Strong>«اتصال مصالحة» أميركي ــ إسرائيلي... ونتنياهو يرى أنّ نيّة أوباما استرضاء العربجدّد المبعوث الأميركي إلى الشرق الأوسط جورج ميتشل، أمس، الالتزام الأميركي الذي «لا يتزحزح» بأمن إسرائيل، وذلك خلال لقاءاته مع المسؤولين الإسرائيليين، التي تناولت، من جملة الأمور، الوضع في لبنان. موقف ميتشل جاء بعد ساعات على تأكيد رئيسه باراك أوباما الأمر نفسه خلال «اتصال مصالحة» مع بنيامين نتنياهو

محمد بدير
استهل المبعوث الخاص إلى الشرق الأوسط جورج ميتشل زيارته إلى إسرائيل بعقد لقاءين مع رئيس الدولة العبرية شمعون بيريز ووزير دفاعها إيهود باراك، بحث خلالهما معهما جملة من المواضيع الإقليمية، الأمنية والسياسية، شملت المسارين الفلسطيني والسوري، وتطرقا إلى الوضع في لبنان على خلفية الانتخابات الأخيرة.
وأكد ميتشل، بعد لقائه بيريز، أن الولايات المتحدة ستظل حليفة إسرائيل المقرّبة، على الرغم من الخلافات بشأن المستوطنات وعملية السلام مع الفلسطينيين. وقال إن هدفه هو توفير الظروف «لاستئناف عاجل واستكمال مبكر» لمحادثات تؤدي إلى قيام دولة فلسطينية «جنباً إلى جنب في سلام وأمان مع دولة إسرائيل اليهودية».
وعمّا يُحكى عن خلافات مع إسرائيل، قال ميتشل «دعوني أكن واضحاً. هذه الخلافات ليست بين خصوم. فالولايات المتحدة وإسرائيل حليفتان وصديقتان وثيقتان وستظلان كذلك». وجدد ميتشل الالتزام الأميركي بأمن إسرائيل، حيث قال «أريد أن أبدأ بأن أقول مجدداً وبوضوح وبكل قوة تتجاوز أي شك إن التزام الولايات المتحدة بأمن إسرائيل لا يتزعزع». ولفت إلى أن الولايات المتحدة تنتظر من كل من إسرائيل والفلسطينيين الالتزام بما ورد في «خريطة الطريقثم التقى ميتشل وباراك على انفراد لمدة ساعة ونصف الساعة، بحثا في خلالها، بحسب «هآرتس»، جملة من المواضيع السياسية والأمنية، بينها دعوة أوباما إلى تسوية شاملة. وذكرت أنه طُرح خلال اللقاء الوضع في المنطقة على خلفية دعوة أوباما إلى تسوية إقليمية شاملة وتداعيات هذه الدعوة على المسارين الفلسطيني والسوري. وكشفت الصحيفة أنه خلال اللقاء بينهما، طُرح أيضاً الوضع في لبنان بعد الانتخابات الأخيرة.
وذكرت «هآرتس» أن باراك طرح أمام ميتشل مطالب إسرائيل في المواضيع الأمنية، كما بحث الرجلان الخطوات الممكنة لتقدم الاقتصاد الفلسطيني، وقضايا البناء في الكتل الاستيطانية في الضفة الغربية وقضايا البؤر الاستيطانية.
تجدر الإشارة إلى أنه، على خلفية التوتر الحاد بين الإدارة الأميركية والحكومة الإسرائيلية بسبب المطلب الأميركي تجميد البناء في المستوطنات، استبق رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو وصول ميتشل ولقاءه معه باتصال هاتفي، ليلة الثلاثاء، مع أوباما، وضعه فيه في صورة الخطاب السياسي الذي ينوي إلقاءه يوم الأحد المقبل، وسيُضمّنه رؤيته وتصوّره السياسي. وبعد الاتصال، أصدر مكتب نتنياهو بياناً ذكر فيه أن الحديث كان إيجابياً وأن رئيس الوزراء وضع أوباما في صورة نيّته إلقاء خطاب سياسي مهم يوم الأحد، يعرض فيه سياسته لتحقيق السلام والأمن. وقال البيان إن «أوباما أشار إلى أنه ينتظر باهتمام سماع الخطاب، واتفق الرئيسان على البقاء على تواصل».
بدوره، أعلن البيت الأبيض أن أوباما ونتنياهو أجريا محادثات هاتفية «بنّاءة» الاثنين، قبل أيام من الخطاب الذي سيحدد فيه رئيس الوزراء الإسرائيلي سياسته من أجل «السلام والأمن». وقال الناطق باسم البيت الأبيض روبرت غيبس، في بيان، إن «الرئيس ورئيس الوزراء أجريا محادثات بنّاءة استمرت 20 دقيقة». وأضاف أن «الرئيس كرر العناصر الرئيسية التي وردت في الخطاب الذي ألقاه في القاهرة، بما في ذلك التزامه بأمن إسرائيل. وقال إنه يتطلّع إلى الاستماع إلى خطاب رئيس الوزراء بشأن وجهات نظره في السلام والأمن».
وعلى الرغم من الاتصال الذي وصفته «يديعوت أحرونوت» بأنه «اتصال مصالحة»، ذكرت «هآرتس» أن نتنياهو يقدّر أن أوباما يسعى إلى مواجهة مع إسرائيل. وأضافت أن هذا هو استنتاج نتنياهو من خطاب أوباما في القاهرة يوم الخميس الماضي، وأنه أشرك في تقديره هذا مقرّبيه. وفي رأي نتنياهو، فإن «أوباما وإدارته يسعيان إلى تحسين العلاقات بين الولايات المتحدة والعالم العربي، وأن الخلاف العلني مع إسرائيل يمكن أن يخدم في نظر الأميركيين هذه السياسة».
في المقابل، وخلافاً لتقدير نتنياهو، ذكرت «هآرتس» أن إيهود باراك، الذي زار واشنطن الأسبوع الماضي، يقدّر أنه «ليس لإدارة أوباما مشكلة شخصية مع نتنياهو، وأن الأميركيين لا يسعون لإسقاط الحكومة في إسرائيل». ورأى أن «اعتبارات أوباما استراتيجية: فقد تعهّد بالانسحاب من العراق ويسعى إلى إنهاء الحرب في أفغانستان، وهو بحاجة إلى دعم الدول العربية المعتدلة».