أعلن رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس»، خالد مشعل، أمس، أن «الحركة الإسلامية مستعدة للتوصل إلى اتفاق المصالحة الوطنية الفلسطينية شرط احتواء العقدة الأمنية في الضفة الغربية». وأضاف، في حوار مع صحيفة «الأهرام» المصرية، أن «حركته ترحب بالحوار المباشر مع إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما من دون شروط مسبقة، لكننا لا نستجديه».وأوضح مشعل أن «حماس على استعداد كامل لتذليل كل المعوقات حول الملفات العالقة في الحوار الوطني الفلسطيني، بما يمهد الطريق نحو التوصل إلى اتفاق المصالحة الوطنية الشاملة في السابع من الشهر المقبل‏». إلاّ أنه اشترط إزالة ما وصفه بـ«العقبة الكؤود» التي تتمثل في «الاعتداءات التي تقوم بها الأجهزة الأمنية في الضفة الغربية بحق كوادر وعناصر حماس»‏.‏
وأكد مشعل «وجود إمكانية عالية للتفاهم مع حركة فتح في مجمل القضايا والملفات المهمة»،‏ مشدداً على ضرورة «توافر المرونة لدى الطرفين والسعي بجدية إلى تجاوز العقدة الأمنية». كذلك أشاد بنتائج اللقاء الذي أجراه وفد «حماس» مع رئيس الاستخبارات المصرية عمر سليمان،‏ موضحاً أن «حماس لديها تصورات محددة لحسم القضايا الخلافية الباقية»‏.‏
وتابع مشعل قائلاً إن «وفد حماس أبدى لسليمان استعداد الحركة لتفعيل عمل اللجنتين اللتين سبق الاتفاق على تأليفهما لمتابعة ملف المعتقلين في الضفة الغربية وتصفيته نهائياً»، مشيراً إلى أن «مصر أكدت على لسان سليمان حرصها على بذل كل مساعيها لإنهاء الملابسات المحيطة بالتطورات الأخيرة في مدينة قلقيلية».‏ وأشار إلى أنه «جرى خلال اللقاء مع سليمان أيضاً تقدير موقف لمضمون خطاب الرئيس الأميركي باراك أوباما».
ورداً على سؤال عمّا إذا كان يتوقع اتصالاً أميركياً مباشراً مع «حماس»‏،‏ أعلن مشعل أن «الحركة ترحب بالحوار المباشر مع إدارة أوباما، لكنها لا تستجديه»‏، مشيراً إلى أنّ من المنطقي أن تبادر هذه الإدارة بعد التغييرات التي طالت موقفها «المتقدم» من الحركة، إلى إجراء حوار مباشر معها. إلاّ أنه عاد وأكد أن مقاربة الرئيس الأميركي تجاه «حماس»، التي طرحها في خطابه الأخير، «غير مقبولة وغير صحيحة‏،‏ وتتطلب تعديلاً حتى يمكن الحركة الاسلامية أن تتجاوب معها».‏ لكنه أشار إلى أنه «حتى هذه اللحظة، لا اتصالات مباشرة بين واشنطن وحماس‏».‏
وفي ما يتعلق برؤيته لحل الدولتين، أشار مشعل إلى أنه «ليس معنياً بحل الدولتين الذي يجسّد مفهوم يهودية دولة إسرائيل،‏ لكنه معني بالدولة الفلسطينية واستعادة الحقوق المشروعة والعادلة للشعب الفلسطيني». وقال إن «حماس ستوضح رؤيتها في ما يتعلق باستحقاقات المرحلة المقبلة،‏ بعد خطاب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الأحد المقبل».
في هذا الوقت، لا يزال الوضع الأمني بين حركتي «فتح» و«حماس» على حاله، بعدما اعتقلت قوات الأمن الفلسطينية 36 شخصاً من أنصار «حماس»، بينهم أساتذة وطلاب. وأكد المتحدث باسم الشرطة الفلسطينية عدنان ضميري عملية الاعتقال، من دون أن يذكر العدد.
وفي السياق، اعتقل الجيش الإسرائيلي 11 فلسطينياً خلال حملة دهم في أرجاء متفرقة من الضفة الغربية. وقالت الإذاعة الإسرائيلية إن «الاعتقالات جرت في رام الله ونابلس وقلقيلية وأريحا»، مضيفة أنّ «المعتقلين أُحيلوا على قوات الأمن لاستجوابهم».
(أ ب، يو بي آي)