h1>مبارك يشترط للتطبيع «تحديد حدود الدولة» الفلسطينيةالموفد الأميركي إلى الشرق الأوسط، جورج ميتشل، يواصل جولته. وبعدما عزف على نغمة الدولتين في القدس المحتلة ورام الله، ها هو في مصر والأردن ينتقل إلى وتر «المسؤولية العربية» في عملية السلام. مسؤولية تتجلى فقط في اتخاذ خطوات تطبيعية تجاه إسرائيل، وهو ما وضع له الرئيس المصري حسني مبارك شروطاً
يبدو أن كرة العروض الأميركية حيال السلام تتنقل بين الملعبين العربي والإسرائيلي؛ فرغم دعوة الموفد الأميركي إلى الشرق الأوسط جورج ميتشل، خلال زيارته إلى مصر، العرب إلى اتخاذ «خطوات ذات مغزى» على طريق تطبيع علاقاتها مع إسرائيل، بدت القاهرة أنها اتخذت موقفاً مسبقاً حيال هذه الدعوة تتمثل في «تحديد حدود الدولة الفلسطينية» والالتزام بخريطة الطريق قبل التطبيع.
وأكد الرئيس المصري حسني مبارك أنه طلب من رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، «تحديد حدود» الدولة الفلسطينية حتى يقوم العرب بخطوات في اتجاه تطبيع العلاقات مع إسرائيل. وأوضح، في مقابلة مع التلفزيون المصري بثتها وكالة أنباء الشرق الأوسط أمس، أنه «خلال لقائه نتنياهو في 11 أيار الماضي في شرم الشيخ، اقترح رئيس الوزراء الإسرائيلي أن نقوم بخطوات متوازية معاً، بمعنى أن يقوم هو بعمل خطوة والعالم العربي من جانبه بخطوة مماثلة».
وأضاف مبارك: «قلت له إن هذا الكلام لن يصلح. فقبل ذلك فتحت بعض الدول العربية خمسة مكاتب تجارية لدى إسرائيل ولم تفعلوا شيئاً. ليس لدى أحد ثقة بكم، وبالتالي، الخطوة الكبيرة تجر وراءها خطوة أخرى».
وأكد مبارك أنه بحث مع نتنياهو أيضاً «مسألة الأراضي التي أقيمت عليها مستوطنات في الضفة»، موضحاً أنه خطاب رئيس الوزراء الإسرائيلي قائلاً: «الأرض التي تريدون أخذها (من الضفة الغربية) 6 في المئة (من مساحتها). وفي هذه الحالة لن تبقى لهم أرض وهم مستعدون (للتنازل) عن 1 في المئة أو 2 في المئة على أن يحصلوا بدلاً منها على (مساحة) أرض متكافئة».
في المقابل، طالب مبارك الفلسطينيين بالتوحد، قائلاً إن «إخواننا الفلسطينيين سيضرون بقضيتهم بأيديهم»، مضيفاً: «عندما أتحدث مع الإسرائيليين يقولون مع من سنتفاوض؟ ولهم حقفي المقابل، ركز ميتشل، خلال المؤتمر الصحافي الذي عقده مع وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط، على اتخاذ العرب «خطوات ملموسة باتجاه إسرائيل». وقال إن «المبادرة العربية، كما وصفها الرئيس (الأميركي باراك) أوباما، تعد مجرد بداية مهمة يجب دمجها في جهد السلام، ويتعين أن تتبعها خطوات وأعمال ملموسة». وأضاف: «كما قال أوباما في القاهرة الأسبوع الماضي، فإن للدول العربية دوراً مهماً من أجل نجاح جهد السلام».
في المقابل، رد وزير الخارجية المصري على سؤال عن المسؤوليات الإضافية التي رأى الموفد الأميركي أنها تقع على عاتق العرب، واضعاً شرطين رئيسيين لإعادة فتح مكاتب الاتصال والتمثيل العربية في إسرائيل. وأكد أن «الشرطين هما الوقف الكامل للاستيطان وإعادة الأوضاع في الضفة الغربية إلى ما كانت عليه قبل الانتفاضة الثانية، وخصوصاً انسحاب الجيش الإسرائيلي من المدن»، لتُرمى الكرة مجدداً في الملعب الإسرائيلي.
وقال أبو الغيط إن «أي خطوة» من جانب العرب يجب أن تقابلها «خطوة» من جانب إسرائيل، مشدداً على أن «الأمر يتطلب خطوة إسرائيلية رئيسية تتمثل في الوقف الكامل للاستيطان، وإتاحة الفرصة للضفة الغربية لكي تنمو مثلما كانت في منتصف التسعينيات، وإلغاء كل مظاهر الوجود العسكري على الأرض الفلسطينية والعودة إلى التنفيذ الحرفي لاتفاق أوسلو».
ومن القاهرة، انتقل ميتشل إلى عمّان حيث التقى الملك الأردني عبد الله الثاني، وبحث معه «خطوات إطلاق مفاوضات سلام جادة في المنطقة على أساس حلّ الدولتين، وفي سياق إقليمي يحقق السلام الشامل والدائم، ووفقاً للمرجعيات المعتمدة خصوصاً مبادرة السلام العربية».
وقال ميتشل، في بيان، إنه «كما أوضح أوباما في القاهرة، فإننا ملتزمون بالوصول إلى سلام شامل في المنطقة»، مضيفاً: «ناقشت والملك سبل تحريك عملية السلام وإيجاد السياق اللازم لإطلاق المفاوضات، الذي يجب أن يبدأ بقيام الإسرائيليين والفلسطينيين بالوفاء بالتزاماتهم وفقاً لخريطة الطريق، ودعم هذا الجهد والبناء عليه من جميع الدول المعنية بتحقيق السلام، بما فيها الولايات المتحدة والأوروبيون والعرب».
من جهة أخرى، قد يصطدم الانفتاح الأميركي على السلام بما أعلنه الناطق باسم وزارة الخارجية الأميركية يان كيلي، وهو أن «الولايات المتحدة تؤمن بيهودية دولة إسرائيل على أن يتمتع كل المواطنين الذين يعيشون في كنفها بحقوق متساوية». وقال إن «وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون ذكرت خلال لقائها بنظيرتها الإسرائيلية السابقة تسيبي ليفني في آذار الماضي، أنها وأوباما ملتزمان بأمن إسرائيل وديموقراطيتها بوصفها دولة يهودية». وأضاف أن ما ذكره ميتشل عن «يهودية» إسرائيل «لا يمثل أي سياسة جديدة».
(الأخبار، أ ف ب، يو بي آي، رويترز)