القاهرة ــ الأخبارسعت مصر والجامعة العربية، أمس، إلى إقناع رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، خالد مشعل، بالتجاوب مع المقترحات الأميركية الجديدة التي قدمها الرئيس الأميركي باراك أوباما لحلحلة عملية السلام في منطقة الشرق الأوسط.
وعقد رئيس جهاز الاستخبارات المصري اللواء عمر سليمان، اجتماعاً طويلاً مع مشعل، الذي وصل على رأس وفد يمثل «حماس» ضم موسى أبو مرزوق ومحمد نصر وعماد العلمي ومحمود الزهار ونزار عوض الله، في أول زيارة من نوعها منذ مطلع العام الجاري.
وقالت مصادر مصرية وفلسطينية لـ«الأخبار» إن الاجتماع كان ودّياًَ، مشيرةً إلى أن اللواء سليمان تمنّى على مشعل ورفاقه عدم التمادي في الخلافات الفلسطينية ـــــ الفلسطينية، ودعاه إلى محاولة الاقتراب من مواقف حركة «فتح» والسلطة الفلسطينية بقيادة محمود عباس.
وروت المصادر أن سليمان أكد لوفد «حماس» أن «صبر العالم بأسره تجاه استمرار الفتن الفلسطينية قد بدأ ينفد، وأنه يتعين على حماس وفتح محاولة التعايش الثنائي وبلورة صوت موحد يمثل جموع الشعب الفلسطيني».
ورأى سليمان أن «النيّات الطيبة التي عبّر عنها أوباما أخيراً، يجب أن تواجه بموقف فلسطيني قوي ومماثل يصب في خانة دعم استئناف المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية». وأكد أن «القاهرة لا تسعى لفرض أي حلول على الأفرقاء الفلسطينيين، لكنها في المقابل لن تسمح باستمرار تضييع الفرص الواحدة تلو الأخرى».
ووضعت مصر الاجتماع في إطار المشاورات واتصالاتها التي تجريها مع التنظيمات والفصائل الفلسطينية كلها لإنهاء الانقسام الفلسطيني من أجل تمهيد الطريق للعملية السياسية.
ونقلت وكالة أنباء الشرق الأوسط عن مصدر مصري قوله إن دعوة وفد من حركة «حماس» برئاسة مشعل للقاء سليمان «يأتي انطلاقاً من حرص مصر على إنهاء الانقسام في أسرع وقت ممكن، من أجل إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة». والتقى وفد «حماس»، مساء أمس، الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى، حيث بُحث جدول أعمال الاجتماع إلى سيعقده وزراء الخارجية العرب في السابع عشر من الشهر الجاري لتقويم عملية السلام في المنطقة في ضوء خطاب أوباما.
وعقب اللقاء، أعلن مشعل للصحافيين أن «هناك تغييراً في اللهجة الأميركية تجاه الصراع في الشرق الأوسط، ونريد الآن تغييراً في السياسات الأميركية». وأكد أنه «لا يستطيع أي طرف في المجتمع الدولي أن يتعاطى مع ملف الشرق الأوسط من دون أخذ حماس بعين الاعتبار».
أما داخلياً، فقال مشعل إنه جرى الاتفاق خلال اجتماعه مع سليمان على الترتيبات الأمنية في الضفة الغربية. وأعرب عن استعداد حركته لتوحيد المؤسسات الفلسطينية والأجهزة الأمنية، وقال «إن حماس لن تقف عقبة أمام أي تفاهم في هذا الشأن».
وفي تعليقه على نتائج الانتخابات اللبنانية، رحّب مشعل بـ«العملية الديموقراطية». أما في مسألة المقارنة مع الوضع الفلسطيني، فدعا إلى «عدم الخلط بين الوضع اللبناني الذي ينطوي على كثير من التعقيدات الطائفية بعكس الوضع الفلسطيني»، مشدداً على أن «حماس» مستعدة للمشاركة في العملية الديموقراطية وقد سبق لها أن فعلت ذلك.
وفي العودة إلى المحادثات، قال مسؤول فلسطيني، طلب عدم نشر اسمه، إن «مصر والدول العربية تعتقد أن الانقسام الداخلي الفلسطيني يجب أن ينتهي حتى نحصل على تدخل أميركي قوي في عملية السلام. إن انهيار الحوار سيعود بالضرر على الشعب الفلسطيني ولن يخدم سوى إسرائيل».
وقال المتحدث باسم حكومة «حماس»، طاهر النونو، إن محادثات أمس تركزت على تداعيات حملات الأسبوع الماضي، معرباً عن أمله أن تساعد مصر على إلزام السلطة الفلسطينية بوقف استهدافها لأنصار «حماس» في الضفة. وأضاف النونو أن «حماس رأت في اغتيال رجالها وحملة الاعتقالات المستمرة ضد أنصارها انتكاسة للحوار ومحاولة من قبل الأجهزة الأمنية التابعة للسلطة الفلسطينية لتخريب جهود الوساطة المصرية».
في هذا الوقت، أعلن رئيس بلدية نابلس جمال محسن أن الشرطة اعتقلت ستة عناصر من حركة «حماس» في الضفة اشتُبه في تخطيطهم لعملية ضد السلطة الفلسطينية، مشيراً إلى أن الشرطة صادرت حوالى مليون يورو كانت في حوزة اثنين من المعتقلين.
وأعلن محسن أن الوثائق التي صودرت من المعتقلين كانت عبارة عن سجلات نقل أموال من الخارج لشراء الأسلحة.
وأكدت «حماس» أن ستة من أعضائها قد اعتقلوا، متهمةً السلطة الفلسطينية بـ«التواطؤ» مع إسرائيل «للقضاء على حماس».
وبالتزامن مع وجود «حماس» في القاهرة، قالت مصادر أمنية مصرية إن صاروخين فلسطينيين من صناعة محلية سقطا في الأراضي المصرية، لكنهما لم ينفجرا ولم يؤد سقوطهما إلى إصابات. وأضافت أن السلطات المصرية حددت المكان الذي انطلق منه الصاروخان، ويرجح أن يكون نقطة أمنية تابعة لـ«حماس». ورجّحت أن يكون الصاروخان قد أطلقا عن طريق الخطأ إلى الأراضي المصرية.