أو أمنيين أو سياسيين أو سفارات، وهذه قد عالجنا جزءاً منها، إلا أن البقية تستلزم وقتاً، فيما «القضاء لم يساعدنا من خلال إصدار الاستنابات أو الأحكام اللازمة، حيث ضُبط مواطنون يستعملون أجهزة تشويش وصودرت معداتهم، لكنّ القضاء لم يحاسبهم».
أما الشبكة الثابتة، فقد استوعبت الضغط بسبب طبيعتها، «علماً بأننا نلحظ لها مشاريع إضافية من توسعة ومياومة وتحديث كي تقدم خدمات إضافية إلى المواطنين، ولم تسجل أي انتكاسة على مستوى الشبكة الثابتة، أو أي خطأ من أي نوع، وجرت الأمور كما هو مفترض، لكن حصل تشويش غير مفهوم في منطقتي طرابلس وصيدا لم يعرف مصدره.
وأمل أن تُجهّز هذه الشبكات لتحمّل أي طارئ وتداركه. فلدى معظم الدول أنظمة طوارئ غير موجودة لدينا على مستوى شبكات الاتصال، لمواجهة ضغط متوقع في التخابر ناتج من حريق أو كارثة طبيعية أو زلزال، أو حادث أمني، إذ ينتقل العمل إلى شبكة بديلة للطوارئ يستعملها المعنيون، لافتاً إلى أنه لُحظت مشاريع إضافية لشبكة الهاتف الثابت مثل مشاريع التوسعة والمياومة والتحديث بشبكات وأنظمة جديدة لتقدم خدمات إضافية.
(الأخبار)